الجني

2.8K 244 64
                                    

أسبوع مر بلمح البصر لم يكن أسبوعاً سهلاً فالبقاء على ضهر الجمل لم يكن أمراً سهلاً بالنسبة لنجمة كما انها ليست شخصاً يحب السفر بل إنها تكره السفر هذه التغييرات تعكر صفوها، و ما يعكر صفوها بالطبع سلطان! هو و تقلبات مزاجه، فقد لاحظته و هو يقلب تلك الرسالة ألف مرةً يفتحها و يغلقها بتوتر.
"ما قصة هذه الرسالة!؟" قالت نجمة بفضول
"هل سألتكِ يوماً عن رسائلكِ يا نجمة!؟" قال سلطان بتهكم
"كلا ما دخل هذا في الموضوع الآن ؟!" قالت نجمة بضيق
"دخله انه لا شأن لكِ" قال سلطان بعصبية
"حسناً ان كنت غاضباً من أمر ما لا تحتاج لأن تخرج غضبك في وجهي !!" قالت نجمة بإنزعاج

راح سلطان يرمقها بإنزعاج فهو لا يريدها ان تعلم بالحقيقة لا يريدها ان تنغمس في مشاكله السيئة التي لا مخرج منها ، فهى يصعب عليه ان يتخيل ان تكون نجمة في هذا المستنقع كلا انها أكثر براءة من كل هذا نعم يجب ان لا تعلم لن يحشرها في مشاكله ،
"اعتذر" قال سلطان بسرعة و من دون سابق انذار
"ماذا!؟ لم اسمع ما قلت ؟! " قالت نجمة و هي تضع يديها على اذنها
"لن اكرر ما قلته انها مرة واحدة" قال سلطان بسرعة
"حقاً دعني انظر جيداً ان الشمس في موضعها و السماء ايضاً فما الذي قلب حال السيد سلطان بجلالة قدره ليعتذر للمسكينة الفقيرة نجمة!؟" قالت نجمة بمزاح
" صدقيني ان المسكين هنا فهو أنا انك تظلمينني" قال سلطان بسخرية و قد رفع حاجباً
"حقاً" ردت نجمة بسخرية مشابهة
"انظري لم يهن علي ان اراكِ غاضبة" قال سلطان
" نعم هذا صحيح فغضبي هو نتيجة أعمالك في نهاية الأمر" قالت نجمة بسرعة
"ارجوكِ لا تقسي علي يا نجمة ان قلبي لن يحتمل غضبكِ علي!؟"قال سلطان و هو ينظر إليها بغموض
"ماذا؟! " قالت نجمة و قد احمرت وجنتيها بحياء و اكملت بقلق:" ما الذي تقوله سلطان هل انت بخير!؟"
تنهد سلطان بضيق و قال بسرعة:" لا نشغلي بالكِ انظري هناك انها ابواب سبراز تستقبلنا"

نظرت نجمة للأفق و كانت بالفعل أمامها أبواب المدينة و اسوارها مشرعة على اوسعها، لم تكن سبراز كما تخيلتها! فقد كانت ولاية صغيرة و هذا ما لاحظته و الفقر قد تفشى في شوارعها و هذا واضح تماماً و المنسولين في كل مكان، كان سلطان قد استأجر غرفتاً في احدى الييوت السكنية له و لنجمة و كانت بالأحرى لنجمة فهو سيقوم بعمله اساساً و لن يعود للغرفة اساساً ، وصلا للمبنى السكني المختبئ في احدى ازقة الولاية، كان المبنى صغيراً تقطنه بعض العائلات المسافرة، دلهم صاحب المبنى على الغرفة كانت متواضعة لا شئ يذكر صغيرة جداً و مظلمة، و لكن كل هذا لم تهتم به نجمة فهي كانت تفكر بالقادم رأسها في المصيبة القادمة !!

وضع سلطان الحاجيات و المؤن في الغرفة الصغيرة و كان اساساً سيستعد للخروج بعدما ينتهي من انزال كل المؤن
"هذه آخر دفعة" قال سلطان و هو ينزل الصندوق المتوسط الحجم و اكمل :" أنا سأخرج قليلاً لملاقاة بعض أصدقائي، لا تخرجي من هنا حتى أعود"
"و لكن سلطان!؟" قالت نجمة بإعتراض
"لا تبدو لي كمقاطعة آمنة انتظري هنا و اعدكِ سآخذكِ لسوق الوراقين و اي مكان تريدين الذهاب إليه" قال سلطان بسرعة
"حسناً" قالت نجمة بيأس و هي لا تنوي الإنصياع للأوامر بالطبع
فهي ستلحق به و ستعرف بكل خططه

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now