نجمة و المخادع

By autumn_midnights

148K 11.7K 2.1K

نجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يج... More

قبل البداية اقرأ هذا المنشور...
نجمة!
وداعاً يا بر زيان
قلعة سالم... و خطط نجمة
الزيارة
خطط نجمة
ملاحظة من الكاتبة
إصابة السيد جمال
ذئب الجبل!
خلافات و كوب قهوة
ترقية و موقف غريب!
إرتياب
أحداث غريبة
و هل أمامها خيارٌ آخر!؟
ملاحظة من الكاتبة
تردد و ظلم
الزواج
مأزق نجمة
مغامرة المساء
لعبة الموت
ملاحظة من الكاتبة
على هامش الفوضى
سيل الذكريات التعسة
إغتيال مشاعر
صفعات الحقيقة!
تنويه....! و شكراً
إنها تعلم..!
عزيزي العقرب
الجني
ملاحظة من الكاتبة
خلفنا سنتركهم ....!
شجار
قلبها الأحمق المتهور
ملاحظة من الكاتبة
لأجل لا شئ!!
حبل مشنقة من ذهب
رسالة الأسود
مذابح بلا شرفاء!
السالمة
صحراؤها الأبدية
ذنوب
عينان على الدمار
ملاحظة من الكاتبة
الموت يتجاهل الحمقى
غفران
العزاء
ألم و أمل

وضع جديد

2.9K 249 45
By autumn_midnights

مرت فترة منذ الزواج، لم تصطدم نجمة بسلطان كثيراً، كانت هناك بعض الأحاديث السطحية و الصراعات المعتادة بينهما و لكن بقيت الأوضاع هادئة لحد ما، فقد انشغلت نجمة بأبحاثها و زيجها، و انشغل سلطان بخططه و عمله، اما بدر الصغير فقد كان هو من يقوم بأغلب الأعمال و اما الطعام فتأتي امرأة فقيرة و ابنتها تعدان الطعام و ترحلان.

فنجمة كانت تجد امام ناظريها منزلاً منظماً مرتباً و نظيف، و طعاماً شهياً جاهز الصنع، و لم تتعب نفسها لتسأل عن المصدر، فقد كانت في منزل والدها تشعر ان واجبها ان تعتني بوالدها، و لكن هنا هي لا تهتم، لا تريد اي شئ يربطها بسلطان، و سلطان نفسه لا يهتم فهو لا يجلس في البيت اساساً الكثير من الليالي يقضيها في القصر.

"هل سوف تخبرني عن آخر تطوارتك!؟" قال سلطان و هو يرمق الرجل الذي امامه بإستهتار  من خلف لثامة
"انظر لهذا الرجل ياسيدي" قال و هو يشير على احد الرجال كان طويلاً عريضاً ذا بنية قوية، و اكمل بحماس و بفخر:" هذا رجلنا، يستطيع ان يحتمل التعذيب الشديد دون ان ينطق بحرف"
"اوه و لكنني اريده ان ينطق بكل ما لدية" قال سلطان بخبث
"اجل و لكن لا تريده ان يعترف بكل شئ مباشرتاً لكي لا يبدوا امره مريباً" قال الرجل
"هذا صحيح انك تعجبني اكثر من جاسر، فأنت تعرف كيف تعمل عقلك جيداً" قال سلطان
"جاسر كان غبياً محدود الفكر، المسكين يعيش ايام تعيسة في السجن" قال الرجل بخبث و سعادة لم يرد ان يظهرها
"نال ما يستحقه، فلا مكان للحمقى بيننا" قال سلطان بتحذير
"اوه بالتأكيد يا سيدي" قال الرجل و هو يضحك بتوتر

لاحظت نجمة و هي تمر بالحديقة "بدر" و هو يكنس الحديقة، و اخيراً تذكرت! كيف غاب عن بالها، الطفل المسكين يشقى و يتعب و هي مرتاحة لم تفكر حتى ان تسأله عن احواله.
"يا إلهي يا له من طفل مسكين، كيف غاب عن بالكِ أيتها الغبية، لم تفكري حتى في مساعدته" قالت نجمة لنفسها


"بدر" نادت نجمة الطفل
"أجل يا سيــ ... يا نجمة" قال الطفل بتوتر و خجل
"هل انت من يقوم بكل الأعمال هنا!؟"
" نعم"
"الا تشعر بالتعب!؟" سألت نجمة
"انه عملي و واجبي فللسيد سلطان فضل كبير علي" قال بدر
نظرت نجمة إليه بحنان، انه يتفوه بكلام اكبر من سنه لقد صقلته الدنيا، بطريقة ما علمت انه يتعب في عمله فهذا المنزل كبير و هو يقوم بجميع الأعمال، و ايضاً لم ينفي انه متعب و لكنه عبر عن كونه واجب عليه. كما انه يبدوا وحيداً جداً لا اصدقاء له.
" ما رأيك ان اساعدك كل يوم في اعمالك؟! تنتهي من عملك مبكراً، و بعدها تستطيع ان تخرج و تلعب مع اصدقاؤك" قالت نجمة بحماس
"اوه لا " قال الطفل بتوتر
"لا تقلق سيكون الأمر ممتعاً، ما هو اسم السيدة التي تطهو الطعام؟!" سألت نجمة بحماس
"السيدة كاملة و ابنتها درة" قال بدر
"هذا جيد اذاً نساعدهن هن ايضاً" قالت بمرح

"اوه كلما دخلت لهذا القصر انبهر بجماله " قالت درة بإنبهار و اكملت و هي تحلم:" آه لو ينتبه لي سيد هذا القصر سأكون اسعد فتاة في هذه الدنيا"
"نحن هنا لنعمل " صرخت السيدة كاملة في ابنتها و اكملت:" تعالي ساعديني "
"و لماذا لا تضع العروس الجديدة يدها في اعمال المنزل!؟" سألت درة و اكملت بحسد:" اننا حتى لم نرى وجهها، مختبئةٌ طول الوقت، نريد ان نرى ان كانت حرم سلطان الهلالي بجمال يضاهي سلطان نفسه ام انها اقل جمالاً!"
"لا دخل لنا في مثل هذه الأمور نحن هنا لمهمة معينة" قالت السيدة كاملة ببرود
" لو انها كانت قبيحة سأموت غيضاً يا امي، و لكنها الدنيا تقف في صف الغني و تهمل الفقير" قالت درة بغيرة و اكملت بمرح و قد ارتسمت ابتسامة على شفتيها:" اوه صحيح لا يهم فهي قد لا تكون زوجته لوقت طويل من يدري؟!"



"انه الهلالي" قال احد الرجال الواقفين
"لا اعرف متى سنرتاح منه؟!" قال آخر و اكمل:" منذ ان تزوج بإبنة القاضي جمال الراشدي الفاتنة و نحن لا نسمع سوى به و بأفعاله العظيمة"
"لا تنسى ان سليمان السليماني يحبه، و ان تقرب من ذلك الرجل يعني انه سيصل للكثير من المناصب الجيدة"
"و لكن هذا لن يعجب خالداً السليماني، كونه أحد اقرباء السلطان و يرى انه له حقٌ في العرش"
"اذا كان سليمان السليماني لم يطالب بالعرش مع انه الأحق، حتى انه احق بالعرش من السلطان نفسه"
"اجل فسليمان هو أبن سلطان و اخيه كان سلطان"
"اوه اصمت هل تريد ان تقع في المشاكل! لا اريد ان اتذكر تلك الأيام القاسية " قال الرجل بخوف


"مرحباً" قالت نجمة و هي تدخل المطبخ و اكملت بمرح:" ما هو غداؤنا لليوم!؟"
رمقت السيدة كاملة نجمة بإرتياب و قالت بغلظة:" من تكونين!؟ و كيف دخلتي هنا!؟" و راحت تصرخ:"بدر بدر"
هرع الطفل للمطبخ بسرعة:"ماذا!؟"
"كيف تدخل الأغراب لمنزل سيدك أيها الأحمق!؟" قالت السيدة كاملة بغضب
"كلا انها...." قال بدر بقلق اوقفته نجمة بحركة من يدها و قالت بمرح:" مرحباً انا نجمة زوجة سلطان، سررت بالتعرف بكِ"
"اوه سيدة نجمة اعتذر على وقاحتي" قالت السيدة ببرود
"زوجة سلطان!؟" قالت درة بصوت شبه مسموع و بإهتمام و هي تتمعن في نجمة بهدوء و لم يعجبها الوضع.
"سأساعدكم في الطهو" قالت نجمة بحماس
"اوه لا نريد ان تتأذى يديكِ الكرمتين يا سيدتي" قالت درة
"لا بأس" قالت نجمة بمرح
"لا تجيدين الطهي سيدتي لا أريدكِ ان تبعثري لي المكان" قالت كاملة ببرود
"لا تقلقي انني معتادة على أعمال المنزل" قالت نجمة
"ارجوكِ دعيني ارى عملي" قالت السيدة بسرعة
نظرت نجمة للسيدة بإنزعاج و يأس و خرجت

"لا تحزني يا نجمة" قال بدر
"أحزن!؟ لماذا!؟" قالت نجمة و هي تضحك
" السيدة كاملة انها هكذا جلفة في تعاملها مع الجميع" قال بدر
"لم يحزني ذلك لا تقلق يا بدر" قالت نجمة و اكملت بإستغراب:" و لكنها فعلاً سيدة غامضة جداً! و غريبة!"
"اوه حتى حصولها على الوظيفة!" قال بدر و هو يفكر
"حقاً كيف حصلت على وظيفتها!؟"
"لقد كان يسبقها السيد راجي، لقد كان طاهياً و له خبرة في المجال، و لكنه فجأة لم يأتي للعمل لثلاثة أيام، و في أحد الأيام ظهرت السيدة كاملة امام هذا المنزل، وًقالت ان السيد راجي تنازل لها عن الوظيفة و ترك المدينة، و بأنها ارملة مسكينة بحاجة ماسة لهذة الوظيفة، حسناً كان السيد بحاجة لها و لم يكن لديه وقتاً حتى للإهتمام بهذا الأمر فقبل بها" قال بدر
"اوه انها فعلاً قصة غريبة" قالت نجمة و هي تفكر بالسيد راجي و تركه المفاجئ للمدينة

"و لكن أيها الكاتب يجب ان تدون ذلك" صرخ الرجل الأربعيني بإنفعال
"يا سيدي يجب ان نستخدم صيغة أخف وطئة فعلاقتنا مع هذه المملكة اقتصادية بحته و لا توجد بيننا اي ضغائن" قال سلطان و هو يحاول ان يكبت غضبه في داخله.
منذ ان جاء للقصر و اعدائه في تزايد و لكن هذا الرجل انه يزعجه فهو يقف في طريقه دائماً ، هو مجرد مستشار ملكي من الدرجة الثالثة و ليس ذا فائدة مهمة مجرد زيادة عدد و لكنه في الحقيقة وصل للمنصب بسبب وساطة ابيه الراحل، فهذا الرجل ليس إلا طفلٌ مدلل عنيد. كان سلطان سيتخلص منه في وقت لاحق فقد بات يزعجه، يتقصد احراجه، يعاكس كل ما يقوله سلطان، و يطلق حوله الشائعات، لكن عليه ان ينفذ خطته الكبرى اولاً فلا وقت لديه ليضيعه على الصعاليك امثال هذا الرجل.
" توقف يا سامح انه على حق" قال سليمان
"و لكن يا سيد سليمان، لا نريدهم ان يأمنوا لنا كثيراً لكي لا يخونوننا لاحقاً" قال سامح بإنفعال.
"لا تناقشني كثيراً يا هذا" صرخ سليمان بإنفعال
"اااااقصد و لكن ..." برر الرجل
"اخرج" صرخ سليمان
وقف الرجل بسرعة و اعطى ضهره لمن في الغرفة، نظر إليه سلطان بسخرية، لقد لقنه درساً صغيراً كما انه نال ثقة المدعو سليمان السليماني هذا امر جيد كل شئ يسير كما خطط له يشعر بالراحة الشديدة، و خطته القادمة "حسناً على سليمان السليماني ان ينتظر فحياته ستصبح جحيماً من الآن فصاعداً" فكر سلطان في نفسه


و فجأة هجم سامح على سلطان و راح يشده من ياقته و همس له بغضب من تحت اسنانه:" سترى سترى ما سأفعله لك ، لقد كنت مستعداً دائماً لهذه اللحظة سترى"
"يا حراس اخرجوه من هنا لقد فقد عقله" صرخ سليمان
قاموا الحراس بسحب سامح لخارج الغرفه و بقي سلطان هناك، لقد باغته! لم يشعر به! ظن بأنه انتصر، و لكن لا!! سيرى هذا القذر اياماً سوداء سيلحق بسليمان السليماني سيضرب عصفورين بحجر.
شعر سلطان بإهانة شديدة، لا يوجد من يضاهيه و هذا الرجل تحداه بل و راح يهدده بغباء. كان لا يزال تحت الصدمة، صدمة غريبة لم يشعر بها منذ فترة، رافقها قلق غريب و خوف، لم يكن يحب ان يشعر بهذه المشاعر فهو لا يقلق و لا يخاف و لا يحب ان يصاب بالصدمة كلها ردات فعل تعبر عن ضعف شديد. فهو من يتحكم بزمام الأمور و يلعب بالآخرين كالدمى، لا العكس!



انهت نجمة تنظيف المنزل مع بدر و بقيت درة تراقبهم من بعيد، كانت تبتسم بسخرية و هي تفكر مع نفسها:" اوه انها مجرد طفلة، هل هذه عروسك يا سلطان!؟ لم تبهرني أبداً أبداً!"
كانت درة غيورة جداً فهي فتاة بسيطة و فقيرة فقد شعرت بالغيرة من نجمة التي من وجهة نظرها وقعت على كنز متمثلاً في سلطان و هي من تستحقه، لم تكن تحب سلطان او تعشق شخصه و لكن منصبه و ماله الكثير و قصره كانوا كافيين بجعل قلبها يخفق بشدة. بالرغم من ان هناك الكثير مو الرجال غير سلطان ممن يملكون المناصب و المال ممن يسهل الإيقاع بهم، و لكن! كانت تشعر بالغضب، لأن سلطان التفت لهذه الطفلة في نظرها و لم ينظر اليها، فتشعر انه من الصعب ان يقاوم جمالها رجل، فعملها في الخمارات في الليل كنادلة جعل لها شعبية بين الرجال ، مع انها لم تكن بذلك الجمال بل انها كانت عادية و لكنها كانت تمتلك اسلوباً ساحراً في الكلام يجعلها تحصل على مرادها.




دخل سلطان للمنزل بعد يوم متعب، كان يستطيع تخيل شكل المنزل الهادئ القابع في صمتٌ موحش مقيت، وضع قدمه بداخل المنزل و فجأة هزت مسامعه صرخة خفيفة، فتح عينيه على اوسعها و بسرعه ركض لمصدر الصوت، كان لا يفهم من ذا الذي يصرخ في منزله!
و كان المنظر الذي امامه جعله مستاءً جداً لقلقه
بلا داعي!



"اوه سلطان انظر لقد استطاع بدر ان يمسك بالفأرة" قالت نجمة بمرح و هي تريه الكيس القماشي الذي كان بداخله المخلوق يقاوم بضعف
"ماذا فأرة!؟ هل تصرخين بسبب فأرة!؟" قال سلطان بإستغراب
فهو لم يتخيلها كبقية الفتيات تخاف من امور تافهة كهذه.
"لقد باغتتني و قفزت في وجهي انا لا اخاف الفئران" قالت نجمة مدافعةً عن موقفها
اخذ بدر الفأرة للخارج، نظر اليه سلطان وجده مبتسماً استغرب سلطان فبدر خجول جداً و لا يبتسم كثيراً بل لم يره يوماً مبتسماً، ما الذي صنعته هذه الساحرة الصغيرة لتجعله يبتسم؟!




"اراك متجهماً" قالت نجمة بإهتمام مفاجئ
"و انكِ سعيدةٌ لتجهمي بالطبع" قال سلطان بعدما تحولت ملامحه من الغضب و الإنزعاج، فقد رسم ابتسامته الماكرة المعتادة و اسند نفسه على احدى اعمدة المنزل و تكتف، فقد استعد جيداً لإزعاجها، فقد كانت تسليه تلك اللحظات، حينما يغضبها و يتمكن من ان يتلاعب بها، يحب ان يستمع لردودها القوية و هي تقاومه، و لا تسمح له بإهانتها، فتلك الخلافات كانت تضفي شيئاً من المرح الحلو على حياته القاسية.



" لست شريرةٌ لتلك الدرجة" قالت نجمة بسرعة و اكملت:" و لكن كنت فقط أفكر أين اختفت ابتسامتك المقيته تلك!؟ التي تشق وجهك عادةً و تزعجنا بها"
"هل تغارين من ابتسامتي؟!" قال سلطان ضاحكاً
"أغار؟!" قالت نجمة بغرور بعدما القت ضحكة سخرية بسيطة و اكملت بفخر:" في أحلامك نجمة لا تغار بل يغار منها الناس"
نظر إليها سلطان سارحاً انها حمقاء! ثقتها بنفسها عجيبة لا يستطيع المرء احياناً ان يميز بين مزحها و صدقها، جميلة و تدرك ذلك جيداً و قد تتباهى بالأمر احياناً و لكن روحها ان روحها جميلة جداً تجعل المرء ينجذب إليها لقد شعر بأنه افتقدها في الآونه و افتقد مرحها و غنجها و... لا يجب ان يتوقف لا يجب ان يفكر بتلك الطريقة لا لن يتعلق بأحد!....
"سلطان سلطان!؟" صرخت نجمة و هي تحرك يدها في وجهه و اكملت:" هل انت بخير!؟"
"بخير" قال سلطان و باله مشغول و اطلق تنهيدة خفيفة و اكمل:" جهزي الغداء انا جائع"
"ماذا هذا جديد؟! هل اعمل لديك؟!" اعترضت نجمة


على طاولة الغداء بقيت نجمة تراقب سلطان بإستغراب! فقد بقي يتناول طعامه و هو مشغول البال! فقد راح يفكر بما حدث اليوم مع ذلك المدعو سامح كان بالنسبة له موقفاً مزعجاً، ضايقه بشدة.
كانت نجمة تفكر ما الذي يشغل باله؟؟ انها تشعر انه يخطط لشئ كبير انها غير مرتاحة! فهو يغيب عن المنزل كثيراً و كل ليلة تقريباً يخرج من المنزل و لا يعود إلا على وجه الفجر، كان صوت الباب يوقضها كل ليلة، و ضميرها يؤنبها لأنها تتجاهل الأمر!
كانت تلاحظ عليه اموراً كثيرة تزعجها، فهي لا تراه يصلي دائماً!! لا يهتم بمن حوله بالجيران مثلاً، او اقل شئ ببدر الصغير، كما انها دائماً ترى في عينيه نظرة استعلاء.
و لكن خروجاته الليلية انها اكثر ما تريبها!




انها لا تحاول ان تتصرف كالزوجة الغيور المهتمة، بل انها على العكس تريد ان تتخلص من هذا الزواج و لكن تريد ان تتأكد اولاً انه سينشر زيجها، انما تشعر ان سلطان ينوي على امر مزعج جداً سيدمر، حدسها هو الذي يحركها! و قد تكون مخطئة! لا تدري و لكن عليها ان تتأكد لأنها لو صدقت توقعاتها و قام بمخططه الذي تتخيله في عقلها فهي لن تستطيع النوم لسنوات ، انها تشعر انه انسان غير شريف، و هو قد اظهر لها حقيقته الخبيثة بشكل او بآخر فهو لا يتلون امامها.


مجدداً صوت الباب ايقظها، اجل انه قد خرج بالتأكيد!
هذه المرة لن تقف مكتوفة الأيدي! منذ فترة و هي تقاوم الأمر، و لكنها ستنفذ خطتها و ستلحق به أجل انها تتصرف بتهور مجدداً ، نعم قد تقع في المشاكل، صحيح انه ليس من شأنها فليفعل ما يريده و لكن يجب ان تعرف ما يحيكه ان كان خيراً او شراً انه ليس فضول و لكنه هاجس في داخلها.
بسرعة ارتدت ملابسها و قامت تغطية الجزء السفلي من وجهها، و خرجت من المنزل، كان السكون قد عم الشوارع، هدوء قاتل، بحثت من حولها كان الظلام دامساً و لكن ضوء القمر ساعدها على الرؤية.
راحت تجول بعشوائية عساها تهتدي لطريقه، و لكنها لم تنجح فقد بقيت لفترة تبحث بلا هدى حتى يأست و قد اقسمت انها سوف تلحقه الليلة القادمة
"الليلة القادمة ستكشفينه يا نجمة هذا مهم فحدسكِ هذه المرة قوي و فلتدعي ان يخيب"

عادت للمنزل و بقيت جالسة في الحديقة الخارجية، فهي لم تستطع النوم حتى تهتدي و لو لطرف خيط بسيط، تريد ان تعرف هل ينوي خيراً! فنظراته اليوم لم توحي بأي خير بدى شارداً كمن يخطط لشئ كبير.
دخل سلطان للمنزل متعباً، بعد ان اجتمع برجاله السريين في الخمارة المعتادة.
"اهلاً بعودتك" قالت نجمة و قد تسلسلت من خلفه
"اعوذ بالله" قال سلطان فقد باغتته و اكمل بإنزعاج:"ما الذي تفعلينه هنا حتى هذا الوقت"
اقتربت نجمة منه، و قد اشتمت رائحة كريهه منه.
"بل انت ما الذي تفعله خارج المنزل حتى هذا الوقت!؟" قالت نجمة بشك و هي تحاول ان تتذكر الرائحة الكريهة
رفع سلطان احد حاجبيه بإستغراب و اكمل بضيق:" لا شأن لكِ"
"هذا جيد، اذاً لا شأن لك بجلوسي هنا" قالت نجمة
كانت اخيراً قد تذكر الرائحة الكريهة،"أجل انها رائحة الشراب المحرم رائحة الخمر، اوه يا إلهي لا تعذبنا يا رب، هل يشرب!؟" قالت نجمة قي نفسها و اكملت في نفسها:" اهل هو ثملٌ الآن؟!"
نظرت اليه رفت اصبعها امام وجهه و راحت تحرك اصبعها لتتأكد ان كان ثملاً او لا!
"هل جننتي!؟" قال سلطان
"ان رائحة الخمر قد ملأت المنزل، كنت اتأكد ما ان كنت ثملاً او لا؟! فلا اعرف كيف قد تؤذيني و انت فاقدٌ لعقلك" قالت نجمة بسرعة و بإتهام
"اجل تفوح مني رائحة الخمر لأنني كنت في احدى الخمارات" قال سلطان بصراحة
"اوه يا الهي ما الذي كنت تفعله هناك؟!" قالت نجمة بخوف
"ما شأنك؟! لا دخل لكِ" قال سلطان و هو يتعداها



كان المنادي قد نادى لصلاة الفجر، و لكن سلطان تجاهله، فهو لا يهتم بأمر الصلاة و يصلي احياناً فقط ليظهر للناس حسن ايمانه.
استيقظت نجمة من نومها بقلق، فقد اكتشفت ليلة البارحة ان سلطان يرتاد الخمارات لم يكن يشرب فقد بدى متزناً على الأقل.كانت ستلحقه الليلة و ستعرف لماذا يخطط؟!

بينما كانت نجمة جالسة في الصالة بعد ان انهت من مساعدة بدر الذي خرج ليلعب مع اصدقاؤه ، تقدمت منها درة.
"هنا يا سيدتي ستعجبكِ مهلبية والدتي كثيراً" قالت درة بتملق
"اوه و لكنني لست جائعة و انا انتظر الغداء" قالت نجمة
"الغداء سيتأخر يجب ان تتناولي و لو لقمة و الا ستحزنين والدتي" قالت درة بسرعة
"حسناً اعطيني اياه سآكلها لأجل والدتكِ" قال نجمة بمرح
تناولت عدة لقم و لكنها فعلاً لم تكن جائعة


بقي سامح يرمق سلطان طول اليوم بخبث و كأنه حقق نصر كبير لم يفهم سلطان سبب ابتسامته فتجاهله في الوقت الراهن هو افضل حل.
"مرحباً سلطان" قاد سامح بتملق
"اهلاً" قال سلطان بحذر
"فقط اردت ان اذكركَ بوعدي" قال الرجل بهمس خفي
نظر اليه سلطان بتحدي
"سنرى" قال سلطان بابتسامة شامته
لم يكن لديه الوقت لينشغل بتفاهات الرجل الأحمق.
——————————————
مرحباً اصدقائي
كيف حالكم؟!
لقد قمت بتصميم غلاف جديد لرواية "نجمة و المخادع"
ما أيكم به!؟
بالنسبة للأسئلة
١-ماذا تتوقعون سيحدث لاحقاً!؟

٢-ما رأيكم بشخصية درة و كاملة؟!

٣-ما رأيكم بشخصية سامح!؟

٥- برأيكم هل تنجح نجمة في ان تتبع سلطان !؟


اتمنى لكم قراءة سعيدة

Continue Reading

You'll Also Like

8.9K 169 2
فائزة بجائزة القصة الرائدة في wattys2016 ♢ القصة من تأليفي ♢
9.4K 643 13
في زمن الحّرب و العَداوة حِكاية تُسرد
16.1K 1.2K 6
يكفيك ان تتخبط بين مسافات كلم العنوان
2.6K 155 16
صوفيا : "التّفاصيِلُ مُهِمّة أنطُوني!" عِندَما يَكُونُ الأَمَلُ عَلى هَيئَةِ إنسان.... لا تنسوا التعليق 🖤 أنطوني تشارلز ~ صوفيا روتشيلد ~ مُكتَمِلَة...