نجمة و المخادع

By autumn_midnights

147K 11.7K 2.1K

نجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يج... More

قبل البداية اقرأ هذا المنشور...
وداعاً يا بر زيان
قلعة سالم... و خطط نجمة
الزيارة
خطط نجمة
ملاحظة من الكاتبة
إصابة السيد جمال
ذئب الجبل!
خلافات و كوب قهوة
ترقية و موقف غريب!
إرتياب
أحداث غريبة
و هل أمامها خيارٌ آخر!؟
ملاحظة من الكاتبة
تردد و ظلم
الزواج
وضع جديد
مأزق نجمة
مغامرة المساء
لعبة الموت
ملاحظة من الكاتبة
على هامش الفوضى
سيل الذكريات التعسة
إغتيال مشاعر
صفعات الحقيقة!
تنويه....! و شكراً
إنها تعلم..!
عزيزي العقرب
الجني
ملاحظة من الكاتبة
خلفنا سنتركهم ....!
شجار
قلبها الأحمق المتهور
ملاحظة من الكاتبة
لأجل لا شئ!!
حبل مشنقة من ذهب
رسالة الأسود
مذابح بلا شرفاء!
السالمة
صحراؤها الأبدية
ذنوب
عينان على الدمار
ملاحظة من الكاتبة
الموت يتجاهل الحمقى
غفران
العزاء
ألم و أمل

نجمة!

10.8K 517 127
By autumn_midnights

"انظري هناك يا نجمة جيداً للنجوم"
" انها ساطعة جداً الليلة يا أمي" قالت الطفلة بمرح
فقد إستلقت الطفلة و أمها على سجادة فرشت بإهمال على رمل الصحراء الناعم.
فقد كانت الأم ببشرة سمراء و عينين بنيتين فاتنتين و شفاة ممتلئة و بارزة و انف متوسط الحجم، كان لها شعر أسود مموج عجري فاتن.
بينما الطفلة التي استلقت بجانبها فقد كانت ببشرة حنطية، و شعر أسودً قصير منسدل و عينان عسليتان مبهرتان.
"انظري لو جمعنا هذه النجوم ستشكل شكل رجلٌ جاثي على ركبتيه" قال المرأة و هي تشير لمجموعة نجمية
"أين لا اراها؟!" قالت الطفلة بإنزعاج
"امعني النظر يا ابنتي"
راحت الطفلة تمعن النظر فقد أصبحت عيناها شبه مفتوحتيين و هي تحاول ان تمعن النظر بينما جلست أمها تضحك على شكلها.
"أمي انتي تخدعينني لا يوجد شئ كهذا" صرخت الطفلة بإنزعاج
"صدقيني لا أخدعكِ هذه الكوكبة تسمى الجاثي فمجموعة النجوم تكون شكل رجل جاثي" قالت الأم بفخر
"و كيف تعرفين كل هذا يا أمي؟!" قالت الطفلة نجمة بإستغراب
"كان جدي يعمل في بيت الرصد الموجود في مدينة قلعة سالم" قالت الأم
" في العاصمة!" قالت الطفلة بإنبهار و أكملت بسعادة "يبدو هذا ممتعاً، أن اتمكن من رؤية النجوم عن قرب"
و على هذه الذكرى القديمة فتحت نجمة   ذات ال ١٧ ربيعاً عينيها العسليتين بإنزعاج، فقد اخترقت شمس الصباح شباكها بدون إستئذان، راحت تنظر حولها فقد غفت و نامت على طاولة دراستها، كانت الأوراق مبعثرة في كل مكان و الكثير من الكتب المفتوحة بينما تناثرت بعض آلات رصد الكواكب هنا و هناك.
"آنسة نجمة آنسة نجمة"
"ما الأمر يا فردوس؟!" سألت نجمة و هي تتثائب
"ان الفطور جاهز" قالت فردوس
"و لكني لم أطلب فطوراً" قالت نجمة بإنزعاج
"لقد وصاني أبيكِ ان اعتني بكِ جيدا و هذا ما افعله الآن" قالت فردوس بحزم
كانت فردوس هي خادمة نجمة و صديقتها الوحيدة، تكبر نجمة بعاميين، تمتلك بشرة بيضاء و خدود حمراء، و عينان رماديتان و فم صغير و وجه ممتلئ بعض الشئ.
"هيا قومي بتغيير ملابسكِ" أكملت فردوس بحزم
و بكل بطئ تحركت نجمة من على طاولتها و أول أمرٌ فعلته هو أنها غسلت وجهها، راحت تغير ملابسها فوقع اختيارها على ثوب بسيط بفتحتيين بسيطتيين عند الأرجل و أكمام طويلة بلون أزرق سماوي.
راحت نجمة تمشط شعرعا و الذي لم يكن يحتاج لتمشيط أساساً فقد كان ناعماً جداً، فقد كان لنجمة شعرٌ أسود ناعم يصل لأسفل ظهرها، كانت عيناها عسليتان واسعتان تشبهان النجوم فقد سمتها أمها نجمة بسبب عينيها العسليتيين كانت رموشها كثيفة و انفها مستقيمٌ كسلة السيف، و شفاهها ممتلئة، كان وجهها ضعيف صغير و لها شامة تزين وجهها أسفل عينها اليمنى،كانت نجمة ذات بشرة حنطية فقد كان والدها أبيض البشرة بينما والدتها كانت سمراء البشرة. ماتت زهراء والدة نجمة قبل عدة سنوات حينما كانت نجمة في السابعة من عمرها.
وقفت نجمة بسرعة لتنزل لتتناول الطعام.
"ماذا صنعتي لنا يا فردوس؟!" سألت نجمة
"حساء الشعيرية " قالت فردوس بفخر
"ماذا مجدداً!" قالت نجمة بخيبة أمل
"و لكن انه حساؤكِ المفضل" قالت فردوس معلله
" بل حساؤكِ انتِ المفضل" قال نجمة بإنزعاج
"حقاً!؟" قالت فردوس مبتسمة
جلستا على الطاولة المتواضعة، لتشرعا بتناول الطعام، و غمرة انشغالهما بتناول الطعام قالت فردوس:" ان والدكِ سوف يصل اليوم او غداً للزيارة المعتادة"
"حقاً؟!" قالت نجمة و الطعام لا يزال في فمها
"كم من مرة سأطلب منكِ ان لا تتحدثي و الطعام في فمكِ" قالت فردوس بغضب
ابتلعت نجمة طعامها بسرعة و قالت بسخرية:" اريد ان افهم هل هو والدكِ ام والدي؟! قولي لي الحقيقة يا فردوس هل وجدتموني طفلة يتيمة أمام المسجد؟! لماذا يراسلكِ بالأخبار المهمة هذه بينما بالكاد يراسلني؟!"
نظرت إليها فردوس بإنزعاج:" هذا لأنكِ تتجاهلين أغلب رسائله و تنسين ان تكتبي له مجدداً"
"اوه هذا صحيح" قالت نجمة متذكرة و اكملت بإنزعاج:" هل تعتقدين انه سيقترح علي الإنتقال لقلعة سالم؟!"
" أعتقد بأنه آن الأوان لذلك يا نجمة" أجابتها فردوس بإنزعاج
"و لكن أفضل البقاء في بر زيان، ان منزلنا هذا هو بيت رصدي الصغير، من هنا أستطيع ان ارى النجوم جيداً اما في العاصمة فهذا صعب" قالت نجمة بإنزعاج
" نجمة اننا هنا في قلب الصحراء، لا أحد حولنا أقرب قرية لنا من هنا تبعد مسافة ساعة بالخيل، كما انكِ تعلمين ان جدتي مريضة و هي تطلبني فلا أحد يستطيع الإعتناء بها، يجب ان اعود لقريتي، لذلك الإنتقال بالقرب من والدكِ هو أمر محتوم" قالت فردوس معلله
راحت نجمة تنظر لفردوس بإنزعاج، فقد عاشت في ذلك البيت الصغير المنعزل في قلب الصحراء منذ ولادتها، فقد كان والدها السيد جمال الراشدي في ذلك الوقت مجرد عالمٌ بسيط انشغل بدراسته للفلسفة و علوم الشريعة في بيته المنعزل هذا، فقد ساعده هدوء هذا المكان على التركيز في دراسته و لكن قبل اربع سنوات أصبح والدها قاضي القضاة مملكة ماهستان فقد كان السفر في كل مره للوصول للعاصمة أمراً صعباً فإنتقل السيد جمال للعاصمة و لكن نجمة العنيدة أبت فقد هددت والدها بأنها ستقتل نفسها لو أرغمها على الرحيل معه للعاصمة فوافق مرغماً مع انها لم تكن جادة تماماً حينما أخبرته انها ستشق وريدها بسكين المطبخ، و ما خفف الأمر هو وجود فردوس ذات العقل الكبير، فقد رغبت نجمة بالبقاء في بر زيان لتكمل بحوثها الكثيرة في الفلك فقد راحت تدرس علم الفلك بشغف كما انها قرأت الكثير من الكتب في هذا المجال، و قد كانت تطلب من والدها في كل مرة يذهب فيها للعاصمة ان يحضر لها اداتاً فلكية او حتى كتاباً فلكياً فقد قرأت زيج (١) بطليموس اليوناني و زيج الشاه الفارسي و زيج السند هند الهندي و زيج الفزاري العربي و غيره، و قد رغبت بأن يكون لها زيجاً يحمل إسمها و ان تصنع اصطرلاباً يخصها، فالإسطرلاب الذي كانت تستخدمه كان يعود لطالب فلك توفي في حادثة أليمة في سن صغيرة. و الأهم من ذلك حلمت نجمة بأن يكون لها كتاباً يحوي كل ما تعرفه عن الفلك و ما توصلت له من أمور جديدة ليستفيد منه الناس، فقد كانت جادة في بحوثها ان لم تؤخذ علو محمل الجد في بقية الأمور.
و على العصر جلست نجمة في غرفتها و راحت تفكر "يجب أن أجد عذراً جديداً لكي لا يطلب مني والدي الرحيل، ان خطة الإنتحار باتت قديمة، ربما لو قلت له انني مسحورة ان الجن سيغضبون ان تركت بر زيان، كلا هذا غير معقول! بالله عليك يا نجمة اي جن متفرغٌ لهمومكِ"
زفرت نجمة بضيق و بقيتت تتأمل السقف و الذي ملأته بنفسها بصور النجوم و الكوكبات و في مقدمتها كانت كوكبة الجاثي على ركبته

فقد كانت هذه الكوكبة تذكرها بأمها، فمنذ أن حكت لها أمها عن تلك الكوكبة غدت نجمة لا ترى سواها مجموعة النجوم التي تشكل شكل رجلٌ جاثي على ركبتيه.
و في الليل بينما كانت نجمة منهمكة في قراءة احدى كتبها، سمعت صوت الحصان من الخارج علمت بأن هذا أبيها من دون حتى ان تنظر من الشباك وقفت بسرعة، و فكرت:" يجب أن أفعل شيئاً أجل فكرة" قالت جملتها الأخيرة بصوت عالي، راحت استلقت على السرير و هي تصرخ:" بطني يؤلمني... ان الألم لا يطاق"
"ما الذي يحدث يا آنسة نجمة!؟" صرخت فردوس بخوف و هي تتفقد نجمة
"بطني يا فردوس لا أستطيع الوقوف" قالت نجمة بتمثيل
"نجمة توقفي عن التمثيل أنا حتى لم أطلب منكِ شيئاً بعد" قال الرجل الأربعيني الذي دخل بعد فردوس
"أبي ارجوك ان وجع بطني عظيم لدرجة ان كلمة "طلب" تزيد من ألمي" قالت نجمة بكذب
تنهد السيد جمال بضيق، فقد كان يحب ابنته كثيراً و يخاف عليها لدرجة انه كان يتغاضى عن الكثير من تصرفاتها البلهاء، ربما لا يعجبه انشغالها الكبير في الفلك و اهمالها الأمور الأخرى التي يجب على الفتيات في سنها الإهتمام بها، كان السيد جمال في بداية الأربعين ذا بشرة بيضاء محمرة و عينان رماديتان و لحية كثيفة بعض الشئ قد تخللها القليل من البياض و شعر بني فاتح يصل لأسفل أذنيه، و أنف طويل كسلة الشيف و حاجبان عريضان .
"استمعي الي يا ابنتي استمعي الي يا جوهرتي الثمينة" قال السيد جمال بحنية مفرطة
"ماذا؟!" قالت نجمة و هي ترفع رأسها و مطت شفتيها بدلال.
"انني اشعر بالوحدة و انا لوحدي في المدينة، و احتاج اليكِ ان تكوني بجانبي و تعتني بي فأنا ان كنت شاباً اليوم غداً سأهرم" قال بإستعطاف
"اذاً تزوج هذا هو الحل" قال نجمة بسرعة
نظر اليها والدها بإستهجان و اكمل:" تعرفين انني لا أستطيع من بعد المرحومة أمكِ"
كانت أم نجمة إمرأة اسثنائية، طيبة، رقيقة و ذكية كانت روحها خفيفة تجعل الناظر لها مرتاحاً. فقد عشق السيد جمال زوجته زهراء و حينما ماتت بسبب الحمى التي أصابتها بشكل مفاجئ عاش السيد جمال في حزن شديد و لولا وجود نجمة بشخصيتها المرحة إلى جانبه لكان مات من حزنه.
مطت نجمة شفتيها بإنزعاج، و بعدها تذكرت أمرٌ ما و قالت بحماس:" اذا ذهبنا لقلعة سالم هل ستسمح لي بزيارة دار العلم الكبير او حتى بيت الرصد!؟"
"بالطبع لا تستطيعيين ذلك" قال والدها بإنزعاج
"هذا لأنني فتاة " قالت بضيق و اكملت:" كان هناك الكثير من المعلمات النساء و الذين تتلمذ على يدهن علماء عظماء و حصلوا على الإجازة منهن في الكثير من العلوم"
"أعلم يا ابنتي و لكن ربما لا تحتاجين للذهاب لدار العلم الكبير لتطوري من نفسكِ" قال والدها معللاً
"و لكن اريد ان اذهب لبيت الرصد على الأقل" قالت برجاء
"تعلمين انه غير مسموح للأحد بالدخول هناك الا المصرح لهم من العلماء و الطلاب" قال والدها و اكمل:" كما تعلمين انكِ لا يشترط ان يكون لكِ معلماً لتنجحي في مجالكِ انا لم احتج لمعلم درست بنفسي" قال والدها مشجعاً لها
"و لكني لست خارقتاً مثلك يا أبي فقد أصبحت قاضي قضاة في زمن قياسي" قالت بإنزعاج
" أنا لست خارق، انما فقط كنت شغوفاً بمجالي و هذا جعلني اسعى و اسعى" قال والدها
"اذاً سأنتقل معك رغماً عني صحيح!؟" قالت بحزن
"لا تقولي ذلك يا جوهرتي الثمينة، ربما اليوم تشعرين انكِ مجبرة و لكن في الغد سوف تعرفين ان هذا في صالحكِ" قال والدها مستعطفاً و هو يضمها
"لن يكون لدي بيت رصد هناك" قالت بإنزعاج
"و هل لديك بيت رصد هنا!؟" سأل والدها متعجباً و قد رفع احدى حابيه
"أجل ان هذا البيت بمثابة بيت رصد مصغر" قالت بإنزعاج
"انه حتى لا يصل ربع حجم بيت الرصد الموجود في قلعة سالم" قال والدها
تنهدت نجمة يضييق، فقد فشلت كل حيلها و كما ان والدها بدى مصراً أكثر من اي وقت مضى لفكرة الإنتقال،و لم تكن تريد ان تحزنه، كان على نجمة ان تجمع اشياؤها سريعاً ففي أسبوع عليهم الرحيل و على فردوس ان تتركهم و تتجه لجدتها فقد كان فقد نجمة فقديين فقد منزلها الصغير في بر زيان و فقد فردوس صديقتها الوحيدة
-------------------------
اتمنى لكم قراءة سعيدة اصدقائي
ما رأيكم بالفصل الأول ؟!
ما رأيكم بشخصية نجمة!؟ و شغفها؟!
ما رأيكم بشخصية فردوس؟!
هل تنجح نجمة في اللحظة الأخيرة في تغيير رأي والدها!؟
و ما الذي ينتظر نجمة في المستقبل؟!
هل أستمر أم لا؟! أعطوني رأيكم
الحواشي:
(١)الزيج: ولكل عالم وراصد وناقل إلى العربية زيج يعرف باسمه أو باسم من أهدي إليه. أما في اصطلاح علماء الهيئة فهو الكتاب المتضمن لحسابات الفلك وجداوله وبه يستدل على حركات الكواكب، وعلى أساسه ترصد حركات الأفلاك وأجرام السماء، ومنه تؤخذ التقاديم، من هنا أطلق عليه علماء الفلك الأوروبيون اسم «الجداول الفلكية». وبصورة أوضح، إن الزيج هو كل جدول يستدل به على حركة السيارات لأجل تقويم مواقعها من الفلك، وتحديد مدة دورانها وارتفاعها وهبوطها وطلوعها واستقامتها، ومنه تعرف مواقع الكواكب بحساب سهل لأي وقت مفروض

Continue Reading

You'll Also Like

476K 34.3K 57
اللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو ك...
ظُلمة النفس By Kmyt

Mystery / Thriller

2.3K 207 7
تحذير: يجب قراءة رواية اضطراب أولًا قبل قراءة هذه الرواية. ... "هُناك جثة امرأة تجثو في الباحة الخلفية للمنزل" هُنا بدأ كل شيء. ... هل سيستمر نعيم آ...
2.3K 323 19
يا ماسك هذا الكتاب.. يا أيها الذي تقرأ هذه الكلمات المشعوذة و هذه السطور المسحورة.. أنا أحذرك فأنت الآن على حافة الهاوية و إن سقطت فيها فالعودة منها...
84.6K 7.6K 43
.. "اسرق ما تشاء طالما هي أمور حسية" .. نشرت في يوم الثلاثاء : الموافق : ٢٦ يونيو ٢٠١٨م ١٢ شوال ١٤٣٩هـ انتهت في يوم الخميس : الموافق : ٧ فبراير ٢٠...