خيالي الحقيقي

Od yaso15

41.4K 4.3K 9.1K

يقولون بين الخيال و الحقيقة حاجز رقيق،شعرة تفصل بينهم. و لكن لو لم يكونان مختلطان لما وجد الإنسان فخيال الطفو... Viac

خيالي الحقيقي
1-ماضي
2-اللقاء
3-لقد وجدتك
4-الأمان
5- الإقتراب
6-الضياع
7-نبضة
8-أنا هنا
9-الدوامة
10-زيدني وجعا
Note
11-الوهم
12-الصداقة
13-التوقيت
14-فراق
15-البديل
16-و يبقى الأمل
17-تشتت
18-إختيار
19-لا شعور
20-العشق
22-إثباث
23-الحرب
24-إتهام
25-البداية
Note
26-التضحية
watty 2016
27-العزلة
28-وَحشة

21-الجنون

793 87 268
Od yaso15

رحل هذا المجنون،رحل و تركني بين فضلات جنونه،أنا أعاني و أعناني بسبب عشقه المجنون.

هذا كان ما تفكر فيه الطبيبة آنجل و هي شاردة أمام هذا الشرطي.

"عذرا أيتها الطبيبة "قالها بتهذيب ليخرجها من شرودها و هو يحك ذقنه الحليقة و المصفوفة بعناية.

التفتت نحوه و هي تحرك رأسها لتطلق تلك التراهات خارجاً تابع هو"أيمكن أن تخبرينا بماذا كان يعاني المريض جآن؟"

تنهدت و هي تشبك أصابعها بتوتر"في البداية إعتقدت أنه إنفصام بسبب تقلبات مزاجه بين نبرة العطف و بين نبرة الغضب و خصوصاً أنني علمت أنه قضى حياته في عزلة"

أخذت تلاعب أصابعها ليزداد توترها"و لكن لم يكن الأمر كذلك فتناقشت مع الطبيب نايل بخصوص حالته،فعتقدنا أنه قد يكون إضطراب وهامي من النوع الشبقي"

عقد الشرطي حاجبيه لعدم فهمه لتلك المصطلحات الطبية ففهمته هي"أعني أنه يكون شخص طبيعي و لكنه يعاني بإضطراب تجاه شخص واحد"

تنهدت مرة أخرى"و الشبقي يكون الشخص الذي يحب ،يبدأ يتوهم بخيانته و أمور أخرى"

رفع الشرطي أحد حاجبيه و بخبث في نبرته قال"لقد وجدنا هذه في غرفته، أهي تخصك؟"كان يمسك تلك المذكرة المحفور عليها أسمها و التي كان يمتلكها المريض.

إبتلعت ريقها"نعم،لقد كان يحبني منذ زمن ،و في الواقع مرضه كان بسببي"أنهت كلماتها و قد كانت دموعها تتلألأ في عينيها تحاول مقاومة الإنزلاق.

"أهذا يعني أنه يمكن أن تكون القضية قتل،و أنت اول المتهمين"أجابها بنبرة دبت الرعب بداخلها و لكنها حاربتها بصراخ.

"بالطبع لا لقد إنتحر و يمكن للطبيب الشرعي أن يثبت ذلك ،و كيف حتى تتهمني بأني قد أقتل مريض لي ،أعتقد أنك إنتهيت"

أنهت كلامها و هي تتجه نحو الباب ليقول الشرطي"حتى و إن كان إنتحار فهناك قضية إهمال موجهة لك و للمشفى"

كانت ملامحها غاضبة و لكنها لم تلتفت حتى نحوه بل خرجت و صفعت الباب خلفها لتمشي بين ممرات المشفى حتى يفاجئها ذلك الشخص.

كأن الذكريات عادت من جديد،رأته و لكن لم يكن ذلك الشاب الذي اعتادت عليه،فقد اختفت وسامته خلف تلك الهالات السوداء و الملابس الغير مرتبة.

"جيمس"تمتمت بنبرة حنين للماضي و صدقت ما قاله لها نايل سابقاً.

حدق فيها و لم يجيب ،فقط يحدق بنظرة لم تفهمها هي أبداً.

"عذرا أيتها الطبيبة أتعرفي السيد جيمس إنه توأم المريض الذي انتحر صباح اليوم"ما إن قالها ذلك الممرض المرافق له حتى تغير شعورها جذرياً.

أريد أن أجن قبل أن أحبك،أريد أن أجن قبل أن أغرق في بحرك.

--------------------------------
"آنجل..آنجل"أخذ يرتب على ذراعيها ليوقظها من سباتها فوق مكتبها.

استفاقت و لكن لم ترتسم تلك الإبتسامة التي يعرفها،بل عقدت حاجبيها بغضب لتسأل.

"لما لم تخبرني نايل بأمر جآن؟"توتر رغم معرفته بأنها علمت مسبقاً.

و لكن ظل ذلك الجنون بداخله الذي يخبره بأنه سيفقدها.

"حتى لا تعتقدي أن قصته تمثلك"أجابها لتبتسم و تردف ساخرة.

"و كأنها لا تمثلني"

كانت عينيها تلمع كالماسة التي تريد إظهار نفسها من بين الأحجار،و جنون بداخلها دفعها للسؤال.

"ماذا تعرف عن جآن؟"سألت حازمة .

ليرى ذكريات الماضي و يفتح أبواب كان من المفترض أنها قفلت منذ قرون.

"توأم جيمس المختلف،و قد كانوا حقاً يختلفون في كل شيء،الشكل ،كئيب و مرح ،منعزل و منفتح"

لم يستطع منع تلك الإبتسامة من الظهور في وقت الحزن،و ها هو الجنون يخالف شعورنا مرة أخرى.

"لقد تربى في تعليم منزلي كنت أسمع عنه انه غريب الأطوار و متلعثم و أنه واقع بحب فتاة منذ عمر السابعة،أخبرني جيمس أنه يقول عنها قهوة و عائلة توت و أمور غريبة جعلته يظن أنها خيالية"

نظر في عينيها ليرى نظرة الدهشة،لقد فهم ،فهم منذ زمن أن تلك المسألة لن تنتهي بخير و لكنه تابع.

"إلتقيت به في عمر الخامسة عشر ،عندما ارسلته أمه للمدرسة على أمل أن تتحسن علاقاته الإجتماعية،وقتها أصبحنا أصدقاء ليس كجيمس و
لكن أصدقاء"

"عندما جئتي للمدرسة كنّ نظن أنك ستكونين مثله، و لكن كنت تلك المجنونة التي اعترفت بحبها لي بعد ساعتين من رؤيتي"

ضحك و لم تستطع هي أن تمنع ابتسامتها.

فأحيانا جنون طفولتنا يجعلنا ندرك كم الزمان غيرنا.

" ولكن كيف لم الاحظه؟،كيف لن أعلم بحبه؟كيف علمت حتى بأنني هي الفتاة؟!"رغم ان سؤالها ضايق نايل و لكنه أجاب.

"انا لا اعلم ربما وقتها لم تري غيري و لكن انا رأيت حبه ،تلك النظرة في عينيه و التي تأكدت منها في الليلة التي اصطحبنا فيها جيمس و أخبر امه بأنك حبيبته،و قتها علمت بحبه لك"

"كنت أكذب نظراتي و لكن وقتها تأكد إحساسي و لهذا غضبت وقتها،علمت بأن هناك منافس لي"

وضعت رأسها على حافة المكتب لتبكي على حماقتها،تقدم نحوها ليجثو أمامها.

"لقد كان نويل نايل،هو كان يقصد نفسه،الفراق المحتوم و الحب الذي لم يكتب له أن يعيش،الحب الذي يستحق التضحية"

رغم معرفته بأن دموعها ليست له عانقها،و رغم علمه بأن كلماتها ليست له بقى بقربها ،نعم هو رجل و لكنه بين يدين امرأة.

و بين كذا العناق و الدموع،كان هناك ما غطى معطفها الطبي و لطخه.

تلك الدماء التي تابعها نوبة و لكن لم تكن نوبة نوم بل نوبة موت.

"آنجل"صرخ نايل غير مصدقاً.

لقد كان لجنونك معنى،لقد كان له صرخة بداخلي.

--------------------------
أمسك بتلك الأوراق لتوقعها لتتبعها بنظرة إزديراء نحوه و تترك الجلسة و ترحل.

تنهد براحة و هو يوقع بسعادة، و كأن حمل ثقيل سقط من فوق ظهره.

أمسك بالأوراق يحدق فيها بفرحة عامرة -وثيقة طلاق السيد نيكولاس كولين و السيده جوانا مودي-

اومأ لأعضاء الجلسة و حيا المحامي ليتركهم و يهرع فرحا خارجاً بتلك الأوراق التي أنقذته من سجنه.

رأها تقف بنظرتها المتعالية و معطفها الأسود يحيط بها ليزيد من شرها هيبة.

"أسعيد الأن بعد أن تركتني؟"رمقته ساخرة

"أرجوكي جوانا لا تمثلي الحب الأن،كلانا يعلم أنك لم توافقي سوى عندما عرضت عليكي ثلاث أرباع ثروتي بدلا من النصف"

اغتاظت و هي تضرب بكعبها الأحمر ليوهج الأرض من نار غضبها.

"أنا رفضت طوال تلك السبع سنوات الطلاق لأنني أحبك"تنهدت و هي تتابع بحنان في محاولة للإقراب منه"لقد كنت أعافر لأنني أحبك"

دفعها و إبتسامة تدل على كشفه للعبتها القذرة"توقفي عن الحقارة و الملاحقة بالرجال في علاقات غير شرعية"ضحك و هو يحرر الأوراق أمامها "لم أعد زوجك"

رحلت و الغضب يعتليها،وقف هو و قد علم ان سجن جوانا انتهى.

و لكن ماذا عن سجن الحياة،ابنته التي لا تريده و طفله الذي لم يرى الحياة،و أخيرا لورين،لورين التي عانت بسببه.

نظر و ذلك الغشاء يغطي عينه كسحابة بيضاء ليتمتم"أحبك"

و ما إن انتهى حتى تلقى ذلك الإتصال الذي يعلن عن وفاة إبن أخيه جآن.

"حسنا سأعود أيرلندا اليوم"

و حقا لم يفهم أهو حزين على موت الصبي أم سعيد لأنه أصبح حي من جديد.

الجنون كالقلب المكسور ،كلاهما يتعذبان و يعذبان.

----------------------------
أرواحنا تولد في حالة من البحث،بحث عن هذا الشيء الذي يكملها،البعض يظن أنه النصف الأخر و أن حين تجد حبيبك سينتهي الأمر.

رغم أن ما يكمل أرواحنا يتعدى الحب،يتعدى الكثير من المشاعر النبيلة قد نجده في الصديق،الأم ،أو الأخ.

ربنا هذا كان شهور جيمس و هو يمشي في ممرات المشفى محاولا الخروج،توأمه رحل.

رحل أول من لاعبه،اول من رأت عيناه ،منذ نطفتهم و هم سويا،و على قدر الإختلاف يبقى الحب.

كان يمشي جيمس و كأنه نسخة أخرى من جآن،رحل هذا الفتى المرح و ترك ذلك الفتى الذي عبأ الحزن قلبه.

"حسنا أمي سأخبرها"سمع صوت تلك الفتاة ،ذلك الصوت الذي رحل منذ سبع سناوات .

وقف متجمداً أمامها يتأمل تفاصيلها،كم الزمان زاد جمالها مثلما زاد وجعه في فراقها.

راها تتقدم نحوه بكعبها الذي يعزف ألحانه على الرخام،و ابتسامتها الحنونة المشتاقة ترتسم على وجهها.

"جيمس"تمتمت بسعادة و هي تقترب منه ،لم يدرك ايحييها أم يتجاهلها.

ولكن قلبه تولى زمام الأمور،فقد كان حزنه يجتاحه،جعله يرتمي بين احضانها كانه طفل وجد أمه.

"ستيفانيا،جآن مات،جنّ بها ،مات بحبها"

كلامه الذي صدمها ،أربكها،جعلها لا تدرك أتفرح لأنه بين يديها ،أنه عاد لها،أم تحزن على صديقها الذي جن بمن لا تعقل.

----------------------------
كانت تقف في أحد شوارع دبلن ،تعرف هذا المكان جيداً تستطيع الأن سماع صوت نهر الليفي بشكل أوضح.

فالمكان كان هادئ و كأن لا يوجد هنا غيرها،رأت فوج من صفحات الكتب تتطاير حولها ،كأنها سرب من الطيور المهاجرة.

حاولت الإمساك بأحد تلك الأوراق المتطايرة و لكنها لم تقدر،فقد كانت سريعة و كأنها تهرب منها.

رأت ذلك الفتى الذي يركب الدرّاجة و يحوم حولها و يضحك بضحكات أخافتها.

"انتظر"قالتها بين التشوش و الخوف ،تريد أن تسكت ضحكاته المجنونة .

و لكنه فجأة إختفى،دارت حول نفسها لتبحث عنه،و لكنها وجدته أمامها.

وقف متصلباً و عينيه الزرقاء في أشد اتساعها.

"الأن تريدينني"قالها و إبتسامة حزينة ترتسم على وجهه.

"جآن أرجوك"ترجته و هي تراه يبتعد.

"ينتهي جنوني ليحين دورك"

رأته يختفي لتصرخ"جآن،لا أنا أحبك"

تفتحت عينيها فجأة،كانت تشعر بصداع و لكن يديها من شدة الوهن لم تستطع أن تربت على رأسها.

كانت عينيها تحوم لتتفحص ذلك المكان،ملقاة على فراش في مشفى غريب عليها.

"استيقظتي"قالها نايل و هو يركض نحوها ليبتسم لها،عقدت حاجبيها متسائلة عمّ يحدث لها و لكن قاطع استهلاله.. دخول الطبيب و هو يقول.

"و ها هي طبيبتنا استيقظت،أنت حقا تجهدين نفسك ،أنت في شهورك الأولى"

نظرت حول نايل بتعجب أكبر لتتسع إبتسامته ليسألها بمزاح"متى كنت تنوين إخباري؟"

كانت ملامحها تدور بينهم لا تستوعب،تغيرت ملامح نايل و الطبيب عندما لاحظوا نظرة التساؤل في عينيها.

قال الطبيب متعجباً"ألا تعلمين أنك حامل في شهرك الثالث"

_________________________

نهاية البارت

ازيكم؟شفتوا متاخرتش اهو..عارفة البارت ممل و مفيش احداث بس انا عايزة اوضح الارتباط مبين الي حصل و الي هيحصل.

جآن مات و مشي يا ترى انجل حبته و لا حاسة بالذنب؟

انجل هتعمل ايه بعد ما عرفت انها حامل؟سمعوني زغروطة لان نايل بيظأطت.

الاستاذ نيكولاس راجع يا ترى ده هيفتح الماضي من جديد؟

ستيفانيا و جيمس؟رايكم هما فعلا بالنسبالي شخصية متناقضة.

و دلوقتي سؤال ليكم يا ترى امتى الانسان بيبقى اعمى؟

و ادي غلاف تاني صممته الجميلة 😍😍😍
amalabdelstar
و هي مصممة كمان اتنين تنيين هنزلهم كمان مرة.

بحبكم بعدد شعر راسي 😂😂😂لا لا بهزر اد السما و الارض اد النجوم و البحر..سلاموووز.

Vote + Comment = :-)

Pokračovať v čítaní

You'll Also Like

2M 42.8K 14
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
26.5K 1.7K 24
اذ كانت عيناي هيه سبب حبك لي اذن اتمنا ان يصابا ب العمى
138K 5.7K 23
||ᴊᴇᴏɴ ᴊᴜɴɢᴋᴏᴏᴋ|| " نادل، مساعد، معيد وماذا بعد....." "رَجُلكِ" . Jeon jungkook# . Huh yunjin#
144K 4.5K 25
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...