خيالي الحقيقي

22-إثباث

أنا عقلي رحل و قلبي يبحث عن الدليل ،إثبات لحبك فهل هذا يعني أنني أشك في قلبك.

هذا التفكير المعقد الذي كانت تفكر فيه ،تجلس في شرفتها في ساعات الليل التي تسهرها تحدث القمر و يحدثها.

شعرت بذلك الوشاح الذي يغطي كتفاها العاريان ،إلتفتت لتقابل تلك الإبتسامة و من يكون غيره زوجها العزيز.

"عليك أن تهتمي بصحتك الجو بارد، و نحن لا نريد لصغيرنا أن يصاب بأذى"تحدث بفرح شديد و عتاب على قلة إهتمامها بنفسها.

لم تقابله بنفس الحماسة،بل إشتدت ملامحها لتذكرها لذلك الطفل الذي أصبح داخلها.

جلس على ركبتيه بجوارها بعد أن لاحظ ملامحها"لا تقلقي آنجل،أعلم خوفك و هذا طبيعي في اول شهور الحمل،أنا قرأت أيضا أنكم تحبون البكاء في تلك الفترة إبكي حبيبتي ..إبكي"

قالها و هو يربت على رأسها بخفة لتقهقه هي"نايل نحن علمنا الخبر منذ ساعات، متى قرأت حتى؟!"

"بالطبع أنا أمتلك الوقت لأعتني بكم و اقرأ من أجلكم"

لم تستطع أن تبادله تلك الإبتسامة، نظرت باتجاه حديقتهم و التي كان يكسوها زهور اللافندر التي تتراقص مع النجوم على شرف صاحب الحفر القمر العزيز.

تنهدت بحزن و هو تقول"أتعتقد أنني أصلح أن أكون أم، أنا حتى لم أشعر به لثلاث أشهر نايل،أتعلم ما يعني أن أعرف انني حبلى في شهري الثالث"

كان حديثها و كأنها عوشك البكاء،تؤنب نفسها و هو لا يعلم لما.

إرتجل ليقف أمامها مباشرة و يمسك وجهها بكلتا يديه ليخفف من توترها.

"لأنك مميزة هذا هو كل شيء،أنت تعلمين المتلازمة و العمل جعلك لا تهتمين بنفسك و ربما لهذا لم تمري بأعراض الحمل"

عقدت حاجبيها بغير إقتناع و هى تذرف بحزن"أنا لم أكن يوماً حبيبة مثالية،مجرد شخص يؤذي من حوله انا لا أستحق أن أكون أم"

"ماذا من أخبرك بأنك لست مثالية بالنسبه لي ،آنجل انا أحيا بك أنت كل شيء،أنا ممكن أن أموت معك و لأجلك و بدلاً منك فقط لأثبت أنني أحبك"

أمسك وجنتيها بإحكام و هو يظهر الصرامة في كلماته.

"إقتلعي أفكار كونك سيئة تلك من مخيلتك، أعلم جيداً بأنك هكذا بسبب هذا المريض لذلك دعك منه"

اومأت و هي تعلم أنها لن تدعها منه،فكيف تدع من تربع على عرش قلبها و أثبت لها أنها أهون ما تكون.

"ما هذا؟!"صرخ نايل و هو يمسك بوجهها لترتعب هي ليقبل عينها و يبتعد لتصرخ عليه.

"أيها الأحمق لا تقبلني في عيني يا غبي ،هذا علامة عل الفراق"ضحك عليها و على تصديقها لتلك التراهات.