4-الأمان

1.5K 184 405
                                    

في حياة الواقع..حيث تقدمت آنجل نحو مكتبها لترتدي معطفها الأبيض الطبي ،تتناول حبة من علبة -مضاد الإكتئاب- لتتجه بعدها لمريضها المشهود.

توقفها عن مسيرتها تلك الفتاة بيضاء شاحبة،شقراء الشعر و على شفتيها ابتسامة واسعة مرحة.

"آنجل صديقتي،كيف حالك؟أليس من العيب أن نكون نعمل في مكان واحد و لا  آراكي سوى نادرا يا حمقاء"قالتها تلك الفتاة بعفوية دفعت آنجل لتبتسم و  تضع يداها في جيوبها لتجيب.

"حقا اسفة تايلور ،لدي مريض جديد و في الواقع اعاني معه"

ابتسمت تايلور بتفهم و هي تربت على كتفيها "لا بأس تشجعي"قالتها و هي تحكم قبضتها لتحركها في الهواء لتقهقه الأخرى.

تتجه آنجل نحو تلك الغرفة لتتقدم بداخلها لتفتح تلك الستائر لتتخلل أشعة الشمس الأرجاء ،لتضيء عالم قد تخبأ خلف الظلمة.

اتخذت مقعدها و تناولت مذكرة لتمسك قلمها مستعدة،تراقب ذلك المريض الذي  لا زالت تعاني عينيه مع أشعة الشمس التي اقتحمت ظلمته.

"حسنا ..لنبدأ إذا"قالتها آنجل ليعتدل هو في جلسته و يبدأ بسرد حكايته أو حكايتها كما يحب هو أن يقول.

الأمان لطالما كنت أبحث عنه في الحب و لكن لم أكن أعلم أن الحب هو الأمان بعينه .

-----------------------------

و في أحد أحلام الطفولة أو ذكرياتها للمعنى الأدق..كانت تلك الطفلة تجلس بجوار نافذة غرفتها الكبيرة  تنظر نحو هؤلاء الأطفال الذين يحملون حقائبهم على عاتقهم متجهين نحو مدارسهم.

"آنجل لما لا تذهبين  للمدرسة كالبقية "قالها لتبتسم آنجل نحوه بسعادة.

"نويل لقد  جئت كنت أنتظرك"قالتها بصراخ ليكتم نويل فمها و هو يقول.

"انسيتي يا غبية سيعتقد ابيك انك مجنونة"قالها لتومئ هي بتفهم ليتركها هو لتعود للنافذة و تعود لمراقبتها للطلاب المرتحلين.

"أبي يقول أنني اعاني من متلازمة النوم القهري  و لهذا لا استطيع أن انام جيدا في الليل..أبي قال انه مرض وراثي ربما ورثته من أحد افراد عائلة أمي لانها لم تكن تعاني من تلك المتلازمة"

ذهب نحوها  ليحيط ذراعه حول كتفا تلك الطفلة لتبتسم و تكمل.

"أبي لا يرسلني للمدرسة لأن الأطباء يقولون أن متلازمتي ستتطور و ستزداد في فترة المراهقة ستجعلني أنام في الصباح بتقطع و في الليل أعاني من الأرق"

نبرتها الحزينة لم تكن خوف من المرض فهي طفلة و لا تفهم معنى المرض أو لما حتى سميا مرض و لكن كانت نبرة حزينة لفتاة تركتها أمها و رحلت للسماء ،لإهمال أبوها الذي دائما يدعي بإنشغاله عنها أنه من أجلها و أخيرا لأنها تفتقر للأمان.

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now