24-إتهام

749 91 250
                                    

نعيش نحّمل إتهاماتنا للأخرين،و نموت و نحن نُرجم بأخطائهم.

وقفا كلاهما على عتبة الباب يحدق كل منهما في الأخر،بين نظرات تعجب و خيبة و عدم رغبة.

كل منهم يتهم الأخر ،كل منهم يعذب الأخر.

"ما الذي جاء بك إلى هنا؟"سأل نيكولاس بوجه مضّجر.

"أعتقد أن هذا بيت أختي"ذفر آلبرت و تبع كلماته الحادة بكحة أثر الزمن و تسلل العجز بداخله.

فتح الباب لتستقبلهم لورين بين تفاجؤ من جمعتهم ،و بين قلق على ما سيقال.

يتقدمون جميعاً ليستقبل آلبرت آنجل بعناق إشتياق لم يحظ به منذ زمن.

نعم هو يتهمها بالذنب و لكن هو له قلب.

لم تستطع آنجل أن تبادله العناق و كأنها نجسة في أرض الطهارة.

"إشتقت إليك أبي"ذفرت بأسف ليداعب هو وجنتها بخفة و يرحب بزوجها المتمسك بيدها خشية الهروب.

نظر نيكولاس بحسرة نحو إبنته المتبرية منه، و نحو زوجته الهاجة منه ،و أخيرا نحو صديقة المشمئز منه.

"لما أحضرتموني في جلستكم العائلية تلك؟"سأل بسخرية لترمقه آنجل بعينين ثاقبتين .

"التحاليل تقول أنني و إستيفانيا لسنا إخوة"

"ماذا؟!لا يمكن ،أيعقل أن ستيفانيا ليست إبنتي؟!"قالها بدهشة و هو يرمق لورين التي صرخت به.

"أتظنني حقيرة مثلك أيها النجس الدنيء"

"إهدئي عمتي لنرى كيف ستنتهي تلك اللعبة القذرة"ربتّت آنجل على كتف لورين لتنظر نحو آلبرت المصدوم و الذي كان يتمتم.

"كيف؟!،كيف؟!"

"اهدأ ابي "قالتها آنجل لترمق الجميع بعدها "سيجري الجميع الفحوصات أنا لم أعد أثق حتى في نفسي"

أنهت كلامها لتنظر لآلبرت و تتمتم بخفوت "و أنت ابي سنجري لك الفحوصات أيضاً"

قاطعه عن الحديث صوت هاتف لورين الخلوي و الذي شهقت فيه بإسم واحد"ستيفانيا"

إتهامي لك هو إتهامي لنفسي،فإن إتهمتك ،إتهمت حبي.

---------------------------
من نتّهم؟نتّهم العقل،و لما العقل؟!لأنه أوقعنا في القلب.

تركض لورين في ممر المشفى و يتبعها كل من نيكولاس و آلبرت بخطوات سريعة ،بينما سقطت آنجل في نوبة نوم جديدة.

جلس نايل بجوارها ليومئ له آلبرت بتفهم و يلحق بلورين.

كانت كالأم المجنونة ،تتهم كل شيء ،خائفة و مستعدة للأفتراس كلبؤة تحرس أشبالها.

"أهي بخير؟"سألت الطبيب و الذي اومأ لها بإبتسامة.

"نعم هي بخير ،يمكنكم رؤيتها الضربة كانت سطحية الحمد لله"تنهدت براحة وطار نيكولاس من الفرحة و كان على وشك تقبيل أيدي الطبيب.

خيالي الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن