13-التوقيت

1K 119 333
                                    

"إذا بماذا تفسرين ما هو مكتوب هنا؟!"أشار نحو تلك الدفاتر بتوتر هي في كلماتها"

"ربما انفصام ..أنا لم أفهم بعد علاقة القصة بحالته"يرتد هو من فوق كرسيه ليعقد حاجبيه و هو يتحدث بتجهم.

"آنجل لم تفهمي علاقة القصة به أم بك"تطأطئ وجهها أرضا و هي تجيب.

"نايل أرجوك"كان صوتها ضعيف حزين تلك الغصة التي في حلقها و التي كانت تحثها على البكاء ،ربما من تأنيبه لها أو ضغطها على نفسها و ربما حقا ذلك المريض يدمرها.

"آنجل حبيبتي ..أنا خائف عليكي  و لكن هناك فقط حلان إما اضطراب وهابي أو أنه ليس مريض من الأساس"يحاوط جسدها ليتأسف بكلامته الهادئة تبتعد هي ليرحل هو متأسفا.

تبحث في أحد ارفف مكتبتها عن ملف مريضها،تقرأه من جديد 

هو انطوائي منذ الصغر ذكي لدرجة كبيرة،يعاني من اكتئاب حاد منذ عدة سنوات،اعتدى على نصف فتيات مدرسته بالضرب ،مهووس بفتاة من عمر السابعة و قد تم احضاره لهنا لأنه اكتشف انه كان ينوي قتلها.

تبتعد لترفع  سماعة ذلك الهاتف المرتكز على حافة السرير "مرحبا اتصلي لي على أحد أفراد عائلة المريض رقم 57 "

----------------------------

و في عالم الواقع..أخذت تتقدم لداخل غرفته لتلاحظ خطواته السريعة و حركات يده المتوترة و تحديقه بالسقف بحثا عن شيء ما.

"ماذا هناك؟!"سألته لتحول نظره نحوها فيعود لسريرة مستكين لتجد عيناه حمراوتان تكسوهما الدموع يتمتم  بأكثر من مرة.

"التوقيت..التوقيت"تعقد حاجبيها لتتقدم للجلوس في مكانها.

"أي توقيت؟"يقترب منها لينظر يمينا و يسارا بحذر ليتمتم بخفوت مريب.

"الموت"لم تستطع منع ابتسامتها الجانبية الساخرة تلتقي مذكرتها و قلمها لتبدأ بتلك المسيرة مرة أخرى.

"حسنا إذا ..اخبرني ما هي علاقة تلك القصة بك"يضحك ضحكا شديدا ،ضحك يكاد قلبه أن يقف منه ،تتعجب من تلك الضحكة المطولة و لكنها تفاجأت بتوقفها الغريب فجاة،ليتبعها نظرة مريبة جعلتها تبتلع ريقها بخوف.

"تقصدين علاقتها بك"يجيبها ليتشنج جسدها للحظات و يسري ذلك الخوف في جسدها ليعود هو ليسرد.

التوقيت يحكمنا ،لتخرج قبل أن يحكمنا الحب

-------------------------

أخذ يسرد حكايته..حيث التوقيت يحكمنا في عالم قد وقعنا فيه و تأتي لنا الفرص في أوقاتها الخاطئة أو هكذا نظن ،و إذا حاولنا اغتنامها تحول قلوبنا لعهن منفوش..فهل العيب فينا أم في زماننا؟!

"حسنا سيدة جوانا..أنا في الواقع لا أعرف سبب وجودنا هنا"قالتها آنجل  و هي تحرك حدقتيها بتوتر و هي ليس لديها أية فكرة عن جلوسها هنا مع سيدة لا تعرف عنها سوى اسمها.

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now