تقف في تلك الشرفة تتأمل في تلك الحديقة التي تحيط بمنزلها، تراقب زهور اللافندر و هي تتراقص مع اشعة الشمس كلوحة لم تفرقها قسوة البشر.
تغمض عينيها و هي ترتشف من كوب قهوتها لتشعر بتلك اليد الدافئة التي تتسلل لتحيط خصرها ليهمس بأنفاس دافئة تخللت مسامعها و تطايرت خصلاتها"صباح الخير"
تلتفت لتحدق في زرقاوتيه ليقهقه هو بخفة لتعود هي و لكن محدقة في السماء و كأنها تقارن بينهما.
تسترسل في الحديث"هو طبيعي نايل في كل شيء تقريبا معتدل ،ذكي ،ليس هناك هلاوس ملحوظة،و لكن قصته تثبت أنه لديه اضطراب وهامي ..أي أنه كما قلت"
"إذا صدقتي زوجك الأن"
"نعم ..نعم أعتذر لحضرتك"تجيبه ساخرة و هي تقلب عينيها و لكن سرعان ما عادت عينيها لنظرتها الخالية و القلقة لتكمل "لكنه شبقي"
"ماذا..شبقي و لكن مع من؟!"
"معي أنا"
قد يبدأ الفراق من كلمه ،من نظرة ،تحكم علينا ببعد سنين و غياب ليالي ..فمتى إخترت الفراق؟!
------------------------
و في عالم الواقع..حيث كانت تتقدم آنجل إلى داخل المشفى بملابسها السوداء الرسمية لتحيي أحد موظفين الإستقبال.
"مرحبا ديفيد"قالتها لتلاحظ ذلك الرجل الذي بجوارها و الذي رحل بخطوات سريعة مع عمته التي كانت تغطي وجهه و نظارته الشمسية و التي لا تعلم لما أساسا يرتديها و نحن في الشتاء و الشمس لم تشرق حتى.
"من هذا؟"تسأل ديفيد الذي كان مشغول بحاسوبه و إنهاء أمور الإستقبال.
"إنه قريب المريض 57 ..كان يقوم بدفع الحساب"ما إن أنهى جملته حيث أخذت هي تركض للخارج خلف ذلك الرجل الملثم.
"يا عم..يا عم أرجوك توقف"كانت تصرخ بينما هو خطواته كانت تتسارع أكثر و لكن توقف فجأة ليلقي بكلماته.
"ألم نخبركم أننا لا نود التحدث ..إجعلوه يفارقنا هذا كل ما نتمناه"كان صوته خشن يتخلله الحزن و كأن حياتهم صارت جحيم بسبب ذلك المريض.
عادت آنجل و هي تفكر كيف يمكن أن ينسانى البشر بتلك السهولة،ألهذه الدرجة فراقنا بسيط و جميل لدى البعض،تتقدم لداخل غرفة ذلك المريض و هي تبتسم بحزن بينما هو كان يحدق فيها بسعادة بالغة.
"لقد رفضت عائلتك أن يتحدثوا عنك"تلقي كلماتها لينظر الآخر في الفر اغ ليجيبها و تلك الغصة في حلقه.
"من لديه شخص مثلي عليه أن يتبرأ مني"
فراقنا قد يكون صعب..و لكن اجعله سهل ببقائي بين قلبك
------------------------
و في حكايته حيث أخذ يسرد لها ما حدث وقتها..
YOU ARE READING
خيالي الحقيقي
Fanfictionيقولون بين الخيال و الحقيقة حاجز رقيق،شعرة تفصل بينهم. و لكن لو لم يكونان مختلطان لما وجد الإنسان فخيال الطفولة هو حقيقة الإنسان و هذا هو عملي أن أبني طفلا أكون له صديق و أخ لكن ماذا لو أحببت؟و لكن أنا بلا قلب ..فكيف؟ "من تكون؟"سألته و هي تتحاشى الن...
