3-لقد وجدتك

1.8K 210 299
                                    

و في عالم الواقع..وقفت تلك الطبيبة بذهول.

  "نايل..ماذا تفعل هنا؟"قالتها و هي تدفعه بخفة بعيدا خوفا  عليه من الدخول  

كان هناك شيء بداخلها لا يريدها أن تجعل نايل أن يرى المريض.

"ماذا؟..لقد اخبرتني الممرضة أنك اغمى عليك..لقد كانت نوبة نوم أليس كذلك؟"

"نعم..نايل و الأن ارحل"قالتها و هي تتعجله و تنظر نحو غرفة المريض.

"ماذا هناك؟.."سأل ببعض الإنزعاج من تصرفها معه.

مررت بنانها بين خصلات شعرها البني و هي تقول بنفاذ صبر"نايل ماذا هناك؟أنا مشغولة هل يمكنك تركي"

التفت يمينا و يسارا يلاحظ نظرات بعض الممرضين لهم ليومئ هو ببعض من الحزن .

"حسنا و لكن لتأخذي قهوتك"كانت نبرته المهزوزة حركتها من داخلها جعلتها تدرك فظاظتها

تناولت قهوتها منه و اكتفت بالرحيل للعودة لمريضها 

كانت المريض على وضعيته يجلس على سريره الخشبي و تلك الإبتسامة الواثقة تعتليه"أتعاركتم؟"سألها و لكنها تجاهلته.

"لم تخبرني من تلك السيدة التي كانت مع أبو آنجل"ابتسم ابتسامته الجانبية المعتادة لإدراكه أنه اصبح يجذب انتباهها.

لقد وجدتك و لكن بغبائي أضعتك و عندما بحثت عنك وجدك النسيان.

--------------------

و في تلك الحكاية أخذ ذلك المريض يسرد لها كل شيء..

قدم أمامها ذلك الرجل الخمسيناتي كوب من الشاي و جلس في الكرسي أمامها يراقب أو منتظر ما جاءت من أجله.

"لقد انتقلت إلي تلك الحارة منذ حوالي أسبوعين..و عندما علمت انك أحد جيراني حاولت أن اقابلك"قالتها و هي ترتشف رشفة من كوب الشاي الذي بخلت عليه بمكعبات السكر.

لم يعيرها اهتمام لتكمل  هي"لقد تزوجت.."قالتها و هي تراقب ردة فعله من طرف عينيها.

و على النقيض تماما مما كانت تتوقعه منه نظر لها نظرة باردة ليقول"حقا؟"

اومأت هي بضيق للتابع"و لكن توفي منذ عامين و لدي فتاة"صمتت و لكنها لم تتلقى منه اجابة لذلك عادت لتسأل "كيف حال آنجل؟"

"بخير"اجابها ثم عاد ليسأل"ما الذي جاء بك إلى هنا؟"

سأل لتبتلع هي ريقها و لكن يقاطع لحظتهما دخول آنجل و التي سرعان ما سقطت مغشيا عليها أو بمعنى آخر أصابتها نوبتها نوبة النوم  التي وجدتها و سيطرت عليها منذ زمن.

--------------------------

ترحل لعالم الأحلام الذي لطالما كان يرسم لها تلك الإبتسامة الصغيرة 

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now