25-البداية

732 94 233
                                    

أتعلم كيف نبدأ؟نعم عندما تشرقين ،و كيف أشرق؟عندما يبتسم قلبك.

تضجّع على أحد كراسي البحر المخططة و هي تلعب بالرّمال بملل.

"نايل متى سنعود؟"سألته بنبرة ملولة ليخلع نظارته الشمسية و يحدق بها.

"هل مللتي؟"

"بالطبع نحن نتأمل في البحر منذ ثلاثة أيام و إلى الأن لم أتعلم شيئا"

"هذا لأنك غبية"أردف لتتسع عينيها من الدهشة.

"أنا لم أطلب منك ان تتأمليه فقد قلت أن تحادثيه"قالها لترفع حاجبها الايسر بسخرية.

"توقفي عن تلك الحركة فهي تضايقني "قالها ثم عاد ليرتدي نظارته و يسحب الكتاب الملقى بجواره ليكمل قراءته.

"حقاً و كيف أحادثه أيها الفيلسوف؟"سخرت بسؤالها ليلقي بالكتاب و نظارته و يخرج للعنان.

يرتجل ليحملها بين صراخها و يلقيها في البحر ،أخذت تصرخ من أثر تسلل المياه لجوفها و هي تشتمه مما دفعه للنزول معها.

"ماذا تفعل بي؟"صرخت عليه ليضحك هو ليمسك رأسها و يدخلها في المياه و يخرجها ،أخذ يكرر حركته مرات عده و هي فقط تشهق و تحاول كتم أنفاسها.

"أتحاول قتلي؟"قالتها عندما تركها لتنتعش مع الهواء العليل و تتنفس من الأكسجين النقي.

ضحك بخفة و هو يمرر أصابعه بين خصلات شعره المبللة "أعتقدت انك هكذا ستتشتتين و ستريني وسيم"

قالها ضاحكاً لتضربه على صدره بقوة لم تؤثر به.

"انا دائما أراك هكذا"قالتها ليبتسم بجانبية.

"اعني قبيح"قالتها بضيق لتستدير عنه ليقهقه هو و يديرها نحوه.

لتتقابل السماء و الارض سماء عينيه و خضرة عينيها المبللتان و الذي حاوط الإحمرار فسدقتيها.

إقترب من شفتيها لتغلق عينيها بتوتر و تذرف سريعاً "أتعتقد أن جوانا هي من زوّرت اوراق تحاليل أبي"

"حقاً؟!"قالها و هو يبتعد عنها ليذرف بضيق.

"بالطبع فالأناني لا يترك شيئا للأخرين فقط يحب تعليق نفسه بين إثنين"نظرت نحوه بصدمة جعلتها تدرك قصده بكل ثقة.

أخذت تركض في البحر الذي يحاول إرجاعها،يناديها إليه و هى تفضل الشط،فمتى ستخرج من بحر هواه.

إستلقت على الرمال لتلقي العنان لدموعها، ليتبعها نايل و الذي امسك كتفها ليرّبت عليه بنبرة أسفة ليقول.

"أسف آنجل،لم أقصدك صدقيني"

تلاعب بالألفاظ تعرفه،تلاعب فقط جعلها تدرك مشاعرها نحوه،و ان البداية لن تبدأ إلا إذا محت ألمه.

"لم يعد الامر يهم"قالتها و هي تتعمد جرحه بكلامها ،تمسح دموعها بقوة أضعفته بها.

"جآن"صرخت و هي تركض وراء هذا الطيف مرة أخرى ،تحاول التمسك به و هو كالعادة يختفي من أمامها.

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now