21-الجنون

793 87 268
                                    

رحل هذا المجنون،رحل و تركني بين فضلات جنونه،أنا أعاني و أعناني بسبب عشقه المجنون.

هذا كان ما تفكر فيه الطبيبة آنجل و هي شاردة أمام هذا الشرطي.

"عذرا أيتها الطبيبة "قالها بتهذيب ليخرجها من شرودها و هو يحك ذقنه الحليقة و المصفوفة بعناية.

التفتت نحوه و هي تحرك رأسها لتطلق تلك التراهات خارجاً تابع هو"أيمكن أن تخبرينا بماذا كان يعاني المريض جآن؟"

تنهدت و هي تشبك أصابعها بتوتر"في البداية إعتقدت أنه إنفصام بسبب تقلبات مزاجه بين نبرة العطف و بين نبرة الغضب و خصوصاً أنني علمت أنه قضى حياته في عزلة"

أخذت تلاعب أصابعها ليزداد توترها"و لكن لم يكن الأمر كذلك فتناقشت مع الطبيب نايل بخصوص حالته،فعتقدنا أنه قد يكون إضطراب وهامي من النوع الشبقي"

عقد الشرطي حاجبيه لعدم فهمه لتلك المصطلحات الطبية ففهمته هي"أعني أنه يكون شخص طبيعي و لكنه يعاني بإضطراب تجاه شخص واحد"

تنهدت مرة أخرى"و الشبقي يكون الشخص الذي يحب ،يبدأ يتوهم بخيانته و أمور أخرى"

رفع الشرطي أحد حاجبيه و بخبث في نبرته قال"لقد وجدنا هذه في غرفته، أهي تخصك؟"كان يمسك تلك المذكرة المحفور عليها أسمها و التي كان يمتلكها المريض.

إبتلعت ريقها"نعم،لقد كان يحبني منذ زمن ،و في الواقع مرضه كان بسببي"أنهت كلماتها و قد كانت دموعها تتلألأ في عينيها تحاول مقاومة الإنزلاق.

"أهذا يعني أنه يمكن أن تكون القضية قتل،و أنت اول المتهمين"أجابها بنبرة دبت الرعب بداخلها و لكنها حاربتها بصراخ.

"بالطبع لا لقد إنتحر و يمكن للطبيب الشرعي أن يثبت ذلك ،و كيف حتى تتهمني بأني قد أقتل مريض لي ،أعتقد أنك إنتهيت"

أنهت كلامها و هي تتجه نحو الباب ليقول الشرطي"حتى و إن كان إنتحار فهناك قضية إهمال موجهة لك و للمشفى"

كانت ملامحها غاضبة و لكنها لم تلتفت حتى نحوه بل خرجت و صفعت الباب خلفها لتمشي بين ممرات المشفى حتى يفاجئها ذلك الشخص.

كأن الذكريات عادت من جديد،رأته و لكن لم يكن ذلك الشاب الذي اعتادت عليه،فقد اختفت وسامته خلف تلك الهالات السوداء و الملابس الغير مرتبة.

"جيمس"تمتمت بنبرة حنين للماضي و صدقت ما قاله لها نايل سابقاً.

حدق فيها و لم يجيب ،فقط يحدق بنظرة لم تفهمها هي أبداً.

"عذرا أيتها الطبيبة أتعرفي السيد جيمس إنه توأم المريض الذي انتحر صباح اليوم"ما إن قالها ذلك الممرض المرافق له حتى تغير شعورها جذرياً.

أريد أن أجن قبل أن أحبك،أريد أن أجن قبل أن أغرق في بحرك.

--------------------------------
"آنجل..آنجل"أخذ يرتب على ذراعيها ليوقظها من سباتها فوق مكتبها.

خيالي الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن