15-البديل

911 115 279
                                    

تحمل حقيبتها لتلقي نظرة أخيرة حول ذلك الشاب الذي يجلس في شرفتهم و هو يحدق في الفراغ،تنفث الهواء بنفاذ صبر لترمي حقيبتها و تتجه نحوه.

"نايل أرجوك توقف ..أنت لم تذهب للعمل منذ ثلاثة أيام  و لم تتحدث معي"رفع نظره نحوها كانت عيناه مملوءة بالدموع ،احتضنته و هي تعلم أن دموعه تلك لا تتسلل بسهوله و انها دائما لأجلها

"هل انا سيء،هل حبي سيء،ألهذه الدرجة نحن ندمر"ابتعدت عنه لتمسك بكتفيه بقوة و قد عقدت حاجبيها بغير فهم لتتبعها بمط شفتيها

"أنت ليس سيء و حبنا ليس سيء و نحن لم ندمر أحد،جدك لم يمت بسببك و أنا لم أتركك والدي بسببك ،و ستيفانيا لم تدخل المشفى بسببنا و جيمس لم يكرهنا بسببنا ،و لم يحدث أي شيء بسببنا ،ألم نتواعد أن نبقى سويا ،ألم نتواعد أن نكون أحسن،ألم نتواعد إن توقف أحدنا عن حب الأخر أن نقول"

"أنت لا تفهمين شيئا "قالها و هو يبعد نفسه بعيدا عنه ،تمسح جبهتها بنفاذ صبر 

"إذا اخبرني من هو حتى أفهم"

"خذيه بديل"

احيانا نتخلى عن كل مانملك ليس لأننا لا نريده  و لكن لأن حبنا الذي صببناه هو كل ما نملك،و تصبح البصيرة عمياء و يكون البديل هو خير اختيار

-----------------------

و في عالم الواقع..كانت تستند برأسها على ذلك المكتب،التعب يراودها و البكاء عدوها ،تكبحه و لا تطيق اخراجه ،تدخل تايلور المكتب لتعقد آنجل حاجبيها

"آنجل هل أنت بخير؟"تبتعد آنجل لتستند برأسها على كرسيها محدقة بالسقف

"فقدت الأمل"غمغمت لتلتفت تايلور لتقول

"حسنا انا لن أزعجك و اسألك لماذا و لكن إذا فقدتي الأمل  فأنت الأمل"

"حقا لن تسألي"تعجبت آنجل من ردها فتايلور الثرثارة  التي تعرف أخبار العالم أجمع فجأة لا تريد أن تعرف.

"أنا لست سيئة لهذا الحد ..على كل حال سأعرف..سأعرف"قلبت آنجل عينيها و هي تضحك ،سرعان ما ارتجلت لتصرخ"أنت أفضل صديقة تايلور"تركض نحو غرفة ذلك المريض لتقف أمامه.

"ماذا تريد مني و من نايل ..ماذا تعرف عنّ ماذا تريد أخبرني"

"أريدك أنت ..أريد ان تحبيني مثلما أحببتك "

"كيف أنا لا اعرفك حتى"

أنا احيا بك و لكن بديلك يجعلني انبض بدون قلب

---------------------------

و في  تلك الحكاية..كانت آنجل تسير عائدة لمنزلها ،دموعها الجافة و التي  يغطيها الظلام ،تفكر كم كان حبه سهل و كم كان فراقه صعب،و الأصعب فهل له بديل ،كم تحتاجه،كم هي ضعيفة بدونه،و الأصعب أنها نكرة ،نكرة بكل ما فعلته.

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now