27-العزلة

894 94 187
                                    

مثلما تقتلنا الوحدة ببطء ،تقتلنا الغزلة بجرح.

يصبح كل شيء بصوت خافت ،فقط الأمور الصغيرة أصواتها تخترقنا.

جريان المحلول نحو يديها،صوت مرور الهواء من فوق الأرضية المصقولة،أصوات خافتة تزيد وجع ألمنا.

تتفتح عينيها على هذا الضوء الأبيض ،و قبل إبتسامتها التي أودت أن تشكلها لظنّها أنها ماتت ،سمعت صوته.

و لو كنّ في وقت آخر لظنت آنجل أنها الجنة ،فلطالما كان صوته الجنة.

"الحمد لله على سلامتك؟"نظرت له بعمق لتنعزل عن الحياة و لكن تدرك أنها الحقيقة.

رأت الألم،الحب ،الحزن ،و أخيراً العشق.

"أين ستيفانيا؟!"سألته و هي تحوم برأسها تريد إجابة شافية.

لم يستطع إخفاء دموعه ،لم يستطع أن يكذب عليها.

"أسف آنجل..لقت ماتت"كان الخبر أشبه بسكين يطعن ببطء و يجرح بعمق ،يخبرها أنت من كان عليك أن تموتي.

ترتجل على سريرها لتبدأ بضرب و شد تلك الشراشف صارخة.

"لم يكن عليها أن تموت ،أنا من كان يجب ،أراد قتلي أنا ،أنا هي من كان يجب عليها الموت ،أنا هي"

يعانقها و يبكي في عناقه يحاول تهدئتها ،لا يجد كلمات أراد عقله أن يخضع لقلبه ،فهي حبيبته.

يخمدها النوم الذي لطالما كان سر عزلتها

العزلة وجع لفراقك،و قتل لمن جعلك تفارق.

---------------------------
في حقل ملئ بزهور الجنية البيضاء المترامية عالأشجار و في الأركان و تعبئ الأرض كطبقة من الثلج.

كانت تسير و لا تسمع سوى صوت موجات البحر و التي لا تدري من أين .

عزلة تجوب في المكان ،تجوب في عقلنا تجعلنا ندرك حقيقة أنفسنا.

تراها تقف في وسط الحقل،عروس تزينّت بثوب من الملائكة و باقة من الورود تعانق كفتيها.

عيناها تلمع بالحب و ابتسامتها تشرق بالأمل ،ركضت نحوها لتعانقها.

"ستيفانيا لم تموتي ..لم تموتي"قالتها و عيناها تكاد تفيض بالدموع .

شعور جميل أن يكون عناق شخص سبب لرجوع قلبك ،و لكن ما اسوء أن يتلاشى بين يديك.

أخذت تجويف يتسع في جسدها يفيض على كل منهما بالدماء.

كانت ستيفانيا تتلاشى مبتسمة،و آنجل تصرخ بصرخات مكتومة كأن صوتها تم عزله.

تم منعه تم حذفة،تم سلبه ليتحول لضحكات جآن القادمة من بعيد

ضحكات الشماتة في أرض العزلة،هذا كان صوت موجات البحر القادمة من بعيد.

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now