19-لا شعور

843 98 189
                                    

كانت مستلقية على مخدعها محدقةً بسقف الغرفة كعادتها لتسلي ليلها.

و لكن تلك المرة كادت جمجمتها أن تنفجر ليس من التفكير بل من الفراغ،لمرتها الأولى تشعر بلا شيء.

تريد البكاء و لا تستطيع تكاد تختنق و لا يوجد سبيل ،و رغم ذلك صامدة كجسد محنط هشمته السنين.

تقلب نايل في نومه لتتفتح عينيه عليها يبتسم كعادته عندما يرى وجهها .

"أأنت بخير؟"سأل بقلق فرغم عادته أن يراها هكذا كل يوم إلا أن قلبه تلك المرة لو يكن مطمئن.

"أتعلم لأول مرة لا أشعر بنفسي و أنا بجوارك،جسدي معك و روحي بمكان أخر،أحبك و لكن عقلي مشغول عنك"

"أرجوكي آنجل لقد اعتذرت لك ألف مرة "أغلق عينيه بألم و هو يترجاها كمحب ينتظر ان تطل حبيبته و لو مرة تحت سماء الدجى.

"المشكلة ليست بالإعتذار بل في الإطمئنان"

عقد حاجبيه و عض شفتيه غاضباً و هو يعترض"كل ذلك بسببه"

"لا نايل..لا و لكن أتعتقد أنني السبب فيما حصل لستيفانيا"

"ما الذي يجعلك تذكرين تلك الحادثة"عقد حاجبيه متعجباً.

"أعتقد أنني السبب في دخولها مشفى الأمراض العقلية"

***********
"آنجل ..آنجل"كان هذا الصوت يصرخ في أذنها لتستيقظ خائفة من فوق مكتبها ليشل جسدها.

تبتسم تايلور و هي تمسك يدها لتعود الطاقة لجسدها"أسفة و لكن إنه العمل"

تومئ لها آنجل و تأخذ دفترها استعداداً لبدء حكاية جديدة مع مريضها.

"أيمكن ان أرى جو؟"طلبت تايلور بحرج لتقلب آنجل عينيها فهي تطلب منها ذلك من أن عرفت بهوية المريض.

اومأت لها و هي متهكمة و لا تريد و لكن في النهاية إنها صديقتها.

تقدموا لداخل غرفة المريض ليبتسم فور رؤيته لتايلور و تبتسم الأخرى له.

"حسنا يكفي نظرات لحد الأن أيمكن أن نكمل"قالتها آنجل بغضب لتتسع ابتسامة المريض أكثر،لتبدأ حكاية جديدة.

بلا شعور أنا ،نصف لك و نصف عليك.

-----------------------------
و في حكاية المريض..كانت آنجل تجلس و ركبتاها تهتز،أصابعها تلتف على نفسها،تكاد تموت قلقاً.

خرج جد نايل من غرفته عاقداً لحاجبيه بغضب"ماذا فعلتي له بحق الإلاه،ألم أخبرك ان تبتعدي عنه"

صرخ فيها لتلمع عيونها ألماً"لم أقدر من الصعب أن أراه يتألم و أسكت"

"و الأن ماذا لا يتألم"هاج فيها لتسقط هي و تغطي وجهها بكفتيها باكيةً.

"من الصعب أن تفهمني ،من الصعب أن أقف بلا شعور أمامه هكذا ببساطة "

ينزل ليصبح في مستواها،مسك ذقنها بخفة ليقول"أتظنين أن نايل الوحيد الذي أحب فينا ،في عالمنا كثير منا رأى الحب الفرق أننا ننسى و لكن نايل لم ينسى لأنك ظللتي متذكرةً"

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now