12-الصداقة

1K 128 351
                                    

يدير ذلك المفتاح  ليفتح الباب يتقدم للداخل و هو متعب ،يمسح جبينه بإرهاق ليغلق عيناه و الإرهاق يعتليه من كل أولائك المرضى الذين  يستنفزون طاقته.

يفتح عيناه  ليستمع لأحد مقطوعاته المفضلة-تهويدة بيلا -لكارتر بورول ليرى ذلك المنزل المزين بالشموع التي تتصاعد منها رائحة اللافندر ،يلقي مفاتيحه على تلك الطاولة الصغيرة  ليجد بجوارها ظرف صغير يمسكه لينظر نحو زوجته التي تقف في نهاية تلك الصالة.

ترتدي فستان من اللون الأزرق الذي لطالما أحبه عليها و هي لطالما كرهت هذا اللون لذلك إبتسم على فعلتها تلك ليقف يتأمل شعرها الذي لم يراه منسدلا هكذا منذ زمن،يتأمل في تلك المقلتان الفسدقيتان التي أزاحت نظارتها الطبيه عنهما.

يسبح في ذكرياته ليصل لذكرى أول يوم رأى فيها تلك العينان عندما إندفعت نحوه لتخبره بحبها له ليؤمن الأن بالحب من أول نظرة أو دعونا نحذف تلك الفكرة فالحب ليس بالنظرات بل هو قدر محتوم.

"الن تفتحه"تقولها آنجل بإبتسامة واسعة فلقد أطال نظره نحوها.

يفتح ذلك الظرف ليقرأ رسالتها-قد دارت الأيام و تبدل الزمان و بقيت أنت المنقذ الوحيد ،تبدلت أحوالي و زادت تذمراتي و بقيت أنت الأنيس الوحيد،لم أدرك كونك معي في كل لحظة و كل ثانية   أنها نعمه كبيرة ،و لكن اليوم أدرك معنى أنك روحي أنك النفس الذي أعيش به،لأني معك أنا انسى عالمي أنسى نفسي بجوارك  ،اتعلم ماهي امنيتي ألا تتركني-

تختم رسالتها بأحمر شفاهها القاني الذي يرسم شفتيها على تلك الورقة.

ينظر نحوها و عيناه تتلألأ يسقط دمعته و هو يحدق بجميلته بملاكه الذي لا يمتلك غيرها.

تفتح له ذراعيها ليركض نحوها ليلقي بجسده بين أحضان محبوبته ، هنا تكمن رابطة الصداقة و أتعجب يرون أن الصداقة و الحب عالمان مختلفات ،فأضحك بسخرية و أقول -هل يمكن أن نفصل الأكسجن من الهواء؟-

---------------------------

"ماذا أنا بهذا الجمال"قالها ليضحك لتستوعب هي تحديقها له لتسحب ذلك الدفتر من فوق هذا المكتب .

"ماذا أليس من حقي أن اتأمل معشوقي؟!"يبتسم تلك الإبتسامه الجانبية ليتبعها و يحاوط  ذراعاه بخصرها.

"بالطبع من حقك أنا كلي من حقك"

تضحك لتسبح  بعدها بتفكيرها"نايل صحيح بالأمس لم تخبرني لماذا قابلت جيمس؟"

عاد إلى مكتبه ليجلس و هو يمد ساقيه فوق المكتب ليجيب

"إنها صدفة و لكنه تغير ..تغير كثيرا لوهلة فكرت أنه شخص أخر لم يعد ذلك الفتى المتباهي بنفسه و الذي لا يتوقف عن الحديث عن الفتيات..كان مختلف هادئ،و حزين"

"لقد مر وقت طويل ..أتعتقد أنه نسى"قالتها بحزن و لكن لم  تتلقى من نايل إجابه لتعلم أن ذلك الحب لا يموت.

خيالي الحقيقيOnde as histórias ganham vida. Descobre agora