خيالي الحقيقي

أيرلندا أو الجزيرة الخضراء كما أحب أن أسميها ،و لكن من الواضح أن لونها أخذ يتغير مع أواخر شهر سبتمبر و حلول نسمات الخريف التي أزاحت هذا الغطاء الأخضر.

نمشي بجوار نهر الليفي لنستمع لأصوات جريانه نشتم رائحة النهر ،نستمع لأصوات الطيور المهاجرة حتى نصل للمصب حيث توجد دبلن العاصمة و لتحديد وجهتنا فهي شارع القديس باتريك حيث نجد مستشفي القديس باتريك عند نهايته.

مستشفى كبيرة تحيط بها حديقة هادئة خضراء قد تساقطت بعض الأوراق إستعدادا للخريف،تلك المستشفى ذات التصميم الجورجي و الحوائط البيضاء و التي تطبعت ببعض الصفار لكبر عمرها كان ما بداخلها لا يعكس منظرها تماما.

كانت مجهزة ،منظرها حديث ،تشع بياضا و حيوية،كانت غرف المرضى زجاجية شفافة ترى من بداخلها بوضوح.

تمر من جانب الغرف لترى من يحدق فيك يرعبك،من يحدث نفسه بتوتر،من يحدق بالفراغ بإنتظار،من أصابته أحد نوبات الصرع و يحاول الممرضون السيطرة عليه.

هذا كان حال مستشفى القديس باتريك للأمراض العقلية و النفسية،و لكن الوضع مختلف عند تلك الغرفة في نهاية الممر،تلك الغرفة المجردة من الحوائط الزجاجية لا يمكنك حتى أن ترى الضوء الذي بداخلها.

و لكن إذا تقدمت خطوة لتفتحهها ،تجد غرفة مجردة من الأثاث سوى من دولاب صغير و ساعة حائط و سرير متوسط تجلس عليه فتاة في أواخر سن المراهقة شعر بني بلون القهوة يصل لأسفل ظهرها.

كانت تمسك بمفكرة صغيرة تخط بأناملها الطويلة الناعمة تلك الكلمات.

مرحبا!..كيف حالك اليوم..؟سأخرج اليوم من هنا ..سأعود للمنزل الذي لطالما كنت أنيسي به.

مازالوا يقنعوني أنك لم تكن موجود من الأساس ،أصبحت أجاريهم و لكن أعتقد أن وجودي هنا غير الكثير

أصبحت أنفاسي لا ترسم وجهك،و دموعي لا ترسم عينك،حتى الضباب أصبح يمحوك بعد أن كان يجسدك.

أتعتقد أنني سأنساك كما كان من المفترض ،و لكن أنا لا أريد ..أنا أحـ...

لم تكمل كتاباتها لأنها سقطت مغشيا عليها لتنام بجوار المفكرة التي إنغلقت من شدة سقوطها.

كانت تنام كالملاك تسبح في عالم أخر ملئ بالغموض تبتسم و هي نائمة و بجوارها تلك المفكرة التي محفور عليها.

آنجل ماري

متلازمتي ..ليست إعاقتي

تلك هي حكايتنا أو بمعنى أخر هي الحكاية التي سيسدرها ذلك الشاب الذي يجلس بنهاية تلك الغرفة الخشبية و أمامه تلك الفتاة ذات النظارات الطبية التي غطت جمال أعينها الفسدقية،ترتدي معطف طبي أبيض ناصع و الذي طبع عليه اسمها..آنجل ماري..

____________________

نهاية المقدمة

مرحبا بكم في قصتي الثانية خيالي الحقيقي اتمنى أن تعجبكم سيتم اصدار أول بارت بتاريخ 3/3/2016 اي بعد ثلاث اسابيع من الأن عقب انتهاء قصة كراهية العشاق.

رأيكم في المقدمة؟ماهي توقعاتكم؟لا تنسوا اضيفوا القصة لمكتبتكم ..هيا هيا

شكرا SaraBooksCovers على الكفر

Vote + Comment = :-)