17-تشتت

901 107 263
                                    

"نايل لقد خنتك" كانت تجهش من البكاء و هي ترمي نفسها بين احضانه،وقف هو صامتا لتتابع هي.

"قبّلت المريض لا أعرف كيف ،و لا افهم كيف تحوّلت ملامحه لشكلك فجأة ،أنا اسفة.. أنا حقا اسفة"

كان حديثها مقطع يصدم نايل و يشتته ،و بينما كان نشيجها يتصاعد سمح لعينا نايل أن تذرف الدموع،حاوط ذراعه حولها دون أن يشعر،لم يغفر و لكن لن يبعد.

كان حقا مشتت منذ أيام قليلة يكتشف أن المريض المغروم بزوجته يكون شخص يعرفه عن ظهر قلب ،يكون (صديقه)،و اليوم نكتشف أن زوجته قبّلته،كم أن الأمر مضحك و مخزي في نفس الوقت.

"سأخلصك من الشعور بالذنب "قالها و هو يرفع ذقنه ليطبع قبلة صغيرة على شفتيها و حقا وقتها لم يكن يعرف نفسه كيف له ألا ينسى و لكن يسامح.

أخفت دموعها و هي تفتح أزرار قميصها و هي تقترب من شفتيه أكثر لتتمتم بحزن و قذارة من نفسها"خلصني من لمساته"

و ما إن قالتها من هنا حتى اومأ هو من هنا،لتتراقص شفاههم و تتناغم أجسادهم على زهرة الحب ،فتنطفئ الشموع و تجرد الظواهر و يبقى دفء يعبئ قلوبنا
--------------------------
و في عالم الواقع...

كانت آنجل تمشي بتوتر و هي تسترق نظرات نحو نايل الذي لم يفارقها منذ قدومهم المشفى،وقفت مترددة أمام غرفة المريض.

"نايل أليس لديك مرضى اليوم؟"

"لا يهم..سأتي معك"أجابها مكفهرا لتبتلع ريقها و تمضي بداخل تلك الغرفة.

ابتسم المريض فور رؤيتها و لكن سرعان ماتغيرت ملامحه فورما لمح هذا الشخص الذي يتبعها،جلسوا في مواجهة بعضها البعض ،الكل صامت ينظروا فقط بنظرات تتراوح بين القلق في أعين آنجل و الغضب في أعين نايل و أخيرا الغيرة في أعين المريض.

"حسنا يمكنك أن تبدأ"قطعت آنجل الصمت لترى نظرات المريض التي ترفض التحدث أمامه.

"لا تقلق الطبيب نايل هنا حتى يستفيد من مراقبتك من أجل رسالته العليا "حاولت التبرير ليبدأ المريض بسرد حكايته .

في دائرة وقعت فيها ،قلبي تشتت بينكم و لكنه لم يشتت الحب.
---------------------------
و في حكاية المريض ..حيث استيقظت آنجل.

لتجد نفسها في غرفة بنفسجية و الحوائط يسودها السواد،انتفضت من السرير تسقط فوقها منشفة بيضاء مبللة.

كانت تنظر يميناً و يساراً تتساءل أكان حلم؟أين هو؟يقاطع تفكيرها دخول أبيها الغرفة.

"استيقظت أخيراً"

"أين هو؟"سألته و الرعب يعتليها لتتغير ملامح أبيها و الذي تذكر شكل ذلك الشاب النائم في غرفته و الذي يشبه إلى حد كبير أخوه،لا..لا بل إنه نسخة منه.

"لا أعلم ماذا حدث و لكنكم كنتم نائمين في منتصف الشارع و ممسكين بأيدي بعضكم فأحضرتكم هنا و .."

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now