١٩٠٠

By SmrKhlf

46.1K 3.8K 362

يحكى أن في قديم الزمان رواية جامدة هيحب فيها "اللورد روبن ابن اسمهان " الفقيرة نورهان نورهان بنت ذكية جداً بت... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
( الفصل الرابع عشر )
طلب صغنن❤
( الفصل الخامس عشر )
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
توضيح للفصل ال٢٠
الفصل الاخير
الخاتمة
الرواية القادمة ❤❤
اقتباس من مشهد خاص❤
اعلان الجزء الثانى من ١٩٠٠
مازن وليلى
اقتباس جزء٢
١٩٠٠ الجزء الثاني
متابعة هنا يا بنات❤
مفاجئة حلوووة اوي الكل مستنيها❤
الجزء الثاني
أحنا جامدين وف معرض ٢٠٢٤ نازلييين😂❤💃
رواية معرض القاهرة ٢٠٢٤
مفااااجئة❤😍😍
متضايقة منكم ومفيش جزء تاني من ١٩٠٠💔

الفصل الثامن

1.3K 139 5
By SmrKhlf

( الفصل الثامن )
______________________________

وضعت كأس الشاي خاصتها على المنضدة الكريستالية تنتظر وصيفتها العجوز ان تأتي؛ لتخبرها ماذا يجري في قصرها، هناك حالة لم تشهدها من قبل كما ان ابنها لا يقبل التعامل مع الفتيات فمن هذه؟

استأذنت السيدة ريحان الدخول هاتفة :
_سيدتي

اشارت لها اسمهان لتتقدم منها ففعلت :
_ماذا فعلتِ فيما اوليته لكِ ريحان؟

اخبرتها بطاعة:
_ انها فتاة صغيرة في العمر تبدو بلهاء بعض الشيء وما علمته ان اللورد آتى بها لتصبح مساعدته الخاصة لكن

قاطعتها مردفة :
_اخبريها انني في انتظارها بالشرفة الشرقية
نهضت السيدة اسمهان حيث تذهب الى تلك الشرفة خارج نطاق جناحها بينما نظرت ريحان إثرها بتوتر فتلك المساعدة تشبه حبيبة اللورد المتوفاة.
______________________________________
ابتسمت بفخر تبصره قائلة :
_ هل انت مخترع الاسبرين؟

تعجب لمعة عيناها هادراً :
_لا، لكن اعجبني الاختراع واحاول مجداً ان اطوره علني اكون سبب في شفاء البعض

ضحكت بقوة هاتفة :
أتعلم روبن ما يذهب عقلي حقاً؟ هو انك تبذل قصارى جهدك لتطوير العقار ولا تعلم ان الاسبرين في المستقبل لا يجدي نفعاً مقارنة بالعصر الذي انت فيه

ترك ما بيده يحدثها برزانة :
_ بالطبع، كلامك صحيح فجسد الانسان يتطور يوماً عن آخر وبالتالى ان كان هذا العقار سيشكل فارقاً الآن فسيأتي الاحدث منه في المستقبل يتلائم مع تطور خلايا البشر

رفعت كفيها باستسلام :
_حسناً تعجبني ثقتك في عملك، سأذهب الى المرحاض

اومأ لها بالايجاب ثم خرجت لترى السيدة ريحان في انتظارها خارج الغرفة لتسألها :
_ هل آتيتي معي انستي ؟ فالسيدة اسمهان تريد رؤيتك في الشرفة الشرقية

اضطربت بسبب مقابلة هذه السيدة الوقور لكنها تحمست متجهة مع ريحان حيث المقر.
__________________________________________

دلفت نورهان الى الشرفة ببطء بينما شعرت بها اسمهان لكنها لم تعتدل اليها واكتفت بفرد ذراعيها بهيمنة على جانبي اطار الشرفة تستنشق الهواء النقي، شاعرة بدخول احدهم والتى استشفت انها الضيفة الجديدة من رقة خطواتها الغريبة عن وصيفتها ريحان.

رحبت بها بذوق عال:
_مرحباً بكِ، انا الليدي اسمهان والدة اللورد روبن فريدريك، لقد علمت بقدومك صباح اليوم هل لكِ ان تعرفيني عن نفسك

حمحمت نورهان بقلق تمسك اطراف فستانها هامسة:
_ نورهان، هذا اسمي اعمل ك مساعدة مع السيد روبن

ابتسمت اسمهان لقد اعجبها رقة صوتها :
_ من اية أسرة نبيلة ترجع اصولك؟

تعالت انفاسها بتوتر قائلة:
_ لا انتمى الى العائلات المخملية فانا فقط نورهان

رفعت حاجبها ثم سألتها :
_ أتيتي من أي ناحية من البلدة؟

تعرقت ايدي نورهان فلم تحسب لمثل هكذا سؤال، لا تعلم بماذا تجيبها فشعرت اسمهان بالغضب لعدم اجابتها حيث اعتبرتها اهانة موجهة اليها لتعتدل صارخة بها:
_ هل جننتِ حتى لا تجيب....ووو وردة

سقطت السيدة اسمهان ارضاً لتركض نورهان صوبها صارخة :
_هل يوجد احد؟ السيدة اسمهان اغشى عليها اريد المساعدة
____________________________________

تجلس على درج المؤدي الى الحديقة الخلفية للقصر واضعة كفيها على وجنتيها تزيل العبرات المتساقطة، فما تشعر به قاسٍ مؤلم لا يتحمله قلب بشر لماذا عليها ان تحبه او تعشقه فالرجال كثيرين يملؤن القصر وخارجه؟ لمَ عليها ان تحب عثمان بل السيد عثمان صديق اللورد لكن هذا الهيام الذي تتنفسه بحروف اسم عثمان لم يك بيدها، رأتها نورهان من بعيد فاقتربت من موضعها.

هبطت بجوارها تستريح بعد يوم عاصف :
_ هل انتِ بخير؟ لماذا تبكين؟
ازالت عبراتها هادرة :
_كيف حال السيدة اسمهان ؟

هزت رأسها هامسة :
_ انها بخير لا تقلقي فقط ثمة اغماء لكن هذه العبرات ليس من أجل هذا السبب

شعرت عبير انها امتلأت حزناً وقهراً فارتمت على صدر نورهان تبكي بصوت متألم؛ فربتت الآخرى على كتفها بشفقة تسمعها :
_ كنت صغيرة جداً حينما فقدت والدتي فربانى عمال القصر واهتم بي السيد لوكاس كثيراً، حتى جاء عثمان الشاب الوسيم رأيته يوم آتى القصر يتمازح مع اللورد وعلمت انهم اصدقاء، كنت صغيرة في العاشرة احبني ك طفلة واشفق عليّ ك فتاة يتيمة، كان يحضر لي الحلوى باستمرار ويلعب معي دائماً كان يقول لي مهما حدث يا عبير سأظل احبك جداً لا تخشي شيئاً ثم

صمتت عبير بحرج فحثتها نورهان على القول :
_ثم ماذا؟

اجابتها بوجع داخل قلبها :
_كبر حبه في قلبي وتدرج الى ان وصلت الى الخامسة عشر واعترفت لنفسي اننى احبه بل وكنت حمقاء ايضاً لانني ظننت انه يحبني ولم اكن اعي انه مجرد اشفاق، ذهبت اليه في احد حفلات اللورد واعترفت اليه بحبي تجاهه، اتعلمين ما هو رده؟

ربتت على خصلاتها بحزن :
_ماذا قال؟

اغمضت عبير عينيها متذكرة حجم الالم الذي تعرضت اليه يومها حينما ابلغها بعجرفة " هل جننتِ ايتها الفتاة؟ انا السيد عثمان لا احب جاريات او وصيفات وخادمات وان كان اشفاقي على حالتك اوهمك بغير ذلك فعليكِ ان تستفيقي من احلام يقظتك وبدايةً من اليوم انتِ مجرد خادمة كالباقيات في قصر صديقي، افهمتِ "

شهقت عبير بكسرة بينما انفعلت نورهان بغضب :
_هذا الوغد، لا تبكِ ارجوكى حبيبتي ثم انكِ لست خادمة في القصر انتى فقط وصيفة

ابتعدت عن احضان من اعتبرتها رفيقتها :
_ليتني استطيع نزع حبه الناري من بين اضلعي

ابتسمت الآخرى بتذكر :
_ستنسين صدقينني، يوماً ما كنت اظن انني احببت ولكن كنت على نفسي كاذبة، عليكِ ان تؤمني بأن الحب عطاء وغير هذا فلم يكن سوى حمق على المرء تجاوزه بسهولة، ستجدين غيره وتحبين من جديد وستعي ان ما كنتِ تسمينه حباً ما هو سوى وهم او تعلق

مطت شفتيها بضيق هاتفة:
_شكراً نورهان

احتضنتها بحب معتبرة اياها اختها وليست وصيفة او صديقة.
____________________________________
_ كيف تأتي بها الى هنا؟ ألم نكن انتهينا من تلك الوردة؟

هكذا هتفت السيدة اسمهان محاولة التقاط انفاسها بصعوبة اثناء رقودها على فراشها في جناحها الخاص بينما تعاتب ولدها

ضيق روبن بين عينيه هاتفاً :
_ماذا تقصدين يا أمي؟ فأنتِ تحبين وردة واكثر من حارب لأتزوجها منذ سنوات

ابتلعت ريقها مرددة :
_هذا حقيقي لكنها جرحتك يا بني وذهبت للزواج من رجل غيرك، هل نسيت؟

ابتسم بوهن مردفاً :
_انها ليست وردة يا امي فحبيبتي قد ماتت، هي مجرد فتاة مثقفة من الانحاء وآتيت بها لانني بحاجة الى مساعدة خاصة

جحظت عينيها ثم رفعت جسدها قليلاً تجلس نصف جلسة :
_أيعقل هذا الشبه يا ولدي؟

اومأ لها بتأكيد يخبرها:
_ نعم لكن هناك فرق بلون الاعين عليكِ ملاحظته ( نهض منتصباً بشموخ يهم الخروج ) وايضاً عليكِ تقبلها

ذهب مغلقاً الباب خلفه فأرسلت عينيها شرارات قوية صارخة :
_ريحااان

دقت ريحان الباب ثم دلفت ترجف امام غضب سيدتها البادي على ملامحها:
_ليدي اسمهان، تفضلي

نظرت الى اللاشيء تأمرها:
_ابعثي لي بهذه الفتاة

اومأت ريحان عدة مرات متراجعة الى الخلف ثم فرت من امامها تفعل ما امرت به بينما ما هي سوى لحظات وكانت نورهان متواجدة في نفس الجناح لتهديها اسمهان اجمل ابتسامة:
_اقتربي واجلسي يا عزيزتي، قلتِ لي ما اسمك؟

جلست بالقرب من فراشها على اول مقعد قابلها :
_ادعى نورهان
مدت كفها ترفع ذقن الاخيرة :
_جميل اسمك يشبه الملكات
ابتسمت بخجل مردفة :
_اشكرك سيدتي

ابعدت كفها هادرة :
_ انتِ ايضاً فتاة لطيفة، تشبهين الالماس في بريقك
رفعت بصرها بحرص تجاه اسمهان هامسة:
_هذه شهادة جيدة بحقي من امرأة حسناء مثلك، ارجو ألا اكون سببت بعض الازعاج في منزلك؟

ابتسمت اسمهان بوجه بشوش :
_ انتِ ضيفة ابني اللورد؛ لذا انه قصرك ايضاً لا تخجلين مني فأنا مثل والدتك

لمعت العبرات في اعينها متذكرة صور والدتها فلم تعي لحنانها بينما تلك الحنون ستعوضها ربما :
_ هذا شرف لي ليدي اسمهان

ربتت على ذراعها برفق :
_يمكنك الرحيل جميلتي فربما لديكِ بعض الاعمال

نهضت بوجه مبتهج ثم خرجت مبتعدة عن الجناح ليتحول وجه اسمهان الى كتلة غاضبة نارية قائلة :
_لن اترك ما يرنو له عقلك ان يحدث سليلة اشباه وردة
________________________________________
اخذت تقلب بين الاثواب التي انتهت السيدة احلام من حياكتها مبتسمة فتبدو الفساتين جميلة للغاية كمان انها تلائم بشرتها الحنطية تجمع الالوان والتفصيلات المختلفة التي تروقها كما لو كانت اميرة ديزني بينما شعرت احلام بالراحة حيث يبدو على سيدتها نظرة الاعجاب.

جاءت فكرة شيطانية في ذهن نورهان قائلة :
_هل يمكنني ان استعير ادوات الحياكة الخاصة بكِ؟

اشارت الى مساعدتها ثم اعطت اليها الصندوق الصغير :
_هذا لكِ
حملته نورهان مندهشة :
_ لكنه يلزمك من اجل عملك

ابتسمت احلام هاتفة:
_ لا بأس آنستي فلدي العديد منهم في متجري الخاص، هذه هديتي تقبليها لو اعجبتك

وضعت الصندوق ثم احتضنت احلام بهجة تلف صوتها :
_شكراً فكم انتِ أمراة جميلة!

نهضت نورهان بعد ذهاب الجميع من جناحها واختارت رداء اخضر اللون لكنه غامض جداً يبدو ضيق من الاعلى ذو حملات رفيعة مفتوح الصدر ومنفرج بأناقة من بعد الخصر الى الكاحل ورغم انه اعجبها لكنها تعترض على طوله.

اثناء نظرتها الى المرآة اعجاباً بهيئتها الجديدة فدلفت عبير باكية تصرخ بها:
_انتِ كاذبة لست بصديقتي، لا اريدك انا فقط سأظل وصيفتك لا اكثر

اقتربت منها متعجبة :
_ ماذا حدث؟ وبمَ كذبت؟

تنفست بعمق هادرة :
_لقد رأيت هذه في ملابسك القديمة
مدت عبير كفها بصورة مرسومة للسيدة وردة كانت تخفيها نورهان بين ملابسها بل ومدون عليها اسم "وردة" فألتقطتها نورهان بصدمة ممتزجة بتوتر :
_ انتِ مجرد محتالة، هذه هي حبيبة السيد روبن الذي قص لي السيد لوكاس حمايتهما كما ان هناك صورة معلقة اعلى فراش اللورد تشبه هذه لكنها بحجم اكبر، لماذا تكذبين علينا وتقولين انه مجرد تشابه؟ ماذا تريدين من سيدي؟

ابتلعت نورهان ريقها فلا مفر من قول الحقيقة الان :
_سأروي لكِ كل شيء لكن عديني انكِ ستصدقينني فيما سأقول وان تحفظين السر

شعرت بمدى صدقها قائلة:
_أعدك

اخبرتها نورهان كل شيء من بداية ان وجدت القبو والمذكرات الى ان جاءت الى ١٩٠٠ عن طريق آلة استاذها في الجامعة كما ان اللورد يعلم هذا ويخفي الامر.

فتحت عبير فمها غير مصدقة مما يحدث :
_عبير ماذا حدث لكِ؟ هل لا تصدقينني ؟

اخرجت هاتفها من الحقيبة لتصرخ عبير بخوف من الجهاز بمجرد ان اضاء لكن نورهان همست:
_لا تقلقي، هذا هاتف نقال تم اختراعه في المستقبل سأثبت لكِ من خلال صورى وما يحمله الجهاز الصغير

بعد نصف ساعة جلست عبير واضعة كفيها اسفل وجنتيها بشرود :
_ هذا يعني انكِ محقة؟ وكيف ستعودين الى هناك اذاً؟

هزت رأسها بحزن :
_ لا اعلم لكن افتقد خالتي ومنه صديقتي كثيراً لا اعلم ماذا تفعل خالتي بدوني الآن؟

نضجت فكرة على بال عبير فهتفت :
_ لدي حل لكن ربما يرفض اللورد وايضاً سيتوجب علينا الخروج من القصر

امسكت كفها :
_ لا بأس سنخرج متنكرين في زي خادمات، وبهذا الحل يمكننا الخروج بسهولة لاقتناء بعض الخضروات الطازجة

لمعت اعين عبير تومئ لصديقتها فأحتضنتها نورهان بينما انكمشت ملامح عبير بحزن :
_لكنني لن استطيع رؤيتك مجدداً
اعتدلت نورهان تخط بعض الكلمات على ورقة بيضاء :
_هذا عنواني يمكنك ان تأتي لزيارتي في اي وقت

نظرت اليها كمن ينظر الى مجنون:
_ لا استطيع تصديق كم انتِ بلهاء يا فتاة؛ فنحن لا نستطيع ان نعيدك الى عصرك فكيف لي ان اذهب لزيارتك

وضعت عبير الورقة في جيب ثوبها بأهمال بعد ان قرأتها بينما هدرت الاخرى :
_ لا بأس، متى سنذهب؟

ابتسمت عبير بخبث لتبادلها نورهان نفس المكر :
_ الآن
_______________________________________

مكان مهجور في قلب الجبال يحاوطه الثعابين من الخارج وطيور الغراب تلتف حوله فقبضت نورهان بخوف في ذراع صديقتها بينما ابتلعت عبير ريقها بذعر تشجع نفسها للدلوف حيث الجوف.

سمعا صوت امرأة :
_تعالى الى هنا يا عبير
صرخت نورهان بقوة من شدة الرعب فكيف علمت السيدة ان هناك من يقف في الخارج

ربتت عبير على كف نورهان هامسة:
_ انها جدتي والدة ابي " ساحرة" ورغم اختلاف افكارنا لكن اظن لن يستطيع احد مساعدتك سواها

دلفا الفتاتين ترتعشان بقلق بينما رأت نورهان امرأة عجوز جالسة في مكان يملؤه فرش من ريش وجلود الحيوانات والطيور وهناك ابخرة متصاعدة امامها.

ارتكزت اعين المرأة على حفيدتها:
_كيف حالك يا صغيرتي؟ اجلسا

فعلا كما ارادت فكانا بجوارها ارضاً :
_ بخير يا جدتي بينما لديّ ما اريد مساعدتك به

نظرت السيدة الى نورهان ثم وضعت كفها المجعد اعلى رأسها مرددة كلمات بهمس ثم ابتعدت عنها هادرة :
_تريدين العودة الى عالمك؟

جحظت اعين نورهان تخبرها :
_اريد بالطبع

ابتسمت المرأة ذات الاسنان القليلة :
_ هذا جميل إنما سيستغرق وقت حالما اعد لكِ ما تشائين من اجل العودة

اغمضت اعينها بحزن :
_ لا بأس فالمهم انني سأعود

لوت السيدة فمها :
_ ستعودين عزيزتي

ابتلعت نورهان قائلة :
_ هل استطيع الاطمئنان على خالتى وصديقتي منه؟

ضوء ضخم اشارت اليه السيدة العجوز بكفها فآتى اليها ببلورة مكورة متوسطة الحجم :
_ انظري الى هنا بعد ان اهمس بكلماتي بينما لا تصدري اي صوت والا انقطعت رؤيتك

اومأت اليها نورهان تبصر البلورة بحرص
_____________________________________

"في المستقبل"

فتحت الخالة نيهاد غرفة مكتب الدكتور فضيل ليهب من مجلسه يرمقها بحنين جارف، كما هي نيهاده لم تتغير بعض التجاعيد الصغيرة المقتربة من حافة العين لكنها اضفت جمال خاص بها، وقف متسمراً امام حسنها ينتظر ان تتفوه بكلمة واحدة فلم يجد سوى عبرات متتالية.

همست بألم :
_ اين ابنتي يا فضيل؟ انا اعلم انها ان لم تكن مع منه صديقتها فهي تحب الجدال معك والهروب اليك

اقترب منها يزيل عبراتها بهيام:
_ لا تبكين ارجوكي يا حبيبتي، دموعك تجرح قلبي

ابتعدت بهدوء :
_حبيبتك؟! انه من الماضي يا فضيل والآن احضر لي فتاتي، ابنة شقيقتي

هتف بحب :
_ليس من الماضي فعشقك لازال ينبض بين جوانبي ولو لم ترفضين كونك زوجة ثانية لكنا انا وانتي ونورهان ورفيف عائلة واحدة

تحدثت بمرارة :
_الحب ليس كل شيء يا فضيل فأنا لن استطيع ان اخدش قلب امرأة وزوجة وام من اجل ملذات قلبي وانانيتي في العشق

صرخ بها بغضب ممتزج بالغيرة:
_بينما ركضتي خلف زوج اختك المتوفاة لتتزوجيه وانا من تعذب وحده ايامِ وليالِ وحتى بعد ان توفت زوجتي لم احزن على فراقها مثلما فراقك في عيني

اهتز داخلها فصرحت:
_انا لم اركض خلف احدهم بل لن اتخلى عن ابنة شقيقتي من اجل متع الحياة

لوى فمه بسخرية :
_ بل ركضتي خلف رجل لم يعتبرك زوجة مطلقاً ولم يحبك سوى اخته الصغرى وتزوجك من اجل تربين ابنته فقط

نظرت اليه بصدمة فاجاب اعينها:
_ تنسين انه كان صديقي المقرب و روى لي كم يتعذب لفراق امرأته ولن يستطيع الاقتراب من امرأة اخرى كزوجة متألماً لتضحياتك المتكررة من اجلهم " آنستي"

ضجت كلمته الاخيرة المتهكمة في اذنها فشعرت بالمقت على كل شيء :
_اين نورهان يا فضيل؟

اقترب منها مجدداً هاتفاً :
_ اعدك سأرجعها لكِ قريباً
__________________________________________
بينما في الحرم الجامعى آتت منه الى مقاعد مروة وصديقتها صارخة بهم :
_ اين نورهان؟ ماذا فعلتوا بها؟ اين رفيقتي؟

التفت مروة اليها قائلة بسخرية:
_يالصداقة التي تمزق قلبي! يمكنك خداع الحمقاء نورهان بعبراتك تلك بينما نحن لا

ابتلعت منه ريقها بتوتر :
_ ماذا تقصدين؟

هتفت الآخرى بمكر:
_ اقصد يكفي كذباً فنورهان ليست بيننا الآن، جميعنا نعلم انكِ تتقربين منها لتفوقها لتستغلين عقليتها للوصول الى اهدافك حتى بمجرد اختفائها ذهبتِ ركضاً الى فارس تتوسليه ان يحبك بدلاً عنها بينما رفضك هو

ابتسمت منه بمكر :
_ وماذا بعد؟ انا لا يهمني اجل اريد استغلالها والتفوق واحببت فارس قبلها لكن هذه الغبية حاولت سرقته مني، لن اسمح لها بينما رغم كل ذلك فأنني اريد استرجاعها لاستكمال اخر عام دراسي بتفوق ثم سألقي بها في اقرب صندوق قمامة يقابلني

نهضت مروة وصديقتها ساخرين مما تفعله منه بينما شعروا بالشفقة لاول مرة على نورهان، ربما هن حاقدات ومتنمرات لكنهن لسن مخادعات.
____________________________________

"في ١٩٠٠"

ارتعش جسد نورهان مما رأت داخل البلورة فخالتها نيهاد تبحث عنها بحرقة لكنها اكتشفت انها لم تكن حبيبة ابيها بل مثل شقيقته وان قصة الحب الاسطورية الحقيقية الوحيدة التي شهدتها في حياتها لم تكن سوى خداع لكي لا يشعروها بنقص اسري، صديقتها الوحيدة منه خدعتها ولم تحب قط، ان المستقبل عالم بشع مليئ بالخيانة والخداع والحب المزيف وانعدام الثقة.

شعرت عبير بالشفقة على نورهان فهي فتاة جميلة نقية مثلها تحب الجميع كما انها في وقت شدتها تخشى عليهم بينما هم خانوا قلبها الصغير، نهضت نورهان تركض بقوة حيث لا تعي وجهتها الى اين.

هتفت عبير ناهضة خلفها :
_نورهان، انتظري
______________________________________

وصلت الى بوابة القصر العالية تقبض على اسوارها الحديدية بكفيها الصغيرين تعتصرهم ببكاء علها تخلع الألم المقترن في جوفها، تنهي الصراع والنيران الحبيسة في جيدها، فتح لها الحراس البوابة على مصرعيها لتمر بينما اخذت تجري تعلم الى اين وماذا تريد لاول مرة في حياتها.

ترفع فستانها تتسابق اقدامها مع ثواني الزمن لتصل الى بهو القصر من الداخل واجدة روبن يقف ينتظرها بوجه غاضب حيث علم اختفائها منذ ساعات.

انقضت على احضانه حتى تراجع انشات الى الخلف نتيجة الصدام الباكي من قِبلها تتمسك في خصره قابضة على ملابسه تخشى ان يتركها بمفردها كما فعل الجميع بها؛ فلانت ملامحه بسبب صوتها المتحشرج بألم.

همست بصوت منتحب بينما تعجب لوكاس وعبير
(التي وصلت خلفها للتو) من تمسكها باللورد وكيف سمح لها :
_ روبن، لا اريد العودة، اريد البقاء معك انت وفقط
&&&&&&

هاااي

حكاية الليدي نورهان واللورد روبن هتبدأ

باي🤗💘

#الكاتبة_سمر_خلف

Continue Reading

You'll Also Like

83.5K 4.7K 36
فـراشةً في وِسط الظلامُ تـرتعشَ اطـرافهاُ بخوف تحـُاول الخروُج لكنهاِ مقيدة تفتحُ لهٌا أبواب الرحمه هل سوف! تحلُق من جديد؟ ام تستُسلم؟ بقلمـي: ري...
4.3M 142K 20
طفله متعرف شنو الحياه ضامتلها. وتوكع بناس حاقدين وبعدين تصفا الكلوب ويبلش الحب تعالو نتعرف عليهم ونشوف قصتهم. كامله
257K 6.7K 21
{{هل جربت أن تتعامل بعملة مختلفة عن العملة الورقية .. ليست معدنية وليست ذهبية ... الثروة هنا من نوع آخر ... لن تدفع مالاً لتأخذ .. بل ستدفع من ذكائك...
1.2M 38.2K 11
تحجي القصه عن ابنيه عنوديه وشاب عصبي