الفصل الثالث عشر

1.2K 128 13
                                    

( الفصل الثالث عشر )

ثلاث ايام فقط، فقط ثلاث ولم يكثر، ثم شعرت بالوحدة والالم بين جنباتها يفارقها النوم والغفوة ولم تفارق صورته مخيلتها، جديته، غضبه، مزاحه الطفيف، بسمته الغير مكتملة على شفتيه مما يضفي على وجهه جاذبية من نوع فريد، لماذا هي هنا؟ لمَ لم تكن بين اركان قصره الآن تتنفس نفس الهواء الذي يلفظه من بين رئتيه؟ لكنه من اراد بعدها، زافراً اياها بقوة خارج حياته ومستقبله، رافضاً حاضره معها معترفاً بعشقه لآخرى امامها.

رفعت رأسها الى السماء الصافية في صباح ذاك اليوم الشقي المهلك لقلبها تدعو الله ان يحببها في السيد قاسم، انه رجل مراعٍ حنون يستحق الاخلاص كما انها يجب ان تتأقلم على هذه المعيشة.

شعرت بظل فوق اعينها المغمضة ففتحتها واجدة كف قاسم يعلو وجهها ثم ابتسم جالساً على المقعد الذي يجاورها في الحديقة:
_ تجلسين في الشمس القاسية دون قلق؟
اعتدلت هامسة: في الحياة ما هو اقسى يا قاسم

تنهد مطولاً مجيباً:
_انتِ محقة لكن علينا التعود نورهان، انا اشعر بكِ وافهم ان هناك ما يؤلمك واتقبل هذا في حال اصبحتِ صريحة معي

جحظت عينيها بتوتر هاتفة:
_ ماذا تقصد؟

ربت على كفها الصغير بحرص:
_روبن

ادمعت عيناها بخجل :
_ اعتذر منك لكن قسماً انني لم اخدعك يوماً فانا ابتعدت عنه من اجلك لكي اعطي فرصة لعلاقتنا ان تبدأ

حدثها بود:
_ اهدأى، انا لا ألومك فقلوبنا ليست بيدنا وانتِ لست مضطرة للزواج بي وصدقينني انني سأحترم هذا وستظلين هنا في القصر ايما كان قرارك

ابتسمت ممتنة لتفهمه لكنها شعرت بالمقت على نفسها حيث كسرت مشاعره تجاهها واوجعت قلبه ربما، لم يلحظا ان هناك وتين ينزف عندما شهدت وقتهم الجميل معاً في الحديقة ولم تكن هذه سوى نازلي.

___________الكاتبة سمر خلف________________

في المساء بعد تناول وجبة العشاء، دلفت الى غرفته لتضع اليه جواب تفصح فيه عن رغبتها فهي لن تستطيع قولها بوجهه؛ لتتفاجئ بوجود نازلي على الفراش تبكي وتشم قميصه بلهفة فانتفضت الأخيرة بقلق ثم ألقت الملبس ناهضة.

رمقت نورهان بأسف :
_انا فقط اتيت حتى ...

تأكدت نورهان من شكوكها قائلة :
_ لماذا تعاملينني بتجاهل او ضيق؟ فمن المفترض انكِ انتِ من فوزتِ بالرجل الذي احبه وتحبيه ايضاً

تنهدت شاعرة بالارهاق النفسي:
_هذا ليس صحيح؛ فانتِ من انتصر وفاز، عذراً تصبحين على خير

قبضت على مرفقها قبل الرحيل متساءلة:
_ ماذا تقصدين؟ انتِ تحبين قاسم؟ انتِ تعشقينه انا رأيت هذا في مقلتيكِ كلما اجتمعنا سوياً، ارى الحسرة والوجع

١٩٠٠ Where stories live. Discover now