( الفصل الرابع عشر )

1.1K 129 7
                                    

( الفصل الرابع عشر )

يقف امام باب غرفتها ليلاً ثم اخذته الشجاعة ليفتحه ثم يدلف ليجدها تتراقص امام المرآة بجنون مهللة انها عادت اخيراً الى القصر بجواره، الى ان ارتأته مكتفاً ذراعيه مستنداً على حافة الحائط امامها فجحظت عينيها بذهول.

_ جننتِ أليس كذلك؟ ما هذه الطاقة التي تبذلينها في القفز الغير سوي

حمحمت بحرج امام تعليقه متساءلة :
_ لماذا طلبت من نازلي الرحيل دون ان تأخذني؟

رمقها بنظرة شاملة من خصلات شعرها الى اظافر قدمها ثم ابتسم باعجاب لملابسها الطفولية :
_ربما اشتقت لكِ، ألا يجوز هذا، لمَ لم تخبريني انكِ انفصلتِ عن قاسم ؟

ضحكت بطريقة بلهاء حينما اكتشف امرها :
_لم اشعر اننا مناسبين، ونازلي؟
وضع كفيه في جيبي بنطاله القماشي :
_ما بها نازلي؟

اردفت بحنق:
_ انت لا تحبها انا اعرف لماذا لم تتركها؟

ابتسم بوقار ثم في خطوة ذئب شرس اقتنص خصرها بذاعه اليمنى هامساً:
_ تركتها، من اجلك نورهان

اغمض عينيه يتنفس انفاسها المتبعثرة على وجهه في هيام تام مقترباً من شفتيها القرمزيتين وصمتت الموسيقى العاطفية عن العزف لينطلق صوت اخر ألا وهو صوت قلبيهما المتسارع بسبب اول تقابل بينهما لكن اصوات صرخات قاطعت لحظتهم الرومانسية فابتعد عنها قلقاً.
______________________________________

ركض الى مصدر الصوت وهي خلفه ليجد والدته ملقاه ارضاً غائبة عن الوعي كما ظن يخرج من فمها مادة بيضاء تدل انها ماتت مسمومة؛ فارتعد قلبه ساقطاً على ركبتيه ارضاً بجوارها يحمل جزئها العلوي بين احضانه.

صرخت روحه حينما تأكد من توقف نبضاتها غامساً وجهه في صدرها يرتشف اخر لحظة حنان بينهما، يقتنص اخر ثانية من جسد امه متذكراً عندما كان طفلاً ذو خمس سنوات.

_ عزيزي روبن عليك التوقف عن اكل المثلجات فهي خطر عليك يا قلبي انت، هيا لتناول العشاء

هتف بتذمر طفولي :
_انا لا احب السبانخ امي، رجاءً

ابتسمت بحنو قائلة :
_ حبيبي، صغيري الجميل الوسيم كلما اكلت سبانخ اكثر سأظل دائماً الى جوارك اكثر

ارتسم الحزن على ملامحه :
_لن تتركيني ك جدتي، اليس كذلك؟
تذكرت وفاة والدة زوجها الطيبة فقالت :
_ابداً لن اتركك

عاد بذاكرته حيث يجلس على فراشها بعد انتهاء مراسم الجنازة والدفن، يحتضن ملابسها بصمت فقط عبرات متحجرة بين اجفانه ثم هتف :
_لكنك تركتيني يا اسمهان، تركتيني يا امي لقد غدروا بكِ يا جميلتي، اين كنت انا لاتركك فريسة لهم؟ ليتها كانت ريحان الحقيرة على قيد الحياة ولم تنتحر لمزقتها باناملي

١٩٠٠ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن