الفصل الرابع

1.4K 143 10
                                    

( الفصل الرابع )

ضيق عينيه الشرستين بغضب جسيم من تلك المقتحمة الدخيلة، يرمقها باشمئزاز واضح بين جوانبه، فالملابس التي ترتيها عجيبة بالنسبة إليه، بنطال قماشي واسع وقميص ابيض يعلوه كنزة صوفية بلهاء مثلها بينما شعرها المموج المنفرج خصلاته على مصرعيه اشعره بفوضويتها الكبيرة، وما هذا الذي ترتيه على اعينها يشبه النظارة الطبية التي يرتيها كبار السن لكن هي بقسمين من الزجاج.

صرخ بها حانقاً :
_ما هذه الوقاحة كيف لكِ ان تجذبي الجريدة من بين يدي؟

ابتلعت ريقها تاركة الجريدة تبتسم بشكل ابله:
_ اعتذر استاذ
تنفس بعمق :
_لست استاذاً انا لورد روبن افهمتي؟

اومأت له بتمعن اربط بين العصور داخل عقلها متذكرة المقصوصة التي احتفظت بها في حافظتها فهتفت بانبهار :
_ روبن فريدريك!! آاااه ايها الوسيم انك هو بالطبع
فتح فمه بصدمة قائلاً :
_ كيف ان تلفظى اسمي دون لقب؟ هل تعرفين عقوبة هذا؟

نفت برأسها بتيه ثم سألته :
_ هل نحن في عام ١٩٠٠ حقاً ؟ ام بداخل حلم سينتهي ؟

تنهد بصبر على هذه الفتاة :
_هل سقطتي على رأسك قبل اقتحامك قصري؟ نعم نحن في ١٩٠٠ يا انسة

هدرت بغيظ بسبب طريقته الباردة معها:
_ قصر منَ؟ فهذا المكان جامعة وهذه الغرفة تحديداً هي مختبر خاص باستاذ فضيل وكان يقوم باجراء تجاربه والجهاز الذي...

صمتت فجأة جاحظة الاعين متذكرة ما حدث :
_الجهاز! إذاً هذه احد تأثيرات الجهاز التي رفض استاذ فضيل ان يحدثني عنها

اقتربت قابضة على ذراعي روبن الذي تعجب جرأتها :
_لقد انتقلت بالزمن، انا جئت من المستقبل

نفض كفيها يخبرها:
_غير مسموح للعامة والرعية بلمسي ولانك فتاة تبدين في الرابعة عشر سأتغاضى عن تصرفك المتهور هذا والآن اذهبي من القصر واياكي واللعب داخل قصري

ضيقت عينيها متعجبة :
_ رابعة عشر؟ هل ابدو لك كالدمية ثم اننى لست من الرعية او العامة، قلت لك انني جئت من المستقبل ألا تصدقني؟

اعتدل لها نازعاً النظارة الطبية مردفاً :
_نفذ صبري يا ذات العوينات الاربع

ارتخت ملامحه حينما رأى وجهها بوضوح ثم احتضنها بقوة :
_وردة، وردتي آااه يا صغيرتي لقد اوجعنى فراقك واحدث بي جرحاً لم تستطيع اي انثى اغلاقه حتى اليوم، كيف لكِ ان تتركيني؟ كنت اعيش سنواتي الماضية اتنفس لانك على وجه الارض حتى بعد ان علمت بزواجك المفاجئ لكن

دفعته تلطمه على وجنته بقوة :
_هل جننت ؟ لست وردة انا حفيدتها فقط انا اشبهها ( ضمت جسدها بذراعيها حينما نظر لها بخبث كرجل محب ) ايها الماجن لا تنظر لي هكذا، قلت لك لست جدتي وانني اتيت من المستقبل بواسطة جهاز قام استاذي باختراعه

١٩٠٠ Where stories live. Discover now