الفصل الخامس

1.5K 147 6
                                    

( الفصل الخامس )
&&&

خرج من باب الغرفة فحدقت في موضع خروجه هل من الممكن ان يكن تزوج من امرأة آخرى غير جدتها؟ هل حبهم التاريخي تم نسفه في غمضة عين؟ وانتِ نورهان لماذا تلومين رجل احب من باطن قلبه واظهر العشق في جميع ألوانه لأنثى استسلمت منذ اول جولة وتركته لتذهب الى رجل آخر؟ كيف فهي تندهش ان قلب جدتها استطاع ان يحب جدها احمد بهذه السهولة؟ هل حقيقي ان الحياة تنقلب وتتقلب فنتغير نحن؟

اخذت تفكر طوال الوقت الى ان مرت ساعة حتى دق باب الغرفة فسمحت للطارق بالدخول لترى ذلك الخادم ذو الشعر الكثيف ابيض اللون :
_انستي، السيدة احلام المسئولة عن حياكة الملابس تريد الدخول

نهضت تنظر اليه في ملامح منكمشة هادرة :
_حسناً فلتدخل وما دخلى انا بهذا؟

تعجب لوكاس من عشوائيتها ووقاحتها فنفخ الهواء بحنق داخله مردفاً :
_هذا لا يصح انستي فأنتِ داخل قصر اللورد روبن فريدريك وهنا يتميز بالارستقراطية وعليكِ اتباع سلوك المجتمع الراقي لذا لا يحق لأيٍ شخص ان يقتحم باب غرفة اي احد هنا دون انتظار الاذن منه

رفعت حدقتيها متذكرة مازن والصغار وما يفعلوه اثناء نومها ثم نفضت تلك الاحداث سريعاً مجيبة :
_حسناً وماذا تريد منى هذه الاحلام ؟

حرك ذراعه يشرح لها :
_ انها قدمت بناءً على طلب سيدى اللورد روبن لكي تحيك ملابس من اجلك بدلاً من هذه الغريبة

استشاطت من تلميحه فتقربت منه تحدثه بتحذير طفولى :
_انا لست غريبة ايها العجوز الاشعث، اجعلها تمر لننتهي

جحظت عيناه من وقاحتها ثم سمح للسيدة بالدخول هادراً بين نفسه حينما خرج :
_ما هذه الوقاحة ؟ كيف لسيدي اللورد استضافة مثل تلك الحثالة ؟ كما اننى لست اشعث

بينما في الداخل ابتسمت تلك السيدة البشوشة ومساعدتها ثم اخرجوا عدتهم مقتربين من خصر نورهان :
_جسدك نحيف جدا سيدتى لكن لا بأس انتى ذات ملامح مصرية بحتة تغري القديس، يمكننى مساعدتك

ابتسمت نورهان متذكرة ان والدة جدتها كانت تعمل مثل احلام :
_كيف يمكنك مساعدتى اذاً؟

اخذت جميع مقاسات جسدها ثم هتفت :
_لديّ وصفة مجربة ستجعل جسدك ممتلئ كبقية الفتيات

اخرجت لها علبة صغيرة وتركتها على الفراش فحدثتها نورهان :
_لكنى لا اريد ان اكون مثل بقية الفتيات فأنا احبني كيفما كنت

ابتسمت السيدة ببشاشة :
_اسمحي لي بالرحيل اذاً وغداً سأقوم باحضار الملابس

اومأت لها الاخرى بينما جلست تفكر في مصيرها بين تلك الجدران فكيف لها ان تتأقلم على هذه الحياة الغريبة عنها فهى من الآن تشعر بالملل والوحدة والخوف، تبحث عن حنان خالتها لكنه ليس هنا كما تعودت وشعورها بقلبها المحطم الذي لا زال ينزف يؤلمها لذلك.....
____________________________________
دلف اللورد روبن فريدريك الى القاعة المخصصة لاستقبال الزوار فرأى اعين نازلى ترمقه بأعجاب كعادتها منذ سنوات فهي قريبة احد الرجال النبلاء في البلد وقامت بتوطيد العلاقة بينها وبين والدته بهدف التقرب منه والزواج به فهو يعي مخططها جيداً لكنها تجهل انه احب مرة واحدة فقط ولن ينظر الى اخرى الى نهاية الحياة.

١٩٠٠ Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin