( الفصل الخامس عشر )

1.1K 128 2
                                    

( الفصل الخامس عشر )

في تمام الساعة التاسعة مساءً بالجامعة، تجلس في غرفة المكتب الخاصة بالسيد فضيل امامه وخالتها التي احتضنتها بحرارة لشوقها وخوفها عليها لكن نورهان تركتهم منفردة بذاتها على الاريكة ناظرة الى ثوب زفافها الابيض وقصاته الفخمة التي اختارتها مع حبيبها إلياس؛ شهقت بألم من حزنها التام مغمضة عينيها باكية بصوت جهوري امامهم فشعرت خالتها بالاسى من اجلها.

حاولت الاقتراب منها تواسيها لكن انتفضت الاخرى صارخة : ابتعدي عني يا سيدة نيهاد، لقد كذبتهم عليّ بأنكِ مريضة لتجذبوني اليكم تاركة زوجي وليلة زفافي، لقد تركته، لقد خذلته للمرة الثانية في حياته ربما يتألم الآن او يشعر بالوحدة لا اعلم كيف سمعت لك؟

هدر فضيل برزانة :
_نورهان هناك ليس مكانك، انا اخشى عليكِ يا صغيرتي

نهضت مردفة بحرقة :
_انت لا تخاف سوى عليها ومشاعرها، لقد كذبت لكي تحضرني الى حبيبتك نيهاد كقربان حتى تحبك كما في الماضي لكن لا تحبني، لا احد يحبني سوى هذا الرجل الذي سرقتني من بين ارجاء منزله

سقطت ارضاً بارتخاء باكية بضعف :
_لقد كنت عروس اليوم، دمرتم حياتي لقد تركت زوجي

اشفقت نيهاد على حالتها رغم تعجبها من معرفة علاقتها السابقة بفضيل بينما اخبرها الاخر :
_ نورهان لا اعلم كيف انتقلتِ الى الماضي لكن عليكِ التأكد انه مجرد ماضٍ لا أكثر فهؤلاء الاشخاص مجرد اناس قد اذاب الثرى اجسادهم وهم الآن موتى، ما رأيته وعايشته في عقلك فقط مجرد موجات مؤثرة تهيئ لكِ الاشخاص كما كانوا في زمن مضى

نهضت صارخة :
_لاااا، هذا غير صحيح روبن على قيد الحياة اشعر به

مدت كفها الى خالتها بضيق :
_اعطني مفتاح المنزل، اريد العودة

ابصرتها بأعين دامعة ثم اودعتها المفتاح لترفع الاخرى ثوبها قليلاً راكضة الى الخارج حيث تحمل اوجاعها باكية في ارجاء الجامعة الفارغة مساءً من البشر الى ان استمعت صوت انثوي يصرخ بالقرب من الطريق المليئ بالاشجار والزهور فاتجهت لترى مروة تحاول الهرب من بين براثن رجل ينوي الاعتداء عليها.

جحظت عينيها ثم خلعت حذائها متحركة ببطئ اليهم ثم صدمت رأسه من الخلف بكعب الحذاء ليسقط مغشى عليه :
_ هيا مروة انهضي

ساعدتها في الوقوف فارتمت مروة بين ذراعي نورهان ورغم صدمة الاخيرة الا انها شعرت ببكاء زميلتها الصادق الممتزج بالذعر.
__________________________________
فتحت نورهان باب منزلها تستقبل مروة بترحاب بعد ان طلبت منها انها لا تريد العودة الى بيتها الفارغ من والدتها التي تهتم باعمالها في الخارج وتتركها دائماً.

بعد وقت لا بأس به عادت الخالة نيهاد لكنها لم تزعج نورهان وصديقتها الذين قاموا كلاً منهما بتغيير ملابسهم والاستحمام تحت الماء الدافئ حيث سبقت نورهان زميلتها لتتخلص من آثار الزفاف الذي يذكرها باوجاعها وتلتها مروة.

١٩٠٠ Where stories live. Discover now