الفصل الثاني عشر

1.2K 139 12
                                    

( الفصل الثاني عشر )

تتحرك في الرواق كالفراشة المغردة بفستانها الوردي القصير الناعم فشعرت بكف تسحبها من بين احد الغرف ولم تكن هذه سوى غرفة المختبر الخاص باللورد روبن فريدريك، اغلق الباب ثم حجزها بين ذراعيه بينما ظهرها يستند برفق على الجدار الخشبي، قلبها يدق بضربات متنافرة لشدة ذعرها.

عمق بصره بمقلتيها هادراً بفحيح افعى:
_موافقة اذاً، وماذا بعد؟ هل ستتزوجيه؟ ذاهبة الى قصره اخبريني ربما عقلي لم ينتبه حينما قلتِ لي انني اريد الزواج برجل يشبهك

ابتلعت ريقها بتوتر قائلة:
_ أجل لقد اخبرتك بهذا

رفع ذقنها الصغير بانامله الخشنة :
_هل هذا قاسم يشبهني؟
نظرت الى الاسفل هامسة:
_ لا يشبهك ابداً

اغمض عينيه مبتعداً عنها فاركاً وجهه :
_ لماذا اذاً تريدين الزواج به؟ هل احببته؟

تنهدت بهيام زائف تشعل فتيل اعصابه:
_ربما حدث حينما رأيته بالامس

سحبها من مرفقها بعنف صارخاً:
_هذا هراء الحب لا يأتي بهذا الشكل، اسمعيني جيداً لازلتِ صغيرة من المؤكد ان مشاعرك مجرد مراهقة فارغة؛ لذا انسي الامر برمته

كمشت بين حاجبيها بغضب طفولي :
_لن انسى سأتزوجه يا جدي روبن هذه ليست مراهقة ثم الحب ليس لديه اعذار، يأتي بأي وقت

اقتربت منه تستند بذقنها على كتفه بعد ان رفعت قدميها الى الاعلى مغمضة عينيها :
_ ألم تحب انت الليدي نازلي؟
اراد رد الصاع صاعين لها فهدر بتحدي بعدما اعتدل يواجهها :
_ اعشقها

تسمرت بمحلها بعد اعترافه امامها بينما طفرت العبرات الى عينيها رغماً عنها متساءلة قبل ان يفتح الباب ويخرج:
_ اخبرتني يوماً انني استحق الحب وان هناك من يحبني، ألم تحبني اطلاقاً؟

اغمض عينيه مسيطراً على جنون ضربات قلبه محاولاً ابعاد صوتها الباكي عن مسامعه ثم تركها دون رد، ليس اهمالاً منه لها بل لانه ليس لديه اجابة واضحة، لكن المسكينة ابتلعت ذلك انه يبغضها لا يريدها فشهقت بقوة أثر البكاء.
___________________________________
يضحكون سوياً في الحديقة الخلفية ثم ركضت عبير بمرح بين الزهور ليلحق بها لوكاس مقهقهاً فتلك الصغيرة لم تكبر بعد، يتذكر ان هذه هي فعلتها دائماً منذ ان كانت في السادسة لتشاكسه وترغمه اللعب معها انما على بعد يقف عثمان يراقب كل هذا بحنق، هناك قِدر يغلي في صدره لا يعلم مصدره او سببه فهو معتاد على العلاقة التي تجمع بين عبير الزهور والسيد لوكاس باعتباره مربيها انما الآن ينفي تلك العلاقة يراها اصبحت فتاة ناضجة قابلة للالتهام، لا محل للعب.

اثناء كل هذا تهيم نورهان على وجهها باكية حزينة فلمحها كلاً من عبير ولوكاس كما ان عثمان اقترب من موضعهم.

١٩٠٠ Where stories live. Discover now