الفصل الاول

7.8K 283 54
                                    

لو لقيت تشجيع هنا ومتابعة منكم هكملها ولو ملقتيش فهكملها بس على الفيس، قراءة ممتعة ❤

( الفصل الاول )

عيون لوزية تشرق بجفنيها على اشعة شمس يوم جديد ثم رفرفت باهدابها الطويلة البنية، لنجد انامل رفيعة تفرك العينين بطريقة توحي بالكسل الكبير من صاحبتها، حينما نبتعد قليلاً بعدسة الكاميرا التى تسجل تاريخ فتاة حمقاء كما يدعوها البعض، نرى وجه مستدير بريء ذو بشرة بيضاء لامعة رقيقة يتخللها بعض ( النمش ) على عظمة الانف الصغير وفم ممتلئ مستدير مع جسد قصير نحيف يحمل باقة من الخصلات المموجة الطويلة.

نهضت الفتاة لتضع قدميها في خفها الوردي فشعرت بسائل هلامي ينفجر اسفل كعبيها فتجعد بين حاجبيها بغضب طفولى من تلك الالعاب التى يضعونها الاطفال في مستلزماتها الخاصة.

قررت معاقبتهم قائلة اثناء خطوتها :
_ حسناً، ايها الحمقى سأعلقكم من ساقيكم، آاااه

لم تكمل خطواتها التالية لتجد نفسها تزحلقت ساقطة على ظهرها ارضاً؛ بسبب سائل لزج يشبه الصابون يبدو ان الاطفال " الذين ترعاهم خالتها كمربية في اوقات انشغال ابائهم " وضعوه لها.

نهضت متألمة تمسد على عظام ظهرها خارجة الى البهو القديم بمنزلهم الذي تم ميراثه عن اجدادها في منطقة نائية بالقاهرة:
_اين انتم ايها الحمقى سأعلمكم التربية؟

يختبئون خلف المقاعد يضحكون بطفولية فهم معتادون على فعل مثل هذه المقالب بها، شاعرين بالتسلية من غضبها بينما التقطت اصغرهم واقلهم في الحجم بين كفيها ترفعه الى الاعلى مردفة بشر لا ينبعث من داخلها بينما الصغير يضحك بتسلية :
_ سأبدأ بك يا

قاطعها صوت خالتها من المطبخ :
_ نورهااااان اتركي الطفل وكفي عن العبث بالصغار، عليكِ الذهاب الى الجامعة لقد تأخرتي

زمجرت بغيظ تاركة الطفل ارضاً ثم اتجهت الى خالتها في الداخل هاتفة :
_ انا من يجب ان اكف؟! هل تمزحين ؟ فهؤلاء الاطفال يضايقوننى كل يوم بأفعالهم

جهزت حقيبة الطعام الصغيرة من اجل ابنة شقيقتها المتوفاة ثم قلبت عينيها مردفة :
_عزيزتي لقد اصبحتى في عمر العشرين ولازلتِ بعقل طفل في الخامسة، لقد اخبرتك مراراً ان تغلقي باب غرفتك بالمفتاح حتى لا يزعجك الاطفال كما ان هؤلاء الاطفال الذين يزعجونك هم رأس مالنا وعملنا؛ فمن دونهم لن نجد كسرة خبز واحدة ولن تستطيعِ مواكبة تعليمك في تخصص الفيزياء الذي تحبينه فعليك تحمل المسؤلية قليلاً والصبر

تنهدت بحنق فخالتها محقة :
_حسناً، سأغتسل واجهز نفسي ثم اذهب الى الجامعة

ابتسمت الخالة نيهاد بحنان مقبلة وجنة صغيرتها ووصية شقيقتها :
_ حبيبة خالتها، لا تنسِ حافظة طعامك

١٩٠٠ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن