الفصل السابع

1.3K 147 18
                                    

( الفصل السابع )

جلس على مقعده في غرفة مكتبه امام اعين صديقه عثمان الذي لا يزال مفتوح الفاه، يرمق ما يحدث بصدمة كبيرة، هذه هي حبيبة اللورد التى تركته وتزوجت احمد ثم توفت منذ سنوات، هل يعقل انها لم تمت وقام اللورد باختطافها وتخبئتها في قصره بعيداً عن الاعين او انها تركت وليدها وزوجها هاربة الى حبيبها، لكن السيدة وردة لم تكن بهذا الحمق والصوت العال فهي امرأة رقيقة على حد علمه ذات رقي بسيط نظراً لتنشأتها بين قصور العائلات النبيلة بسبب عمل والدتها.

ابصره روبن منتظراً سؤاله لكن لاحظ صدمته فقال:
_ليست وردة

شعر بالفضول يتآكله فاردف:
_ من هى اذاً؟

فرك اللورد لحيته الخفيفة مجيباً :
_ انها فتاة من احد المدن في مصر رأيتها منذ فترة ولاحظت انها مجدة وذكية ولديها قدرة وحب للعلم فأخذتها كمساعدة لي

صمت عثمان بضع ثوان ثم اخبره :
_فقط مجرد فتاة تساعدك في العمل ؟ ام لانها تشبهها ؟ كما انها تبدو خرقاء وصغيرة

ابتلع ريقه محاولاً اعادة اتزانه امام رفيقه الذي يفهمه جيداً:
_ فقط مجرد صدفة لكن هذا ليس سبباً كونها مساعدتى، انه ذكائها السبب وماذا يعنى قولك "صغيرة" ؟

تنهد برزانة تناسب عمره السادس والثلاثون هاتفاً :
_روبن انت تعي جيداً انها تبدو صغيرة من اجلك واخشى ان تقع في حبها لانها شبيهة حبيبتك السابقة يا صديقي؛ فتتأزم حالتك النفسية مرة آخرى

نهض من محله متجهاً الى خارج المكتب :
_انت حقاً لا تفكر عثمان، انا قتلت قلبي منذ ذهاب وردة الى قبرها ولن احب امرأة اخرى ولن اتزوج وماذا يحدث ان كانت تلك المساعدة شبيهة لها فهذا لا يكفي لأحب قلبها كما احببت قلب وردة وعقلها الرزين

سأله عثمان:
_اين انت ذاهب ؟

داعب طرف حاجبه بجدية هادراً :
_اشعر بالعطش، سأذهب الى المطهى

اومأ له بتعجب :
_منذ متى تذهب الى هناك روبن؛ اطلب من اية خادمة

خرج كأنه لم يسمع صديقه فخمن ان المساعدة هناك حيث انها سألته عن الطعام منذ دقائق فأبتسم بتهكم:
_حقاً روبن انت لن تقع في حب المساعدة كونها شبيهة وردة، اخشى عليك يا صديقي انك تكذب على نفسك قبلنا
_______________________________________

_ هيا نورهان ادخلى فهنا يمكنك تناول ما يشتهي قلبك

درست المكان الواسع بأعينها ترمق النساء العاملات الكثر على قدم وساق وهن يطهون الطعام وتلك الابخرة تملىء الوسط، تشعر انها داخل احد الافلام الامريكية القديمة حينما وقعت اعينها على الطناجر الضخمة التى تحوي الاطعمة ويعملن العاملات السمينات بجدية بينما وجوههن جميلة يرتدون مريول العمل.

١٩٠٠ Where stories live. Discover now