الفصل السادس عشر

1.1K 124 4
                                    

( الفصل السادس عشر )

فتح الامن بوابة القصر الفخم امام سيارة السيد هاشم حيث انهم يعرفونه جيداً بينما يغمض إلياس عينيه ويفتحمها بنفاذ صبر من المظاهر التي تعرض امامه، طلاب كُثر في الجامعة فهل كل هؤلاء من ابناء الطبقة المخملية؟ ففي عصره لا يلتحق احد بالتعليم العالي سوى ابناء النبلاء كما ان الشوارع واسعة بشكل هائل مكتظة بالبشر والازدحام يسبب له ضجيج عقلي يرفضه، فتيات تتمايل وتضاحك في منتصف الطرق دون خجل يرتدين ملابس فاحشة او ملتصقة باجسادهن بل ويلونون وجوههم بالكثير من مستحضرات التجميل، مندهش اين جمال المرأة العربية وخجلها؟ اين الحياء الطبيعي الذي يسقط قلوب الرجال؟ اين نورهاني اريدها؟ اخشى ان تكن اصيبت بداء نساء عصرها.

توقفت السيارة امام الباب الداخلي للمنزل ثم هبط هاشم منتظر الياس ان يفعل لكنه تعثر لا يعلم كيف يفتح باب العربة الغريبة تلك فساعده صديقه للنزول :
_مابك يا رجل؟ هل انت متعب حقاً؟ لم تكن هذه سفرتك الاولى وبالطبع ليست الاخيرة

اشار اليه :
_هيا بنا الى الداخل لتستريح قليلاً فالمصنع يحتاج ارشادك

دخل معه ليجد منزل واسع جداً لكنه ليس مثل قصر اللورد بالطبع لكن لا بأس به :
_ اية مصنع؟

ضحك هاشم مندهشاً:
_مصنعك، مصنع الادوية خاصتك، عليك النوم والاسترخاء حقاً وسأخبر السيد حسن سائقك ان ياتي صباح الغد كي يقلك الى الجامعة وسأرسل اليك جدول محاضراتك على "الواتساب"

ابتسم محاولاً مجاراته فهو يعلم انه يتحدث عن الهاتف النقال كمثل الذي تحمله نورهان وارشدته عليه من قبل لذا لم يقلق لكن اين هذا الهاتف؟

كاد يصعد فوجد فتاة ترتدي زي الخادمات لكنه ضيق بعض الشيء مما جعله ينزعج :
_ سيدي هل اجهز لك وجبة العشاء؟

نفى برأسه تائهاً بين هذه العوالم الغريبة ثم صعد الى الاعلى يبحث بين الغرف ليستقر على غرفة طلائها اسود كئيب لكنه عصري فخمن انها لذلك الرجل الياس فريد حيث توجد ملابسه بها، اخذ يبحث عن الهاتف في كل مكان بالغرفة انما فشل.

جلس على الفراش الناعم بارهاق حقيقي ثم مد كفيه لنزع هذه الحلة شاعراً بشيء صلب داخل جيب المعطف ليكتشف انه هاتفه فتنهد بارتياح قائلاً:
_هذا الرجل يبدو انه كئيب او ما شابه ما هذه الالوان التي تقتحم غرفة النوم؟ لابد انه معقد بالطبع منعزل عن الناس

دق الباب فأذن للطارق بل الطارقة بالدخول ليجدها فتاة جميلة ترتدي ملابس خادمة لكنه قصير فابصر الجهة الاخرى يسمعها :
_ اشتقت اليك سيدي، اشعر بالخواء دونك هل اشتقت لي الياس؟

اقتربت واضعة كفها على صدره فانتفض ناهضاً :
_هل جننتِ؟ ابتعدي ايتها العاهرة بل اخرجي من قصري كيف تجرؤين
امتعضت ملامحها باكية :
_ ماذا بك دكتور الياس هل هذا اول لقاء لنا؟ فانا المفضلة لديك ام انك ستجعل نهى وفيروز وريتال وقمر ونسرين ورفيف يشمتون بي؟ هل جعلت احداهن المفضلة لديك بدلاً عني؟

١٩٠٠ Where stories live. Discover now