الفصل الحادي عشر

1.2K 141 11
                                    

( الفصل الحادى عشر )

صباح اليوم التالي، بعد أن روت ازهارها شعرت انها تفتقده فمنذ حفل عيد مولده لم تراه؛ بسبب انشغاله في تجاربه الجديدة في المختبر الخارجي بينما قررت اليوم ان تدق باب غرفة مكتبه، آذناً لها بالدلوف تاركاً اوراقه على المكتب ينظر لها باسماً.

جلست على المقعد الذي يقابل مكتبه الخشبي هادرة:
_كيف حالك؟ لم اتمكن من رؤيتك منذ الحفل

بصر مطولاً قائلاً بجدية :
_ انا بخير نورهان، من الجيد انك اتيت في ذلك الوقت لقد كنت على وشك استدعاؤك لأمرٍ هام

تحمست هاتفة :
_ما هو الامر؟

سحب نفس عميق ينظف رئتيه قبل ان يخبرها :
_هناك رجل يدعى قاسم، إنه من خيرة شباب العائلات النبيلة وقريب الليدي نازلي، جاء خصيصاً لطلبك من اجل الزواج؛ فما رأيك يا صغيرتي؟

انطفئت ملامحها بمجرد ان قال لها ما بجعبته بل وتدفقت الدموع على وجنتيها تشهق ببكاء امامه بينما نهض من مقعده يقترب منها منحنياً امامها على ركبتيه متساءلاً بقلق :
_ نورهان، عزيزتي ماذا حدث لمَ البكاء؟

رمقته بضعف هامسة :
_ انا لا اريد هذا القاسم

نهض وانهضها معه تتقابل اعينهم :
_انه رجل جيد صدقينني
صرخت بصوت مختنق:
_ لن اتزوجه، انا لا احبه بل احب رجل آخر

نفرت عروقه لاعترافها ان هناك آخر يحتل قلبها صارخاً :
_ان كنتِ تنوين البقاء في هذا العصر كما اخبرتني فعليكِ ان تعرفين انه لا مكان للحب الا بعد الزواج

اولاها ظهره بغضب بينما صدره يرتفع وينخفض اثر تنفسه السريع إنما اردفت برقة:
_انا لن اتزوجه، اذا تزوجت في هذا العصر فسيكون رجل يشبهك انت إلياس

اعتدل بحدة رغم اعجابه باعترافها المبطن انه ذلك الرجل الذي تحبه :
_من قال لكِ هذا الاسم؟

رفعت كفها بجرأة رغم ارتعاشها واحمرار وجنتها لتضعها على وجنته الخشنة:
_ انا لن اتزوج سوى رجل مثلك انت

لانت ملامحه هامساً :
_ امممم وقاسم؟ ماذا اخبره؟

ابتسمت من بين عبراتها :
_اخبره ان يذهب الى الجحيم

قهقه بقوة :
_إذاً فلأفعل هذا، والآن اذهبي الى غرفتك واقرأى الكتب العلمية التي اعطيتها لكِ

اومأت اليها ثم خرجت بقلب نابضاً بسعادة بينما همس هو بخبث :
_وصدق مَن قال ان المرأة يزداد حسنها بالبكاء لكن يقع الرجال صرعى عشقها حينما تضحك بين العبرات، إنما ليس روبن يا نورهان فالان تأكدت من حبك لي وسيكون كسر قلبك هو اول انتقاماتي منكِ يا حفيدة احمد
_________________________________________
_ ماذا؟!

ابتسم بحنو هاتفاً :
_السيدة اسمهان طلبتك للزواج من اجل ابنها اللورد روبن فريدريك

ارتفعت وتيرة تنفسها تسأله :
_وماذا ترى انت يا قاسم؟

١٩٠٠ Where stories live. Discover now