ظلمات حصونه "الجزء الأول" (ال...

By MennaAyman996540

1.4M 35.5K 5.7K

لطالما كانت المحبة والكراهية عدوان لا يلتقيان أبدًا فى قلب واحد، فمن تملكت الكراهية قلبه لا يمكن أن يحب بصدق... More

شخصيات الرواية
مُقدمة
اقتباس
-١-
-٢-
مناقشة
-٣-
-٤-
-٥-
-٦-
-٧-
-٨-
-٩-
-١٠-
-١١-
-١٢-
-١٣-
مُلخص سريع
-١٤-
-١٥-
-١٦-
-١٧-
مناقشه
-١٨-
-١٩-
-٢٠-
-٢١-
-٢٢-
-٢٣-
-٢٥-
-٢٦-
-٢٧-
الفصل الثامن والعشرون
مناقشة
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادى والثلاثون
الفصل الثانى والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون (الأخير)

-٢٤-

28.2K 785 197
By MennaAyman996540

-الفصل الرابع والعشرون-

متنسوش التصويت☆

❈-❈-❈

طرق "إياد" باب منزل "مالك" ولحظات وكان الباب مفتوح، ليدلف "إياد" المنزل تحت أنظار "مالك" الحارقة وسرعا ما قبض على عنقه بغضب وضيق وهو يكز على أسنانه مُردفًا بحدة:

- أنت ليك عين تيجى لحد عندي برجليك!

وضع "إياد" يده على يد "مالك" ُمحاولًا التخلص من حدة قبضته وأن يهدئه:

- مالك لو سمحت أهدى وأسمعني.

أزدادت حدة قبضته على عنق "إياد" فى ُمحاولة لخنقة، وزجره بحدة وتوعد:

- أنا مش عايز أسمعك، أنا عايزك تخرج من هنا بدل ما
أخرج روحك من جسمك.

دفع "إياد" "مالك" لاكزا إياه فى صدره ُمحاولًا التخلص من قبضته مُردفًا بغضب وحدة:

- يا أخي أسمعني بقى، أنت إيه مبتفهمش!

صاح "مالك" به وكم يود أن يقتله فى تلك اللحظه، ولكنه حاول السيطرة على غضبه وصرخ فى وجه بإنفعال:

- أسمع إيه! منا شوفت بعيني وساختك ونجاستك و..

قاطعه "إياد" ُمحاولا تبرئ نفسه هو و"زينة" أمامه ُمعقبًا بملامح صادقة:

- والله العظيم ما لمستها يا مالك.

ضحك باستهزاء على عكس ما بداخله من غضب وكراهية مُعقبًا بسخرية وتهكم:

- أيوه أيوه أنت صح كنتوا نايمين فى سرير واحد ملط بترسموا لوحة؟

أنزعج "إياد" من سخريته اللازعة على حديثه، ولكنه التمس له العذر فذلك المنظر ليس هينًا على أية راجل بالعالم، ليحاول تفسير الأمر له مُردفًا بهدوء:

- لا كنت انا وهى متخدرين ومش دارين بأي حاجة حولينا.

شعر "مالك" بغصة شديدة فى حلقه وكثيرًا من الألم الذي لا يرأف به، ولكنه حاول إخفائه بتلك النبرة الهازئة:

- كنتوا متقلين فى الشرب ولا إيه؟

أدرك "إياد" أن الحديث معه لن يوصله إلى أى شيء، ولذلك أمتدت يد "إياد" إلى جيب بنطاله ُمخرجًا تلك الشريحة ُمعطى إياها ل "مالك" مُضيفًا بحدة:

- خد شغل الفلاشة دي وأنت هتفهم كل حاجة.

ضيق ما بين حاجبيه باستغراب من طلب "إياد" وعن رغبته بأن يقوم بتشغيلها، ليسأله ُمستفسرًا عمَ تحتويه تلك الشريحة مُفسرًا:

- فلاشة إيه دي؟

تنهد "إياد" وزفر ما بداخل رئتيه رامقًا "مالك" بملامح باردة خالية من أية تعبيرات قائلًا:

- شغلها وأنت تعرف.

توجه "مالك" إلى حاسوبه و قام بتشغيلها ليرى أن ذلك المكان هو أمام البناية التي يسكن بها "إياد"، وما هى إلا لحظة حتى رأى "زينة" يحملها رجُلان وهي فاقدة الوعى ومعهم إمرأة أخرى تحمل بيدها حقيبتها وحقيبة "زينة"، وبعد ربع ساعة أتى "إياد" وهو ُيسرع فى الصعود إلى شقته، لم تمر سوى دقائق بسيطة حتى وصل هو وأرتطم بهاذان الرجلان اللذين كان يحملان "زينة"، ولكنه لم يهتم وأسرع فى الصعود إلى المنزل،
نظر "مالك" ناحية "إياد" بملامح ُمصدمة وكأنه فقد القدرة على النطق أو التفكير، ليحاول "إياد" توضيح وتفسير الأمور له:

- يوميها جالي تليفون وأنا فى الشركة، واحد قالي إن شقتي أتسرقت، روحت جري أشوف فى إيه! أول ما دخلت الشقه حسيت بحد جي من ورايا وحط حاجة على وشى، بعدها محستش بنفسى غير وأنا بصحى من النوم ولاقتني أنا وزينة بالوضع اللي شفتنا فيه ده، وكانت زينة فى حاله صدمة.

كان غير ُمستوعبًا ما يقوله "إياد" وتذكر تلك الدماء التي رأها على تلك الشراشف، لينظر نحوه بشك ُمستفسرًا عن تلك الدماء:

- والدم اللي كان على الملاية ده إيه؟

فطن "إياد" الغرض من سؤاله وإنه لم يصدقه كليا بعد، ليصر على تبرئتهما أمامه:

- والله العظيم يا مالك ما لمستها ولا جيت جمبها، أنا بمجرد ما شوفتها أتخضيت ولبست بسرعة وأنت دخلت علينا فى نفس اللحظة.

شعر "مالك" بأنه يقول الحقيقة ولكن إذا كان فعلا "إياد" لم يلمسها فما هذه الدماء إذًا؟ أزدادت ضربات قلب "مالك" وأخذ عقله يصور له بعض الأشياء البشعة، ليصيح مرة أخرى مستفسرًا بذعر:

- أومال الدم ده من إيه؟

هز "إياد" راسه بغير إستعاب مُجيبًا عليه:

- مش عارف وده اللي هيجنني، خايف يكون حد من الكلاب دول يكون عمل فيها حاجة أو....

قاطعه "مالك" بفزع مما يقول رافضًا تصديق تلك الفكرة:

- لا يا إياد أكيد محدش عمل حاجة، أنا هروح معاها لدكتور ونتطمن وإن شاء الله مفيش حاجة تكون حصلت.

تنهد "إياد" براحة من إنه صدق حديثه، ولكنه سريعًا ما تذكر إنه لا يستطيع التواصل مع "زينة" منذ أكثر من شهر، ليردف بيأس:

- المهم تعرف توصلها عشان تليفونها مقفول من بعد اللي حصل.

أومأ "مالك" برأسه بالموافقة مؤكدا على حديثه مُردفًا بثقة:

- هوصلها، وهصلح كل حاجة، وأكيد هي هتكون كويسة.

شعر "إياد" بالراحة ظنًا منه أن الأمور عادت لطبيعتها وأن تلك المشكلة أنتهت بمجرد معرفة "مالك" الحقيقة، ليُضيف بتحذير:

- أسمعني يا مالك، زينة مش زي أي واحدة ممكن تكون شوفتها أو عرفتها فى يوم، زينة دي جوهرة لو ضاعت من إيدك صدقني هتندم طول عمرك على ضياعها منك.

خرج من منزل "مالك" وتركه يُفكر فيما حدث ويُعاتب نفسه على قلة ثقته بها، بينما أسرع "مالك" فى محاولة الاتصال عليها أو على "ديانة"، ولكن دون فائدة، هي الأخر لا تُجيب، جلس يُعتاب نفسه ويتذكر ما الذي حدث فى هذا اليوم عندما كان ثملًا.

❈-❈-❈

صعدت "ديانة" إلى غرفة "زينة" بعد أن أوصلت الطبيب إلى السُلم وأمرت العاملة أن تقوم بتوصيله للخارج، دلفت الغرفة مرة أخرى لتجدها جالسه على الأرض وتضم ساقيها إلى صدها وتضع يدها الأثنان فوق فمها وتبكي بكل ما بها من قوة.

شفقت "ديانة" كثيرًا على حالتها ولكنها يجب أن تعلم الحقيقة، لتقطت يدها وأجبرتها على النهوض وهي تسألها بنبرة مُعاتبة:

- أنتي مش قولتيلي إن إياد ملمسكيش وإن الدكتورة قالتلك إنك Virgin؟ حصل أزاى ده!

أزدادت شهقات "زينة" وأرتفع صوت بكائها وهي تهز رأسها بالنهى غير مؤكدة على حديثها مُردفة ببحة فى صوتها وتلعثم:

- أنا.. أنا مش حامل من إياد.

صُدمت ممَ قالته "زينة"، هي ظنت أن يكون "إياد" فعل شيء وخشيت "زينة" أن تقول، ولكن كل مخاوفها أتجهت نحو أن يكون هولاء الذين تآمروا عليهم وخطفوها ووضعوها بفراش "إياد" أن يكونوا أغتصبوها؟

ولكن إذا كان حدث هذا لما قالت لها الطبيبة إنها لاتزال عذراء! شعرت بكثير من التشتت وحولت نظهرها نحو "زينة" مرة أخرى مُستفسرة برعب:

- أومال حامل من مين؟

أغمضت "زينة" عينيها بألم عندما تذكرت ما حدث فى هذا اليوم عندما ذهبت إلى بيت "مالك"، ثم أبتلعت ريقها بمرارة مُجيبة:

- من مالك.

أتسعت عيني "ديانة" بصدمة غير مُستوعبه لما سمعته، كيف يمكن أن يفعل "مالك" هذا! كيف يمكن أن يكون ضعيفًا أمام شهواته هكذا؟ كيف سمح لنفسه بالقيام بمثل هذا الشيء! ولكن متى وكيف فعل هذا؟ صاحت "ديانة" مستفسرة عن هذا الأمر:

- مالك! إزاي! وأمتى؟

حاولت "زينة" التحدث بصعوبة من بين شهقاتها موضحة لها ما حدث بهذا اليوم:

- يوم ما روحتله البيت عشان أفهمه اللي حصل، هو وقتها كان سكران ومرديش يسمعني وجرجرني على الأوضة وحصل اللي حصل.

لم تستطيع "ديانة" مجرد تخيل أن "مالك" فعل ذلك حقا، لا يمكن أن يكون أخيها الذي تربت وكبرت على يده يمكن أن يفعل مثل تلك العملة، تشعر وكأنها بحلم بل كابوس وستفيق منه قريبًا، صاحت بوجه "زينة" مُعاتبة إيها:

- أنتي ليه خبيتي عليا يا زينة؟ ليه مقولتليش على اللي حصل من وقتها!

صاحت "زينة" بكل ما بها من قهر وكسرة قلب مما فعله "مالك":

- كنت أقولك إيه يا ديانة! أقولك إن مالك أغتصبني؟

وقعت تلك الجملة على أذان ذلك الذي كان لتو عائدًا كن سفره وكاد أن يدلف الغرفة بعد أن أخبرته العاملة أن شقيقته مريضة، لتكون تلك الكلمات كالخنجر الذي رشق فى قلبه، لم يستطيع التحكم فى نفسه واندفع إلى الداخل بسرعة البرق صافعًا الباب بقوة، لدرجة إنه كاد أن ينكسر ممَ أدى إلى أرتجاف كلا من "ديانة" و"زينة" اللذان كاد قلبهم أن يتوقف عند رؤيته، ليتجه  نحو "زينة" جاذبًا إياها من شعرها بحدة صارخًا عليها:

- بتقولي إيه! هاا بتقولي إيه؟

صرخ "زينة" بكثير من الألم تحت يدى "جواد" وأخذت تبكي بشدة وهي ترتجف بين يديه، بينما "ديانة" حاولت أن تُخلصها من بين يديه صارخة عليه بحدة:

- سيب شعرها وأبعد عنها.

دفعها "جواد" بغضب دون وعي منه لكي تبتعد عنه، ولم ينتبه إلى قوة دفعته التي أرغمت جسدها على السقوط بقوة ولكن من حُسن حظها إنها سقط على الفراش وليس الأرض وإلا كانت تأذت بشدة، بينما "جواد" زاد من جذبه لشعر شقيقته صارخًا بها بأنفاس عالية:

- يعني إيه أغتصبك! يعني أنتي دلوقتي مش بنت؟

أنتحبت "زينة" وتصاعد صوت بكائها " وأجابته مُحاولة الدفاع عن نفسها والتخلص من تلك القبضة التي لا ترأف بها:

- والله العظيم يا جواد كان غصب عني، والله العظيم أنا ما عملت حاجة.

دفعها بشدة لتسقط على الفراش بقوة، وصاح بملامح شيطانية لا تُبشر بالخير:

- هو اللي جنى على نفسه.

تركها وكاد أن يذهب لتجذبه "ديانة" من ذراعيه وتقف فى وجهه ممسكة بعنق قميصه، وقد أزدادت ضربات قلبها مما قاله مُستفسرة بأعين مُتسعة بذعر عمَ ينوي فعله:

- أنت هتعمل إيه؟

التقط يديها وأزاحهما عن قميصة مُعقبًا بملامح مُشتعلة وكأنه تحول إلى شيطان أتي من الجحيم مُجيبًا بتوعد:

- اللي بتقولي عليه أخوكي أغتصب أختى وسرق شرفي، أبقي قولي عليا فعلا مش راجل لو مجبتكيش خبره الليلادي.

تركها وسريعًا ما خرج من الغرفة عازمًا على الخروج من المنزل بأكملها غير مُكترثًا لتلك التي تصيح خلفه ناهية إياه عمً ينوي فعله صارخة:

- جواد، لا يا جواد، لا.

خرج "جواد" من المنزل وسريعًا أستقل سيارته وأنطلق بأقصى سرعة ممكنة عازمًا على الذهاب لبيت "مالك" وقتله دون تفكير، بينما أسرعت "زينة" بصحبة "ديانة" فى أستقلال سيارتها لكي تلحق ب"جواد" وتمنعه ممَ يود القيام به، لتصيح "ديانة" موجهة حديثها نحو "زينة" ميتفسرة:

- فهميني يا زينة إيه اللي حصل يومها بالظبط؟

أدارت "زينة" محرك السيارة مُتجهة لبيت "مالك" مُردفة بلهفة:

- هحكيلك كل اللي حصل فى السكة.

❈-❈-❈

كان "إياد" مُستقلا سيارته عائدًا إلى بيته، الساعة قاربت على الثانية عشر صباحًا، ليعلن صوت هاتفه عن وجود إتصال، ظن إنها ستكون "ملك" ولكنه تفاجأ بأن هذا رقم "جواد"، شعر بالدهشة من عودته دون أن يخبر أحدًا، فتح المكالمة وقبل أن يتفوه بكلمة أتاه صوت "جواد" الملئ بالغضب:

- عنوان مالك إيه؟

شعر بالريبة من نبرة صوته الغاضبة والحادة ليستفسر:

- فى إيه يا جواد!

صاح فيه بغضب وحدة:

- بقولك عنوان مالك إيه؟

توقف "إياد" بالسيارة وقد أزداد قلقة بسبب كل تلك العصبية التي يتحدث بها "جواد" وتأكد أن هناك كارثة ما على وشك أن تحدث، ولكنه أستسلام لأصرار "جواد" وأجابه بقلة حيلة:

- حاضر حاضر، هبعتلك اللوكيشن أهو.

أمره "جواد" بحدة:

- حالًا.

أنهى المكالمة قبل حتى الاستماع إلى رد "إياد"، وبالفعل أرسل "إياد" العنوان له ولكنه أيضا أدار مُحرك سيارته عائدًا إلى بيت "مالك" وهو متأكد أن هناك مصيبة ما على وشك أن تحدث.

❈-❈-❈

كان "مالك" جالسًا فى رُدهة منزله يُفكر ويُحاول تذكر ما حدث ذلك اليوم، ولكنه لا يستطيع تذكر أية شيء سوى إنه هو و"زينة" كانا يتشاجران بقوة، لفت إنتباهه تلك الورقة الموجودة أسفل الطاولة أمامه.

أنحنى بجذعه مُلتقطًا إياها وسريعًا ما قام بالنظر بها فاحصًا إياها، صُعق عندما قرأ أن تلك الورقة هي شهادة إثبات عُذرية ل"زينة" وتلك الورقة تُثبت إنها لم يمسُها بشرًا من قبل، أعتسر ذاكرته مُتحاملًا على نفسه مُحاولًا تذكر ما حدث بتلك الليلة وبالفعل تلك المرة تذكر كل شيء.

صُعق ممَ فعله بها مُتمنيا أن يكون كل ما تذكره هذا ليس حقيقيًا أو كان كابوسًا ليس إلا، ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، تذكر تلك المحارم التي وجدها بسلة القمامة فى صباح اليوم التاني وكانت مُلطخة بالدماء، هل حقا أغتصبها؟

قطع تفكيره صوت طرقات حادة وقوية على باب شقته ممَ جعله يظن أن الطارق يود كسر الباب، لا يعلم أن الطارق يود كسر رقبته هو، أتجه ناحية الباب وما إن فتحه وتلاقت أعينه بأعين "جواد" حتى تلقى لكمة قوية كادت أن تسقطه أرضا من شدتها.

رفع "مالك" نظره رامقا "جواد" بصدمة، بينما لحقه "جواد" بلكمة أخرى أثر عليها سقوطه أرضًا، وصاح "جواد" صارخا عليه بغضب وحدة:

_ يا ابن الكلب يا ***.

حاول "مالك" النهوض ليتحدث معه ويحاول توضيح الأمر له وإخباره بإنه لم يكن فى وعيه، ولكن "جواد" لم يعطي له فرصة، بمجرد أن نهض "مالك" ركله "جواد" بقدميه بقوة بين مُلتقى ساقيه ليتألم بشدة، بينما لم يكتفى "جواد" بذلك بل لحقه بركلة فى معدته جعلته يسقط على الطاولة خلفة مما تسبب فى كسرها وإشعاره بتحطيم فقرات ظهره:

- زينة يا وسخ، عملتلك إيه عشان تعمل فيها كده؟ عملتلك إيه يا أبن الكلاب.

هجم عليه مرة أخرى قابضًا على عنقه خانقًا إياه، حاول "مالك" إبعاده عنه، ولكنه لم يستطيع بسبب قوة "جواد" الجسمانية التي تفوقه الضعف، بينما ظل "جواد" يُزيد من شدة ضغطه على رقبته يقسم على أن يجعل روحه تُفارق جسده.

شعر بالفعل إنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وأصبح غير قادرًا على التنفس وأظلمت عينيه ولم يعد يستطيع روئية شيء، فى تلك اللحظة وصل "إياد" وما أسعفه إنه وجد باب البيت مفتوح، وما إن دلف المنزل حتى رأى "مالك" المُلقى أرضًا و"جواد" الذي قبضته تُحاصر رقبة الأخر ويحاول خنقه، إندفع سريعًا مُحاولًا تخليص "مالك" من يده مُردفًا بهلع وذعر:

- جواد أهدى، وقولي إيه اللس حصل؟

رمقه "جواد" بنظرة حارقة وأنفاس لاهثة أمرًا إياه بنبرة مُحذرة:

- أبعد أنت.

لم يستمع "إياد" إلى حديثه وأمتدت يديه مُحاولًا تخليص "مالك" الذي قارب على أن تخرج روحه من بين يدى "جواد" صارخا عليه:

- يا جواد سيبه هيموت فى إيدك.

غضب "جواد" من تدخل "إياد" وعدم إكتراثه لتحذيره، ليبعد إحدى يديه عن رقبة "مالك" ولكم "إياد" بقوة مُحاولًا إبعاده عنهما مُردفًا بصراخ حاد:

- مش قولتلك أبعد.

عادت يد "جواد" مرة أخرى تُحيط عنق "مالك" ولكن تلك المرة بقوة أكبر مما سبقتها، فى تلك اللحظة وصل كلا من "ديانة" و"زينة" وبمجرد أن رأتا هذا المنظر أسرعا فى إبعاده عن "مالك"، القت "ديانة" بنفسها على يد "جواد" مُحاولة إبعادها عن عنق أخيها صارخة عليه بكثير من الرعب:

- سيبه يا جواد، سيبه بقولك.

لم يكترث "جواد" إلى حديثها ولكن شعر بأرتخاء قبضته حول عنق "مالك" بسبب مُحاولتها فى
إبعاده، بالأضافة إلى "زينة" و"إياد" اللذين أنضموا لها لينجحوا فى إفلات رقبة "مالك" من يده، ولكن "جواد" لن يتراجع عن قراره بقتل "مالك".

أخرج مُسدسه وسلطه على قلب "مالك"، شعرت "ديانة" بزيادة ضربات قلبها من شدة الخوف، وتسمر "إياد" بمكانه وهذه أول مرة يرى فيها جواد يستعمل مسدسه، بينما صرخت "زينة" مُمسكة بيد أخيها مُصيحة ببكاء وهلع:

- لا يا جواد أرجوك، مالك مكنش فى وعيه يوميها، مالك عمل كده بسبب لعبه وسخه أتلعبت علينا، أنا ومالك بنحب بعض وكان جي يتقدملي، صدقني يا جواد ونزل المسدس فى حاجات كتير أنت متعرفاش، لو مش عشانه أو عشاني، يبقى عشان اللي فى بطني.

صُدم كلا من "جواد" و"إياد" بسبب ما قالته "زينة"، ولكن النصيب الأكبر من الصدمة كان ل"مالك" الذي صُعق مما أستمع إليه، شعر وكأن قلبه كاد أن يتوقف عن النبض مُتأثرًا بتلك الصدمة، مُشتت لا يا يعلم أهو حزينًا على ما فعله بها! أم غاضبًا من نفسه ويريد أن يصفع نفسه عدة صفعات على ما فعله.

ساد الصمت المكان لثوانٍ بسبب صدمة الجميع، لتشعر "ديانة" فاجأة بألام حادة وغير مُحتملة فى بطنها وبالأخص فى رحمها وتشعر أن هناك شيء دافئ ينسدل من مهبلها، أخفضت بصرها لتقع عينيها على بقعة الدماء على فستانها، بالأضافة إلى خط الدم الذي ينسدل من بين ساقيها مُصاحبة لألام لا يحتمل، أمسكت "ديانة" بيد "مالك" مُحاولة الأستناد عليه وهي تصرخ بقوة وتلقائية رغمًا عنها:

- آآآه.. جوااد.

فزع الجميع من صراخ "ديانة" لتتحول جميع الأنظار إليها وصُعق الجميل ممَ يروا، بينما تصلب "جواد" فى مكانه وكأنه فقد قدرته على الحركة أو التفكير، ليصرخ عليه "إياد" مٌحاولًا تنبيهه وإنتشاله من صدمته مُردفًا بلهفة:

- الحق يا جواد.

أستطاع أن يفيق من صدمته وأسرع فى الركض تجاهها وفى لحظة قام بحملها خارجًا من المنزل مُتجها إلى المشفى وهو فى حالة هلع وذعر، كاد "إياد" أن يلحق به ولكن تصلب هو الأخر عندما سمع صوت "مالك" الذي صاح بصدمة وذعر:

- زينة!

إلتفت "إياد" ليرى ما حدث ليجد "زينة" ساقطه بين ذراعى "مالك" فاقدة الوعي، أسرع "مالك" بالقيام بحملها بسرعة واللحاق ب"جواد" و"ديانة" إلى المشفى، ولحق بهم "إياد" هو الأخر.

يتبع...

متنسوش التصويت☆

دُمتُم بخير♥️♥️

Continue Reading

You'll Also Like

391K 16.4K 8
نوفيلا لايت كوميدي ..... مشتركة بين الكاتبة دينا إبراهيم روكا والكاتبة رحمة سيد .... ضمن إحتفالية جروب بيت الروايات والحكاوي المصرية هي نزلت هناك بس...
174K 878 7
هى ارتكبت خطأ لا يغتفر.. رماها القدر في طريقة لتخشي عليه ان تدنسه بخطيئتها.. أما هو.. فامتلكته سطوة الحب و جعلته يتزوج بها ، ليعود ماضيها و ينغص علي...
1.5M 31.9K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
3.8M 56.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...