ظلمات حصونه "الجزء الأول" (ال...

By MennaAyman996540

1.4M 35.3K 5.7K

لطالما كانت المحبة والكراهية عدوان لا يلتقيان أبدًا فى قلب واحد، فمن تملكت الكراهية قلبه لا يمكن أن يحب بصدق... More

شخصيات الرواية
مُقدمة
اقتباس
-١-
-٢-
مناقشة
-٣-
-٤-
-٥-
-٦-
-٧-
-٨-
-٩-
-١٠-
-١١-
-١٢-
-١٣-
مُلخص سريع
-١٤-
-١٥-
-١٦-
-١٧-
مناقشه
-١٨-
-١٩-
-٢١-
-٢٢-
-٢٣-
-٢٤-
-٢٥-
-٢٦-
-٢٧-
الفصل الثامن والعشرون
مناقشة
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادى والثلاثون
الفصل الثانى والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون (الأخير)

-٢٠-

32.6K 863 160
By MennaAyman996540

-الفصل العشرون-

متنسوش التصويت☆

❈-❈-❈

تتنقل بجميع أنحاء المنزل وقد وصلت لأعلى درجة من درجات القلق والتوتر، فالساعة قاربت على الخامسة مساءًا ولازالت لا تعرف شيئاً عن "زينة" منذ أن ذهبت إلى مرسمها، هي حتى لا تستطيع مُحادثتها عبر الهاتف لأن هاتفها مُغلق منذ الصباح، منذ أن جأت ل"جواد" تلك الرسالة التي لم تعرف مصدرها أو سببها إلى الأن، تشعر وكأنها أخطئت حين قامت بمحوها، ولكنها فى نفس الوقت تشعر إنها رسالة كيدية للإقاع بين "جواد" و "إياد"، ولكن من ذلك الذي يريد الإقاع بينهما! ما مصلحته بذلك؟ لم يهدأ لها بال إلا إذا عادت "زينة" وأطمأنت عليها.

يا ليتها أخبرت "جواد" بما حدث، وما إن ذكرته فى عقلها، حتى تذكرت ما فعله معها اليوم قبل أن يذهب إلى الشركة.

••

يهبط الدرج بعد أن بدل ملابسه مُسعتدًا للذهاب إلى الشركة، فوجدها تجلس فى ساحة البيت مُمسكة بهاتفها وتتابع شيئًا به، تقدم نحوها ووقف أمامها مُلفتًا إنتباهها قائلًا:

- الدكتور قالتلك إيه؟

رمقته ببعض من نظرات الإشمئزاز منه، ثم نهضت وحاولت الإبتعاد عنه، ليمنعها ممسكًا إياها من ذراعها مُردفًا بقليل من الحدة:

- أنا بكلمك.

دفعت يده بعيدًا عنها بنفور مُصيحة بإعتراض:

- شيل إيدك دي عني.

أبعد يده بعيدًا مُحاولًا عدم إحداث مشكلة بينهم مُردفًا بهدوء:

- أديني شلتها، قالتلك إيه؟

صاحت به مرة أخرى بإنزعاج من طريقته معها بالإضافة إلى إنها ما زالت غاضبة ممَ حدث ليلة أمس:

- قالتلي إنك شخص همجي ومريض.

أخذ كلامها على محمل الجد ممَ زاد قلقه من أن يكون تسبب فى مشكلة ما لطفليهما، ظهرت عليه ملامح القلق مُستفسرًا:

- ليه الجنين حصله حاجة؟

لاحظت قلقه وشعرت بقليل من الغرابة من خوفه الشديد على الجنين واللهفة الظاهرة فى نبرته، قررت أن تُجيبه عساها تتخلص منه ويرحل:

- لا محصولوش حاجة، أنت اللي حصلك حاجة فى عقلك.

حاولت الذهاب مرة أخرى ليمنعها هذه المرة بسؤاله الجاد لها:

- اتصلتي بإياد وأنا فى الحمام ليه؟

شعرت بقليل من التوتر والإرتباك، بماذا سوف تجيبه الأن، تشعر بالغباء الشديد لأنها أتصلت من هاتفه هو، حتى إنها لم تمحُ إتصالها اللعنة عليها، لتصطنع التلقائية مُجيبة إياه:

- كنت عايزه أطمن عليه هو وملك عاملين إيه مع بعض.

رمقها بقليل من عدم التصديق مُصاحبًا بعضًا من الغيرة الحارقة مُستنكرًا:

- كنتي تقدري تطمني من ملك!

أزداد توترها ولم تعرف حقًا ماذا تقول له! لتجد أن أفضل طريق للهروب من سؤاله، هو قلب دفة الحديث عليه، صاحت به مُصطنعة الإنزعاج:

- أنت هتحاسبني ولا إيه! أنت ليك إيه عندي؟

دفعها برفق نحو الحائط بحركة مفاجئة لم تتوقعها، وأحاطها بذراعيه ممَ جعله قريبًا منها للغاية مُضيفًا:

- ليا إني جوزك، وأبو اللي في بطنك.

الصدمة هي كل ما يبدو على وجهها الأن، وكأن لسانها تلجم عن الحديث، لتطول فترة إتحاد زرقاوتيهما معًا، وقد غاب كلا منهما فى أفكاره وبلحظة فقدان وعي، إقترب منها مُتجهًا نحو شفتيها عازمًا على تلثيمها.

وبالفعل أقتربت شفتيه من خاصتها وبمجرد تلامسهما، أنتفض جسدها أثر ذلك وكأنها صُعقت بتيار كهرباء، وبسرعة دفعته فى صدره فارة من أمامه.

على الرغم من إبتعادها وعدم إلتفافها للخلف، إلا إنها لاحظت إنه لايزال واقفًا ويطالعها حتى أختفت من أمامه، لتستمع بعدها لإغلاقه لباب المنزل خلفه فزفرت براحة وإطمئنان.

•••

لماذا منذ ليلة أمس يُحاول أن يفعل معها هذه الأشياء، ما الذي يريده منها؟ هل يفعل هذه الأشياء لكي تسامحه! يريد إستعطافها تارة ومُغازلتها تارة أخرى؟ لم يُحزر، إنها لن تسامحه ولو ماذا فعل.

التقطت هاتفها مُحاولة الأتصال ب"زينة" مرة أخرى لعلها تجدها فتحت هاتفها، ولكن دون فائدة لا يزال مغلقًا، زفرت بغضب وانزعاج:

- إيه! كل ده تليفونها مقفول؟

نظرت نحو هاتفها مرة أخرى وخطر ببالها أن تُحدث "مالك" بالطبع سيكون معها الأن، أحضرت رقم "مالك" وقامت سريعًا بالأتصال به ولكنه لا يوجد رد، شعرت بضيق وحنق وحاولت الأتصال مرة أخرة لعله يُجيب، ولكن خاب أملها للمرة الثانية ولم تستطيع التخلص من ذلك القلق اللعين الذى يُصور لها أبشع الأشياء.

وضعت هاتفها مرة أخرى على الطاولة وأخذت تطوف بالبيت بأكمله وهى تتمنى أن تكون الأمور بخير وأن تكون كل تلك التخيلات التي تدور برأسها بسبب قلقها ليس إلا.

❈-❈-❈

ظلت تُطالع هاتفها بأنتظار تلك المُكالمة التي تنتظرها منذ الصباح لكي تُعلن لها عن نجاح مُخططها، وإنها أستطاعت أن تُفرق بين "مالك" و"زينة" وعدم السماح لحبهما اللعين بالاستمرار وأن تستغل ذلك فى تحطيم علاقة "إياد" و"جواد" إلى الأبد، وذلك لأنها مُتأكدة أن "إياد" هو من أخبر "جواد" عن مُخططها.

ولكن من ليست لها ذنب بكل ما يحدث هي "زينة"، فهي لم تفعل شيئا ولكن "هناء" ترا شيئًا أخر، ترا أن "زينة" تستحق ذلك بسبب تقربها من تلك الفتاة التي تُدعى "ديانة"، وهى نفس تلك الفتاة أبنة عدوتها وأيضا من تجرأت ومدت يدها عليها، فإذا كانت "زينة" تُحبذ المكوث معها فلتتحمل نتيجة أختيارها إذا.

صدح صوت هاتف "هناء" مُعلنًا عن وجود إتصالًا لها، وواضح من تلك البسمة التي أرتسمت على وجهها أن تلك هي المكالمة التي كانت تنتظرها منذ الصباح، ألتقطت هاتفها وسريعًا ما أتاها ذلك الصوت:

- كله تمام يا ست هانم، اللى أسمه مالك ده نزل من عشر دقايق كده والست زينة لسه نازله حالا من عند أستاذ إياد.

ضيقت ما بين حاجبيها وهي على مشارف الدخول بنوبة غضب وإنزعاج، لن تكترث خلالها لأحدًا مهما كان لتهتف مُستفسرة:

- وجواد؟

تلجلج ذلك الرجل بخشية من ردة فعلها على ما سيقوله ولكنه يجب أن يخبرها حتى لا يصبح الأمر أسوء:

- بصراحة جواد بيه مجاش.

صرخت ملامحها بالغضب والحنق مُتمتمة بغيظ:

- بتقول إيه؟ سمعني كده أصل مسمعتش!

شعر الرجل بكثير من الخوف من نبرتها المُغتاظة والمُستهزئة بنفس الوقت، ليُحاول توضيح الأمر لها:

- والله يا ست هانم إحنا بعتناله الرسالة زي ما حضرتك أمرتي، بس هو اللي مجاش.

شعرت بالضيق صارخة فيه بتوبيخ وتوعد لهم بالموت على ذلك الأمر:

- هو أنتوا متكملوش حاجة للأخر أبدًا؟ دا أنا هطلع روحكوا واحد واحد فى إيدى يا شوية عيال.

أغلقت الهاتف وألقته بعيدًاا عنها وهي تشعر بكثير من الغضب والكراهية بسبب عدم تنفيذ خطتتها كما رسمتها، ولكن ما حدث ليس بالشيء البسيط وذلك سيدمر العلاقة بين "زينة" و "مالك" نهائيًا، وأيضا "إياد" وشقيقة "مالك"، فهو بالطبع لم يترك شقيقته بأن تظل مع شخص كهذا.

زفرت براحة وإنتصار مغمضة عينيها بفخر وأخذت تفكر فى الضربة القادمة، وماذا ستفعل مع "جواد" و"ديانة" وكيف ستُفرق بينهما وتتخلص من تلك الفتاة اللعينة.

❈-❈-❈

تُطالع الساعة وقد أزداد قلقها فالساعة قاربت على الثامنة مساءًا ولأزالت "زينة" لم تعد إلى المنزل بعد، وضعت يدها على جبهتها بتشتت لا تعرف ما الذي عليها فعله أتنتظر أكثر من ذلك أم ترسل رسالة ل "جواد" تخبره فيها بما حدث خشية من أن يكون هناك شيء طارق أو مصيبة ما؟

التقطت هاتفها وبدأت فى كتابة رسالة ل "جواد" وقبل أن تضغط على الإرسال أوقفها سماع صوت جرس الباب لتنهض من مكانها بعفوية لدرجة أن شعرت بألم بأسفل ظهرها، توقفت بحذر مُحاولة السيطرة على إندفاعها، وسريعًا ما قامت العاملة بفتح الباب ودلفت منه "زينة" التي يبدو من هيئتها أن هناك مصيبة ما، ألقت بنفسها داخل صدر "ديانة" وشرعت فى البكاء.

صدمت "ديانة" من فعلتها، ولكنها فطنت أن هناك مصيبة ما بسبب هيئها الغير مرتبة، بالأضافة إلى أعينها المنتفخة، قُبض قلبها وتمنت أن يكون الأمر ليس له علاقة بتلك الرسالة التى أُرسلت ل "جواد" وأن تكون "زينة" بخير، أخذتها إلى أقرب أريكة وجلس كلاهما.

ربتت "ديانة" على ظهر "زينة" التي لاتزال داخل عناقها مُحاولة تهدئتها:

- فى إيه يا زينة! إيه اللي حصل يا حبيبتي؟

حاولت "زينة" أن تتحدث بصعوبة بين شهقاتها تقص عليها ما حدث، مُحاولة التخفيف من ألم صدرها:

- أنا إتدمرت يا ديانة.

أنتفض قلب "ديانة" التي أوشكت على التأكد من أن مخاوفها أصبحت حقيقة، أبتلعت بهلع مستفسرة:

- إيه اللي حصل؟

قصت عليها "زينة" ما حدث بداية بهولاء الرجولان والمرأة الذين قاموا بتخديرها مرورًا بأستيقاظها بفراش "إياد" وهما عاريان الجسد، بالأضافة إلى تلك البقعة الحمراء التى كانت بجانبها ودخول "مالك" عليهما وضربه ل "إياد"، نهاية بحديث "إياد" لها وإقسامه على إنه لم يفعل شيئًا وإنه أيضا قام أحدهم بتخديره ووضعه بجانبها، وأجهشت فى البكاء مرة أخرى.

أرتجف قلب "ديانة" وأتسعت عينيها بصدمة وهلع مما قصته عليا "زينة"، لتصيح بذعر:

- إياد!! أزاى إياد يعمل كده! وليه مالك راح لإياد فى الوقت ده و...؟

تذكرت تلك الرسالة التي رأتها بهاتف "جواد"، ألقت بالذنب على نفسها وإنها كان بإمكانها إنقاذ الأمر لو كانت تركت تلك الرسالة ليراها "جواد"، لكان أستطاع إنقاذ شقيقته الأن وكان لم يحدث لها شيء، أمتلئت عيني "ديانة" بالدموع هي الأخرة مُردفة بندم:

- أنا أسفة يا زينة، أنا كان فى إيدى أنقذ الموضوع بس أنا بغبائي ده مسحت الرسالة.

خرجت "زينة" من عناق "ديانة" مُضيقة ما بين حاجبيها مُستفسرة؟

- رسالة إيه؟

أجابتها "ديانة" بخذي وندم مُحملة المسؤلية على نفسها وإنها من تسبب فى حدوث ذلك الأمر:

- رسالة جت على تليفون جواد من رقم غريب بتقول " هى أنسة زينة أخت حضرتك بتعمل إيه فى شقة إياد صاحبك" والله يا زينة ما كنت أعرف إن الموضوع هيوصل لكده، أنا افتكرتها لعبة توقيع بينهم واللي اكدلى أكتر إن وقتها أتصلت بإياد وكان فى الشركة ومستنى جواد.

تأكدت "زينة" الأن من شكوكها وأن كل ما حدث كان مُخطط للإقاع بهم، وتلك الرسالة التى أُرسلت لأخيها وحديث "ديانة"، كل ذلك أكد لها أن "إياد" لم يكن يكذب هو الأخر وإنه قد قام أحد بتخديره مثلها تماماً.

قطع شرودها صوت بكاء "ديانة" التي تشعر بالذنب فى حقها مُعتذرة:

- أنا أسفة يا زينة بجد أسفة أنا...

قاطعتها "زينة" نافية ما تقوله بإنها السبب فى شيء وأن مسحها للرسالة كان خطأ، لتصحح لها حديثها:

- بالعكس يا ديانة أحسن حاجة عملتيها إنك مسحتي الرسالة وإلا كان زمان فيه بحر دم، أنا كده فهمت.

ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها وعلى وجهها أثار البكاء لتهز رأسها بعدم أسيتعاب مستفسرة:

- يعنى إيه مش فهمه؟

تنهدت "زينة" براحة بأن "جواد" لم يرى الرسالة وإلا كان حدث ما لم يستطيع أحدًا إيقافه مُجيبة إياها:

- قصدي يا ديانة إن دي فعلا كانت لعبة إني أتخدر وأتحط فى سرير إياد وجواد ومالك يشوفوني بالمنظر ده، وجواد يقتل إياد بسبب اللي أكيد هيخمنه ويقتل مالك اللي أكيد مش هيسيبه عايش يتكلم فى شرف أخته، أو ممكن يفكرهم متفقين، ده لو مقتلنيش معاهم.

أتسعت عين "ديانة" بدهشة ممَ سمعته وسريعًا ما شعرت برجفة قلبها من مجرد تخيلها لذلك الأمر، شعرت بالراحة لكونها مسحتها، ولكنها شعرت بالقلق والتوتر مرة أخرة، لترفع نظرها نحو "زينة" ببعض النظرات الأستفسارية التي لم تستطيع أن تتفوه بها، لتدرك "زينة" ما تعنيه نظراتها، وأضافت بألم:

- عارفة أنتي عايزه تسألي عن إيه وأنا كمان أول ما نزلت من عند إياد كنت هموت وأعرف اللي أنتي عايزه تعرفيه، وفعلا روحت لدكتورة شهرة.

••

تجلس خارج غرفة الكشف منتظرة دورها وهي تشعر بأن كامل مصيرها مُعلق بكلمة واحدة من الطبيبة، كلمة واحدة ستكون الفيصل بين ما رأته وبين ما قاله "إياد"، وإن كان ما تُفكر به حدث بالفعل ستجعله يندم أشد ندم.

لحظات وخرجت مساعدة الطبيبة سامحة لها بالدخول:

- أتفضلي يا أنسة زينة.

أنسة! تتمنى ذلك، دلفت غرفة الكشف لتنهض "شهرة" من مكانها مرحبة بها سامحة لها بالجلوس، بينما تشعر بالغرابة من زيارتها لها على الرغم من أنها كانت عندها فى صباح اليوم، وبعد أن ذهبت هي و"ديانة" جاء "جواد" هو الأخر! ما الذي يحدث يا ترى؟

- خير يا أنسة زينة، مدام ديانة حصلها حاجة؟

أبتلعت غصة حلقها وهي تشعر أن روحها على وشك الخروج من جسدها، ماذا تخبرها أو كيف ستقص عليها ما حدث لها؟ أجابتها بتردد.

- ديانة كويسة.. الحقيقة أنا جاية عشاني أنا مش عشان ديانة.

ضيقت الطبيبة ما بين حاجبيها بعدم أستيعاب، ولكنها خمنت إنها لديها مشكلة ما تريد إستشارتها بها:

- خير يا أنسه زينة!

تنهدت "زينة" بحسرة وشعور بالأنكسار لم تستطيع تحمله، لتملأ الدموع زرقاوتيها وأصبحت على مشارف الدخول بنوبة بكاء يُمكن من شدتها أن يغشى عليها، عملت جاهدة على التفوة بتلك الكلمات التى من الصعب أن تتفوه بهم فتاة فى مكانتها:

- أنا.. أنا عايزة.. أنا عايزه أعمل virginity detection "فحص عذُرية".

إتسعت عينى الطبيبة متفاجأة مما أستمعت، إنها لم تتفاجئ من الطلب، بل تفاجأة إنه يخرج من "زينة"، هي تعلم إنها ليست متزوجة، فلماذا إذا تريد عمل فحصًا كهذا! أيمكن أن يكون حدث لها مشكلة ما؟

- حاضر، بس ممكن أعرف إيه السبب؟ أنا اللي أعرفه إنك مش متجوزهة

إنهارت باكية بعد أن عجزت فى منع دموعها فى الإنسياب، وأخذت تبكي بكل حرقة وألم نابع من قلبها بسبب ذلك الموقف الذي وضعت فيه بمجرد رمشة عين، حتى إنها لم تفعل شيئًا.

لاحظت "شهرة" إنهيارها وشعرت بالكثير من الشفقة عليها، نهضت من مكانها مُتجهة نحو "زينة" رابتة على كتفها بإستفسار:

- فى إيه يا زينة! لو فى أي مشكلة قوليلي يمكن أقدر أساعدك.

أزداد نحيبها وأخذت شهقاتها فى العلو، ماذا ستقول لها وهي لا تعرف حتى ما الذي حدث! أتقول لها إنها أستيقظت من نومها وجدت نفسها نائمة فى فراش صديق شقيقها عارية تمامًا وهو أيضا مثلها وهناك بقعة دماء لعينة تُلطخ الشراشف أسفهلهم، شهقت محاولة إجبار نفسها على الحديث وإخبار "شهرة" سببًا يجعلها تفحصها دون الإفصاح عن حقيقة الأمر:

- أنا كنت ماشية بالعربية وفجاة حراميه أعترضوا طريقي ولما وقفت خطفوني وبنجوني وبعدها صحيت لأقيت نفسى فى مكان فاضى وهدومي متقطعه وعليها دم، أضطريت أكلم خطيبي يجي يلحقني ولما جيه وشاف اللي حصل إقتنع إني أتعرضت لأغتصاب وعشان كده عايزة أتأكد إذا كان ده حصل ولا لأ؟

شعرت الطبيبة بالأسئ على ما قصته عليها "زينة"، رغم إنها تشعر أن هناك جزء مفقوده لم تخبرها بها، إلا إنها شعرت بالحزن تجاهها فذلك الشيء صعب جدًا على أي فتاة أن تتحمله، نهضت الطبيبة مُردفة بحزم:

- أتفضلي يا زينة أكشف عليكي.

نهضت بثقل تقترب من ذلك السرير وهي تقديم قدم وتُأخير الأخرى، فمصيرها سيُحدد خلال ثوانً فقط وهي شبه متأكدة إنها بالطبع خسرت ما هو عزيز على كل فتاة، وقفت أمام السرير وهي تشعر بالبرودة قد سارت فى جسدها بأكمله، لتُحاول "شهرة" مساعدتها:

- أخلعي هدومك ونامي على السرير وغطي نفسك.

أغمضت عينيها بكثير من الحصرة والرعب بوقت واحد، ولكنها نفذت ما قالته الطبيبة، وبالفعل تخلصت من ملابسها السُفلية وصعدت على الفراش ووضعت تلك الأغطية عليا.

جلست "شهرة" أمام السرير بين قدميها المغطاة أمامها ويبدو عليها الأرتجاف، لتحاول "شهرة" أن تخفف عنها وتطمئنها:

- متقلقيش يا زينة الموضوع كله مش هياخد دقيقة ومش هتحسي بحاجة، أهم حاجه سيبي أعصابك خالص.

أومأت لها بالموافقة والدموع تتسارع فى الهبوط من عينيها، ما أصعب ذلك الموقف على فتاة لم يُكشف سترها أمام أحدًا من قبل، وحين ينكشف يكون فى فحصًا لعذُريتها، بالطبع سيكون الأمر ليس هيناً.

رفعت "شهرة" الغطاء عنها بهدوء، لينكشف نصفها السفلي أمام أعينها بوضوح، وبسرعة البرق ضمت "زينة" ساقية وتعالى صوت بكائها بكثير من الألم والحسرة، لتحاول "شهرة" التخفيف عنها:

- زينة أهدي متفكريش فى الموضوع إنهvirginity detection، فكري كأنك جايه تكشفي عادي على مشكله خارجية، سيبي أعصابك خالص لحظة واحدة وهنكون خلصنا.

حاولت تمالك أعصابها والسيطرة على نفسها، حاولت أكثر من مرة أن تُباعد بين ساقيها إلى أن قامت بفعلها وقامت "شهرة" بفحصها.

أعتصرت عينيها بكسرة وضعف بسبب ما اُضطرت على القيام به لمعرفة حقيقة الأمر، نعم تلك ثواني قليلة جدًا، ولكنها تمر عليها وكأنها سنوات طوال، تلك الثواني هي من ستُحدد لها ما هو مصيرها.

لم تمر سوى لحظات لتخلع "شهرة" قفازاتها الطبية مُعلنة عن إنتهاء الفحص، تعالت ضربات قلبها بشدة منُتظرة رد الطبيبة، لتهتف "شهرة" بابتسامة:

- زينة واضح إن ربنا بيحبك جدا عشان كده مش كاتبلك البهدلة، الحمدلله إنتي Virgin "عذراء"، أنا هعملك حالًا تقرير بده عشان توريه لخطيبك.

تنهدت "زينة" بكثير من الراحة وشعرت وكأنها ولدت من جديد، يبدو أن "إياد" كان على حق ولكن من هو المسؤول عن كل ما حدث، لا يهم ما يُهمها الأن هو التفسير ل"مالك" عما حدث وإثبات إنها لم تفعل شيئًا وذلك التقرير سيُساعدها كثيرًا.

نهضت من السرير وأرتدت ملابسها مُتجهة نحو الطبية لتستلم التقرير وكأن الحياة قد عادت لها مُردفة بإمتنان:

- شكرًا يا دكتور، بجد شكرًا.

•••

- الحمدلله يا زينة إنها جت على قد كده، بس مين اللي ليه مصلحة يعمل كده! ومين أصلا اللي يعرف بعلاقتك أنتي ومالك ويخليه يجي ويشوفك فى الوضع ده؟

شعرت "زينة" بالتخبط الشديد، نعم ليس هناك أحد يعلم بعلاقتها هي و"مالك"! فمن يكون إذًا المسؤول عن فعل ذلك وما هي غايته؟

لاحظت "ديانة" تشتتها لتُحاول التخفيف عنها:

- أهم حاجة دلوقتي إنك بخير ولازم مالك يعرف الحقيقة فى أقرب وقت.

أومأت لها "زينة" بالموافقة على حديثها، بينما تشعر بداخلها أن تفسير الأمر ل"مالك" لن يكون هينًا أبدًا، ولكنها عليها توضيح الأمر مهما كان عليها أن تتحمله:

- معاكى حق.

❈-❈-❈

خرج الطبيب من غرفة العمليات بعد أن أستغرقت عدة ساعات، أسرع إليه كلاً من الأب وابنته مُستفسرين على نتيجة العملية، صاح "عامر" مُوجها حديثه نحو الطبيب مُتحدثا باللغة الأنجليزية:

- أخبرني يا حضرة الطبيب ما هي النتيجة؟

أبتسم الطبيب لهما بإبتسامة تهنئة مُضيفًا:

- تهانينا يا سيد عامر، لقد نجحت العملية.

لحظات من الصدمة وسرعة فى ضربات القلب، قبل أن تغمرهم السعادة على نجاح عملية "ماجدة" والتى ستؤثر عليا تأثيرًا كبيرًا، وستكون أهم خطوة فى علاجها، هتفت "أسما" بلهفة:

- حضرة الطبيب أرجوك أخبرني ما هي نسبة شفائها الأن! وما هي الخطوة القادمة؟

أجابها الطبيب موضحًا لها ما الذي سوف يحدث خلال الفترة القادمة:

- لا شك أن نسبة تعافيها قد زادت الأن بشكل ملحوظ، الخطوة القادمة مُعتمدة بنسبة كبيرة على نفسية المريض وقابليته للعلاج الذي سيُركز على العلاج الطبيعي، وهذا بخصوص حركتها التي ستعود تدريجيًا، أما بخصوص قدرتها على الكلام أيضا ستعتمد على قوة وعزيمة المريضة، الأن الأمر مُتعلق بعزيمتها وإرادتها فى الشفاء الذي سيُتتم بأسرع وقت.

مد "عامر" يده مُصافحا الطبيب مُردفًا بأمتنان:

- شكرًا جزيلًا لك دكتور بيتر.

بادله الطبيب المُصافحة بابتسامة لابقة:

- لم أفعل شيئا سيد عامر، فهذا واجبي.

❈-❈-❈

تجلس بصحبة "ديانة" على طاولة الطعام لتناول الفطور وها قد مر يومان وهى لا تستطيع الوصول إلى "مالك"، فهو يغلق هاتفة منذ ذلك اليوم حتى إنه لم يذهب إلى عمله، مما جعلها تشعر بالقلق الشديد عليه وما زاد قلقها هو إخبار "ديانة" إياها إنه قام بجمع أغراضه من منزل والديه وقأم بترك المنزل، بالأضافة إلى إنه لم يخبر أحدًا بشيء ولا حتى "ملك" ولم يُحاول إبعادها عن "إياد"حتى، هذا الشيء مُريبًا حقًا.

قطع شرودها صوت "ديانة" التي لاحظته وخمنت إنها تُفكر ب"مالك" وبأختفائه المُفاجئ، حاولت أن تطمئنها مُردفة بتردد:

- زينة، أنا عرفت أخبار عن مالك.

تركت ما بيدها ونظرت إلى "ديانة" بانتباه شديد مُعقبة بلهفة:

- هو فين يا ديانة ومختفي ليه! كويس ولا لأ؟ طمنيني يا ديانة أرجوكي أ...

قاطعتها "ديانة" مُحاولة تهدئتها:

- أهدي يا زينة هو كويس متقلقيش، مأجر شقة مفروشه وقاعد فيها.

نهضت من مكانها بسرعة كبيرة مُعقبة باستفسار:

- عنوان الشقة إيه؟

نهضت "ديانة" من مكانها هى الأخرة مُردفة:

- طيب أستني هأجي معاكي.

أوقفتها "زينة" مُعقبة بإصرار:

- لا يا ديانة خليكي أنتي هنا، عشان جواد ميعملش مشكلة، وكمان عشان عايزة أتكلم مع مالك لوحدنا، عشان عارفة إنه من الصعب يصدق أو يقتنع.

تفهمت "ديانة" ما تقصده "زينة"، هى تخشى أن يقوم بالإنفعال عليها أو إهانتها أمامها، فوافقتها الرأي وقامت بإعطائها العنوان، وسريعا ما صعدت "زينة" لتبديل ملابسها والذهاب لمواجهته.

❈-❈-❈

وصلت أمام منزله وهي تشعر بالكثير من الخوف والقلق من تلك المواجهة التي لا تعلم إن كانت بوقتها المناسب! أم إنها تسرعت فيها؟ ولكنها عليها أن ُتسرع فكلما تركته وتلك الفكرة مُسيطرة عليه سيكون من الصعب حينها أن يصدقها، لتستجمع شجاعتها وتضرب الجرس.

ظلت واقفة أمام الباب عدة دقائق حتى إنها قامت بضرب الجرس لمرات عدة وكأن كل المؤشرات تُحذرها من تلك المُقابلة، إلا إنها لم تُلاحظ ذلك، خمنت إنه ليس بالداخل وكادت أن تذهب، ولكن أوقفها صوت فتح باب الشقة، رفعت نظرها لتجده ويبدو إنه ليس بحالة جيدة، بينما الأخر بمجرد أن وقعت عينيه عليا أعطاها ظهره ودلف إلى الداخل مُردفًا بتهكم:

- أهلا بست البنات.

أغمضت عينها بحزن وأسئ على طريقته وهيئته التي فسرتها بإنه مريض أو ما شابه، لتدلف المنزل خلفه وأغلقت الباب، حتى لا يستمع أحدًا إلى حديثهما إذا قام بالصراخ عليها، مُضيفة بإلحاح:

- مالك ممكن طيب تديني فرصة أفهمك؟

التفت "مالك" إليها بغضبًا كبير ونظرات مُشتعلة، سريعا ما تقدم نحوها بعد أن تذكر ذلك المنظر الذي رآها به فى فراش "إياد" وقام بجذب ذراعها صارخا بها:

- تفهمينى!! لا أستنى بقى أنا اللي هفهمك، أنا دخلت عليكي لقيتك نايمة فى سرير راجل وأنتوا الأتنين عريانين وكان لسه قايم من جمبك.

زاد من شدة قبضته على ذراعها عند تذكره لتلك المشاهد القاسية التي عمل لسنوات جاهدا لكي ينساها، لتأتي هي بلحظة وتذكره بكل تلك الألم والأوجاع، صرخ بها بأسنان ملتحمة وأعين تتطاير منها النيران:

- كنتي مبسوطة مش كده؟ كنتي متمتعه وأنتي نايمة معاه؟ عرف يبسطك صح!

قال جملته الأخيرة بصوت جهوري تقسم إنه قد أستمع إليه جميع من بالشارع، شعرت بالرعب والفزع من تلك الهيئةوالنفزعة التي لم تراه بها من قبل، بالأضافة إلى تلك الرائحة الكريهة التي تفوح من فمه، لتُخمن إنه ثمل، لعنت نفسها على فكرة قدومها بمفردها وبذلك الوقت الخاطئ، لتحاول توضيح الأمر له مُردفة بهلع:

- والله العظيم أنت فاهم غلط، انا روحت لدكتورة و...

قالت جملتها وهى تقوم بفتح حقيبتها مُخرجة تقرير الطبيبة واضعة إياه أمام أعيُنه لكي يراه، ولكنه قاطعها بجذبه من يديها وإلقائه أرضا صائحًا بوجها بانفعال:

- فاكراني عيل صغير جايه تضحكي عليه بحته ورقة!!

شعرت "زينة" بالغضب الشديد من عدم تصديقه لها وإصراره على إنها قامت بفعل ذلك الأمر، حتى إنه لم يهتم لينظر بذلك التقرير، ومن شدة غضبها قامت بجذب عنق قيمصة صارخة به بغضب وحنق وهي تضرب الأرض أسفل قدميها بإعتراض:

- أنت ليه مش عايز تصدقني والله العظيم ما عملت حاجة، والله ما فى حد لمسني، أعملك أيه عشان تصدقني؟

قام "مالك" بالقبض على فكها السفلي وكأنه يريد سحق أسنانها بين يديه ومنع ذلك اللسان عن خداعه، مُضيفًا بغضب وحنق:

- شايفاني عيل صغير! فكره نفسك هتعرفي تلعبي معايا تاني يا علا صح! ماشي أنا بقى هوريكي اللعب بيبقى عامل إزاي؟

جذبها من شعرها متجها بها ناحية الغرفة، لتصرخ هي بين يديه بسبب شدة جذبته لشعرها الذي كاد أن يُقلع فى يديه، ومشدودة أيضًا من ذلك الأسم الذي ناداها به، ليدلف الغرفة بها وسريعا ما قام بإلقائها على الفراش وأسرع فى إغلاق الباب، نهضت وهي تشعر بكثير من الهلع مُصيحة به:

- أفتح الباب يا مالك.

تقدم إليها بخطواط بطيئة وغير مُتزنة وهو يقوم بخلع سترته وإلقائها أرضا، والتخلص من حزام بنطاله، وقام بالتقدم نحوها وهو يشعر بكثير من الغضب والكراهية تجاه جميع نساء الأرض، ويتوعد لها بأن يجعلها تندم على خيانته وجعلها تتحمل نتيجة ما فعله كلاهما، سواء هي أو من تسبقها.

يتبع...

متنسوش التصويت☆

دُمتُم بخير♥️♥️

Continue Reading

You'll Also Like

615K 14.4K 56
أن تواجه هذا العالم اللعين بمفردك بكل ما يحمله من #خيبات و صفعات و حظ_متعثر.... فلا أخ يساعد.. و ﻻ صديق يرأف.. و ﻻ حبيب يواسي.. و ﻻ أنت ترضى أن يشفق...
227K 5.3K 48
قادها القدر الي الهلاك ولم يكن عليها سوي ان تستجيب لجحيمها.... لم يكن عليه عشقها لتمتد سلاسل العشق تقيد روحهما ولكن بالخطئ... فلم تحب من يجب عليها حب...
338K 7.2K 45
لا تحب القيد و تعيش حياتها فجأة تنقلب حياتها ل تُسحب في ساحة من الغموض و المفأجات و تصبح آسيرة...!
1.6M 41.5K 42
زوجه القيصر الجزء الثاني 💜