الحلقه 28

7.5K 318 3
                                    

الحلقه 28
فتاة العمليات الخاصه
& بقلم / ندي ممدوح

((اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك))

جذبها من معصمها دون كلمه ليصعد بها الدرج..
فقالت بتزمر:- انت كل شويه تشدني كدا فين الذوق؟
فتح باب غرفته وألقاها بقوه داخلها ودخل وهو يوصد الباب خلفه!!!!
أستدار لها بحده وأشار لها:- عايزه أيه؟
وقفت بتردد وهي تهمس بذاتها:- ماله ده هو لحق نسي يعني؟ معلش يا حبيبة فكريه ! علي الأقل تكسبي ثواب فيه..
رفعت بصرها فلم تجده ، أستدارت فوجدته يجلس علي الأريكه وبيده الريمود ويقلب بعشوائيه...
أتجهت لتقف مقابل له وحجبت عنه الرؤيه وهي تقول:-
عايزه أعرف كل حاجه ودلوقتي ؟ أنت مين ؟ ليه مش عايز لمار تعرف أنك عايش.؟ ليه عايز تفضل بعيد عنها ؟ وإذا أنت فعلاً يوسف كنت فين كل الفتره دي ؟
وضعت يدها علي مقدمة رأسها بتذكر وقالت بدهشه :-
أيوه فهمت عشان كدا بابا وأدهم وافقوا علي زواجنا. معني كدا أن بابا عرف أنك عايش؟ ودلوقتي بقا أحكيلي كل حاجه! ...
رمقها بحده مزيفه وهو يشير لها :- أوعي يا حبيبه وتعالي يا ماما أقعدي جنبي أسمعي مسلسل أين أنتي وأين أنا وربنا يهديكي ويصبرني.!
رمقته بغيظ وقالت بطفوله:- نعم اين انتي واين انا مين دي وربنا لتحكيلي كل حاجه دلوقتي.!
وجدته يميل بجسده علي الأريكه مندمج بالتلفاز..
فرمقته بخبث وهمست بخفوت.:- أتفرج براحتك دا أنا هخليك تتفرج حلو دلوقتي أستني عليا بس أن موريتك؟
بنظره ماكره استدارت لتغلق التلفاز وتمتمت :- أتفرج بقا براحتك ؟
بتسليه جذب هاتفه من جيب بذلته وظل يعبث به.. وهو يخطف النظرات تجاهها بمكر... وقال ليغيظها حتي تجن :-
يا سلام والله تسلم أيد اللي صنع التلفون مريح جداً !
كبت ضحكته بصعوبه وهو يرآها تكاد تنفجر... حتي أقتربت منه شبه راكضه وجذبت منه الهاتف وهي تخبئه خلف ظهرها..
انعدل بجلسته ونظر لها مطولا... حتي أبرزت عروق يده ظل محدق بها بأعين تكاد أحراقها... فهب واقفا كمن يستعد للانقضاض علي فريسته..
أبتعلت ريقها الجاف بصعوبه وهي تنظر لعينه بخوف وفزع..
تراجعت كم خطوه للخلف... وعندما وقف مقابلها....
أخرجت الموبايل من  خلفها بابتسامه مزيفه وقالت :-
أتفضل تلفونك أصل وقع منك فعلشان كدا شلتهولك عندي !
كبت ضحكته بصعوبه وتسليه وقال بجمود وحسم :-
متتكررش تاني أنتي فاهمه..
وجذبه منها... عاد ليجلس.. وضعت يدها علي قلبها لتهدئه وهي تقول :- الحمد لله أنا لسه سليمه مكلنيش؟
أغمضت عيناها وتنفست بعمق... فتحتهم لتنفزع من رؤيته أمام وجهها... فتعالت صوت ضحكاته العاليه علي خوفها...
ربعت يدها أمام صدرها وقالت بغيظ.:- أضحك أضحك ما أنت عايز تموتني بعمايلك أكيد! ودلوقتي أحكيلي يلا كل حاجه ؟
زفر بضيق فمجرد تذكره بكل ما مضي يوجع قلبه!
تنهد تنيده طويله وأستدار ليجلس على الأريكه وأرجع رأسه للخلف وهو يتذكر كل ما مر به... ضيق عينيه ونظر لها بصمت قليلا... اما هي فشعرت أن ما يخبئه يوجع قلبه حتماً ... تألمت وهي تري الوجع يتمكن من عينه والمعه قد هجرتهم... فأقتربت لتربت علي كتفه وقالت بتفهم :-
يوسف! "نظر لها" لو مش عايز تتكلم خلاص أنا واثقة ومتأكده أن عندك أسباب؟
تذكر شئ فجأه فأبتسم لها بحب وجذبها من معصمها لتجلس وهو يقول :- قعدي وأسمعي كلامي دا كويس وخليكي ديما مفتكراه ؟
جلست جواره فأستدار بجلسته مقابل لها...
أنصتت إليه جيداً فأسترسل قائلاً بوجع.:- أول حاجة عايزك تعرفي أني عمري ما حبيت غيرك! ولا هحب ممكن اه معرفكيش من زمن؟ بس الفتره دي كفيله تخليني أحبك؟ لما تزوجتك كان في مشاعر نحايتك بس مكنتش مصدقها او مش عايز أعترف بقا... اتجوزتك عشان أحميكي من جون بس حبيتك حبيت شقاوتك وثرثرتك وجنونك "أحتضن وجهها بين يديه ونظر لعينها" بقي يومي مش بيكمل غير بيكي وليكي بقيتي كل دنيتي في لحظه... لو بعدت عايزك تتأكدي أني بحبك أنتي وقلبي مفيهوش غيرك يا بنتي الأولي... كمان أعرفي اني مش هكون غير ليكي... طول ما أنا عايش... ولو سبتك في يوم متنسنيش وخليكي فكراني وخليكي ديما جنب لمار وأياد وأيهاب خليكي جنبهم أنتي وأدهم وعيشي حياتك متوقفهاش عشاني...
قطعته بدموع تنساب علي وجنتها بمراره وقالت بتوهان.:-
أنت عايز تسبني؟
أزاح دمعاتها بأنامله وقبل جبينها وهمس أمام وجهها :-
مين قال كدا بس؟ بس منعلمش الدنيا مخبيلنا ايه.! متقطعنيش وخليني أكمل؟
رآت بعينه الكثير من الحديث والوجع فوضعت يديها علي يديه التي تحتضن وجهها وأؤمأت له بعيناها أن يكمل...
فتابع قائلاً بهمس.:- من غير ما تسألي ليه فأنا مش عايز لمار تعرف اني عايش! بس عايزك تعرفيها أني بحبها وكنت ديما جنبها!
هبطت دموعها أكثر وهي تشعر أنه يخبئ شئ ما...
فأسترسل قائلاً بشرود:- بنفس اليوم اللي ماتوا في أهلي "ابتسم بوجع" ماتوا قدام عييني كنت ضعيف مش عارف ايه اللي حصل بس لما دخلت لقيت بابا بيدبحوه وأمي مرميه علي الارض ولما وصلت عندهم طعنوني في جنبي... بس أنا فضلت عايش اللواء سليم الله يرحمه صاحب بابا خدني وسافرني بلاد برا عيشت مع فيكتور وأخوه اللي توفي مايكل وأهله ، الله يرحمهم ماتوا في حادثه هما التلاته ، عشت أن وفيكتور. ، بعد ما اللواء سليم سبني هنا قلي ان "لمار" و "أياد" توفوا كنت هرجع... بس لما عرفت بموتهم هرجع ليه؟ ولمين؟ فضل عندي هدف واحد بس وهو جون...
اتعذبنا كتير انا وفيكتور بعد أهله ما توفوا واللواء سليم لا بشوفوه ولا بيسئل... أتعذبنا اوووي بس كنا أيد وحده وأبتدينا من الصفر وكبرنا وتعلمنا واللواء سليم عاد وهو اللي ليه الفضل اني اكمل وتشوفيني زي ما أنا كده.! لولاه فا أنا كنت ميت لا محاله؟ بعد ما فيكتور أسس شركته وبقا شريك لجون ابتداء نوقع فيهم وحده وحده هو وديف مكنتش اعرف ان هو ولما شفته "ابتسم بمراره" عرفت ان عمي... عمي اللي كان بابا بيحبه أكتر مننا وبيعمله اي حاجه وطلباته أوامر.، أنا ما شوفتوش يوم ما قتل أهلي كان لابس قناع..
قطعته حبيبه قائله بزهول ودهشه وصدمه:- عمك؟ مش ممكن!
أشار لها بالصمت فأنصاعت له وأكمل بوجع:- ليه مش ممكن؟ المهم أبتديت أرقبه عرفت ان ليه ابن "ابتسم بحب وفرحه تنبع من قلبه" أيهاب.، وعرفت أنه بيحبه قررت احرق قلبه عليه وابتديت اتقرب منه لدرجه اكتر من صدبق بقيت ليه الاخ والاب وفي يوم أيهاب كان في شركة والده وعرف بعمايله السوده.. وأنا اول واحد جه قلي بقيت أحرضه علي والده وصنعت بينهم شرخ... أيهاب ابتداء ياخدني علي بيته بس لسبب أني أنقذ أمه من بين أيدين ابوه لانه بيعذبها هو اكتشف ده متأخر وقلي ان والدته مشلوله وكان رؤوف جايب وحده تربيه داده يعني وحصلت بينهم علاقه وجابت "تالا" علاقته كلها محرمه زيه.، المهم قررت فعلاً بطيب خاطر أساعده بعد ما شفت قد ايه أيهاب انسان جميل مش زي والده مكنتش عارف اكره ولا أأزيه.، ولما عرفني علي والدته عرفت أنها أمي ولسه عايشه أتوجعت لما شفت الحروق والكدمات علي أيديها... بس خطفتها فوراً من عنده وجبتها هنا... وهو قلب الدنيا عليها ولما يأس خلاص بقا هيتعب نفسه ليه.؟ بقيت أدور وراءه اكتر وأكتر واوقعه وأخسره أكتر لحد ما بقي تحت أيدي ودخلت بينهم أنا وفيكتور وعملنا اسم بينهم وبقينا فوق الكل وعرفت بكل اللي عمله في أهلي وليه؟ لان بابا عرف بكل جرايمه و وقف قصاده وعشان عينه كانت علي أمي... أستدار برأسه للطاوله ودفع الكأس الموضوع... لتصرخ حبيبه بفزع... ظل يتنفس بسرعه وهداء وأكمل قائلاً وعرفت أن أيهاب أخويا من أمي واللواء سليم بعد ما عرفت حقيقة عمي قلي ان لمار عايشه هي وأياد ابتديت اروح هناك اشوفها من بعيد ومتتصوريش فرحتي بقا لما عرفت أنها زي والدها كدا بنت بميت راجل مبتخفش من أي حد وقلبها ابيض بس قاسيه وحاده ك لسكين محدش يقدر يكسرها....
نظر لها مطولا بصمت وقال:-، بس كل الحكاية، لمار لما فقدة الذكره أنا اللي وصلت رساله من تلفون سليم لوالدك وأنا اللي ادتها حقنه توقف القلب لوقت محدود... بس الزفت عبد الرحمن لما شفها وصلهم خبر وبكدا عرفوا كل عيلتك ولما أنتي جيتي المستشفي عشان تدربي "ابتسم لها" جيتي ليه مش كفايه المستشفي هناك؟
نكزته بخفه بكتفه وهي تقول :- جيت عشان اتعلم من الاخ مكنتش أعرف أنه هيسرق مني؟
أشار لنفسه بدهشه ورفع حاجبه:- أنا؟ سرقت منك! سرقت ايه؟
أؤمأت له بتأكيد:- أيوه سرقت مني قلبي وسرقتني أنا أصلاً..
وصمتت بخجل :- كمل؟
تنهد وقال:- بس عرفت ان جون هيعمل حاجه نزلت وقابلت اهلك وادهم وحاكيت لبباكي كل حاجه وكتبت كتابي عليكي؟
أشارة له بحزن.:- كدا بسهوله من غير ما تعرفوني وكمان ولا فرح؟
أشار لها باهتمام:- ليه أنتي كنتي عايزه فرحك يكون ازاي؟
شردة أمامها وهي تقول:- عريس حلو لا مش مهم الشكل المهم انه يكون يعرف ربنا ويعاملني حلو ويحبني ويشاركني أحزانه قبل أفراحه وأكون ليه كل حاجه ويعملي فرح كبير لا لا مش كبير ! "تتحدث بشرود وهي تتخيل كل كلمه تلفظ بها" عايزه يكون عادي حتي في البيت وتكون عائلتي حواليا بابا وماما وادهم ولمار وصحبتي ويكفيني ان هو يكون جنبي واللبس الفستان الابيض والورد في أيدي وبعد ما نزيط ونهيس ياخدني في ليله في وسط البحر علي مركب كبير اووي ويااااه سلام بقا لو كل عائلتي حواليا برضه. بس واقعد انا وهو ويمسك أيدي ونتفرج علي جمال البحر وعلي النجوم اللي بتحسدنا لحبنا والهواء والطبيعه وكل حاجه...

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن