جحر الشيطان ج3 ح30

1.1K 69 47
                                    

الفصل (30)
جحر الشيطان

كان وقع الصدمة شديدٌ على خديجة التي أرتدت إلى الخلف في حركة حادة، بفمٌ فاغرٍ، وعينين متسعتين بمزيج من الصدمة، والذهول، والدهشة وهي تهتف في صوت متجمد :
_ يا الله.
رفرفرت بأهدابها حينما لمحت ماهر ينزع وجهه سافرًا عن وجه خالد أخيها متبسمًا في مشاكسه واضحة، وهو يغمغم ضاحكّا :
_ مكنتش عارف إن وشي يخض كدا يا خديجة يا حبيبتي!
ظلت خديجة على حالها لا تحرك ساكنًا، نقلت بصرها بين الوجه المطاطي في كف خالد، الواقف متبسم في هدوء في أنتظار أن تستوعب الصدمة.
قاطع خالد السكون الذي غشاهما مرددًا :
_ يا بنتي بقا والله أنا خالد.
ادحرت خديجة صدمتها بعيدًا، وتساءلت في لهفة وعدم تصديق :
_ده إزاي مش فاهمه؟ أنت خالد فعلاً؟!
ضيق خالد عينيه، واردف وهو يعقد ذراعيه في صرامة :
_ حبيبتي أنا خالد قدامك.
دعكت خديجة عينيها، كانت تدرك أن اخيها يجيد التنكر لكن ليس لتلك الدرجة أن لا تعرفه؟
حدقت فيه مليًا كأنما تتطمئن إلى أنه أخيها بالفعل، إلى أن النظر إلى وجهه لم يكن كافيًا، فتقدمت وامسكت وجهه ثُم قرصت وجنته فصاح خالد في ضيق :
_ يا خديجة يا حبيبتي والله وشي، مش وش حد تاني.
ثُم أتبع ضاحكًا :
_ وحشتيني.
تألقت عينا خديجة في جزل، وضحكت كاتمة فمها بكفها، وهتفت في بهجة :
_ خالد ... انا مش مصدقة، أنت من امتى هنا؟
قالت عبارتها وهي تضمه، فربت خالد على ظهرها مجيبًا :
_ من فترة مش بعيدة من قبل ...
أرتج عليه لم يقدر على قول من قبل أن يموت من مات، من قبل ان يرحل الراحلين.
أبتعدت خديجة عنه وهي تساءل في اهتمام :
_ وانت إزاي منتحل شخصية ماهر، فين ماهر اصلًا.
رد خالد في هدوء آثار دهشتها :
_ ماهر في الحفظ والصون معانا، انتحلت شخصيته إزاي فـ دي سهلة يا حبيبي عادي...
غمزت له خديجة قائلة بمرح :
_ الله، يعني هشوفك وأنت بتشتغل في المهمات، مكنتش أعرف إنك بتتنكر حلو كده.
قهقه خالد ضاحكًا، وقال في استهتار :
_ يا بنتي دا انا اعجبك وممكن اتنكر فيكِ لو عايزة.
رفعت خديجة إليه حاجبًا في تحدي، فرجع عن كلامه قائلًا :
_ لا طبعًا بهزر هقلب نفسي بنت إزاي يعني.
مس خالد ذقنه بدا بتفكير عميق، وسألها في جدية :
_ هو انتِ يا خديجة بدوري على إيه صح؟ مستحيل تلاقي حاجة هنا... أنا قلبت البيت مفيش حاجة.
زمت خديجة شفتيها بيأس، وغمغمت في ضيق :
_ طب والعمل هنعمل إيه دلوقتي؟ هدور على إيه؟
تنهد خالد، وهز كتفيه في الامبالاة، وقال في بساطة :
_متعلمتش أقول لحد خطواتِ يا حبيبي ولكن عشان أنتِ اختي وكدا، فبدور على صور ما قبل وبعد التجميل إذا ما كان ماهر محتفظ بيهم وإلا مستحيل نعرف حقيقة ماهر دي ابدًا!!
في سؤوم زفرت خديجة وهي تردد في حيرة دفينه :
_طب وهنعمل إيه؟
رد خالد في بساطة وهو يثبت الوجه مجددًا :
_ ولا حاجة هننزل عشان محدش يشك في غيابنا يلا!.
أوقفته خديجة تسأل في تذكر متحير :
_ استنى بس، إذا أنت هنا من قبل الحادثة فده يعني إن مش ماهر إللي ...
قاطعها خالد موضحًا في هدوء، صارم :
_ انا جيت قبل الحادثة ايوة بس كان لسه ماهر حُر.

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهWhere stories live. Discover now