حلقة مهمــة

2.3K 110 21
                                    

حلقة خاصة.
# دموع العاشقين.

هذا الفصل لا يتم للجزء الثالث بصلة،  هو فقط للترفية،  وأعتذار مني لتأخيري للجزء الأخير من روايتنا،  والتي لا أدري متى سأكتبها مرة أخرى،  وأرجو قبول الأعتذار

عاد "ياسين"  إلى المنزل في وقت مُتأخر من الليل، دارت عيناه بالمنزل،  فلم يبصر أحد، لا بُد أن. الجميع في سبات عميق الآن  ،  أؤصد الباب وراءه،  وارتقى درجات الدرج وهو يتنهد في تعب بيَّن  ،  وقف في منتصف الدرج ما أن تناهى له بُكاء "سجى"  الحاد و صغيرته،  فهرع للأعلى مسرعًا بفزع  ،  رآها تجلس أرضًا وهي تحمل الطفلة وكلتهما تبكي بمرارة،  فتسائل بقلق بدا بعينيه  :
_ سجى بتعيطي ليه  ؟  في إيه  ؟.
حمل الصغيره وأخذ يُهدهدها لتهدأ،  ويرمق سجى بقلق،  وراح يُناغي الطفلة وهو يهزها ويضاحكها حتى سَكتت.
فتنفس الصعداء.
جثى " ياسين" أمام سجى وتسائل بريبة  :
_ سجى في إيه مالك  ؟  اتكلمي متقلقنيش  ؟!.
أنكبت سجى باكية أكثر وهي تغط وجهها بين كفيها،  وتعالى من جديد بُكاء الصغيرة،  أحتارَ ياسين ولم يدري ما يفعله،  تبسم بأرتياح حينما جاءت خديجة ركضًا وهي تأخذ منه أروى بقلق،  وتنظر بتسائل تجاه سجى  ،  فمط ياسين فمه وهز كتفيه بعدم معرفة،  خرجت خديجة بالصغيرة التي هدأت تمامًا،  وهي تضحك لها مبتهجة.
بينما إقترب ياسين من سجى التي ضمت قدميها إلى صدرها ،  وأحاطتهما بذراعيها،  وخبئت وجهها بهما،  فضمها ياسين إليه بقلق وقال بقلبٍ يتألم:
_ سجى أهدي يا حبيبتي،  كفاية عياط،  وفهميني في ايه،  بلاش تقلقيني كدا،  أنا مش مستحمل.
دفنت سجى رأسها بصدره،  فحملها ياسين بين ذراعية وجلس بها على طرف الفراش وقال وهو يحاول أن يرفع وجهها  :
_ سجى أنتِ تعبانة  ؟  في حاجة بتوجعك  ؟
هزت رأسها نافيًا وهي تدُس ذاتها به أكثر فزفر بضيق وهو يُردد بقلق  :
_ حد ضيقك طيب  ؟  احكي لي.
هزت رأسها بالنفي  ،  و ذاد بكاءها فذادت دقات قلبهِ ألمًا،  ، لم ينبس ببنت شفه أنما ضمها ولاذ بالصمت هو الآخر، حتى أحس بأنتظام أنفاسها وسكون حركتها،  فعلم أنها هدأت فعاد سؤاله بحزم وهو يربت على ظهرها بحنو جم  :
_ مالـك اتكلمي،  ليه العياط ده كُله، ايه السبب  ؟.
تهدجَ صوت سجى وهي تقول  :
_ عشان مش عارفه أهدي أروى ومش عارفه أتحرك بيها وأنا مش شايفة حاجة فصعبان عليا نفسي اوي.
أنهت جملتها مُجهشة بالبكاء  ،  فتألم فؤاد ياسين حُزنًا،  وفاضت عيناه بالدمع،  واغْتَمّ  ،  ربت على كتفها بحزن،  وهو يؤنب نفسه لتركها طيلة اليوم بمفردها هي والصغيرة،  لكن ما باليد حيلة،  فـ عملة يُجب عليه جل يومه  :
_ حبيبتي حقك عليا.
- ما ذنبه هو لتشعر بالأسف في نبرته،  كفكفت دموعها وهي تبعد رأسها،  لا بُد أنه مُجهد لقد جاء أنفًا من عمله،  وما كاد يستريح حتى أنشغل في بكاءها،  هل كُتب عليه عدم الراحة بسببها،  حركت فاه تود الأعتذار لكن لم تسعفها الكلمات،  إذ فرت هاربة،  تحمحمت وهي تبتسم بسمةٌ أشرقت فؤاده المكلوم لأجلها  :
_ وحشتني.
تبسم بحبور،  وأبتهجت لنفسه ليقبل شفتيها التي أفترت عن بسمة أحيت فؤاده وقال وهو يُعيد رأسها لصدرة  :
_ مش قد أشتياقي طبعً....
أجفلهما صوت خديجة المتذمر  :
_ يا ادي النيلة،  أنا كل ما أشوفكم ألقيكم بتبوسُ بعد،  مينفعش تبقى محترم.
جز ياسين على أسنانه في غضب،  فنهضت سجى وهي تقهق بشدة،  وأقتربت خديجة بـ أروى وهي تتمتم  :
_ والله تستاهلوا اللي البت دي عامله فيكم،  يارب تفضل صاحية عشان تكون عزول بينكم.
مد ياسين يده أخذًا منها أروى وسلمها لـسجى،  أذدردت خديجة ريقها وهي ترى نظرات ياسين الحارقة،  فتبسمت له ببلاهة وهمت أن تنسحب،  إلا أنها أرتفعت عن الأرض حينما جذبها ياسين من تلابيب ملابسها،  وقال في غيظ  :
_ رايحة فين يا شيخه زهقتيني،  نفسي أخلص منك،  بت أنتِ بتطلعيلي منين؟.
عقدة خديجة ذراعيها في غيظ وهي تتمتم بسخط  :
_ طلعت لك من أعمالك السودة يا خويا.
تحرك ياسين بها للخارج وتركها أمام الباب وقال ببسمة مخيفة  :
_ لو جدعة بقا ومش خايفة على نفسك خليني أشوفك تاني وأنا أوريكِ العمل الأسود بجد.
أنهى جملته ودفع الباب بعنف،  تبسمت خديجة بشر وهي تفكر بما ستفعله به،  ثُم صعدت للأعلى لتخطط.
دلف ياسين للغرفة وأنتهى من تبديل ملابسه وما هم أن يغلق أجفانة بجوار سجى،  حتى صدح بُكاء الصغيرة،  ليتصنع البكاء وهو يردد بحسرة  :
_ يا بنتي حرام عليكِ نفسي أغمض عيني
تحركت سجى عن الفراش وهي تقول له بحنو  :
_ نام يا حبيبي متقلقش أنا هقعد بيها بره، وهقفلك الباب.
تأملها ياسين مُبتهجًا،  فهي رغم تعبها وعدم نومها من الصغيرة،  تهتم لراحته عن راحتها،  أزال الغطاء عنه،  تحرك و نحوهما وحمل الصغيرة عن سجى التي أعترضت،  إلا إنه أصر وأخذ يهدهدها بين يديها ويناغيها،  ويسراه تمتد لتجذب سجى لأحضانه مُريحًا رأسها إلى صدره،  لم يلبثا أن غفت الطفلة،  يليها سجى فتسربت الراحة بداخله وهو يقبل رأسيهما،  ويستلقي جاذبًا سجى بحضنه.
هم بإغلاق أهدابه،  فجاءه صوت سجى المُتسائل،  وما زالت مُطبقة أجفانها  :
_ ياسين أنتَ كلت  ؟
رفع رأسه مُسندًا آياها على يُمناه وهو ينهض قليلاً ليعيد سؤالها  :
_ أنتِ كلتِ  ؟
هزت رأسها نفيًا،  فقبل جبهتها،  وقال  :
_ وأنا مكلتش بردوا.
لوت سجى فمها بغيظ مُتمتمة  :
_ وكنت هتنام من غير أكل  ؟!
ندت عنه ضحكة خفيفة وهو يهز رأسه  :
_ تؤ كُنت متأكد أنك مش هتنسي إني بأكل غير معاكِ،  فقومي بقا نأكل سوا بما أن بنتك نامت وبعدين ننام.
أنهى جملته وهو يحملها،  لتشهق سجى مُتسائلة  :
_ بتعمل ايه يا مجنون؟
همس ياسين بأذنها وهو يتحرك للخارج  :
_ هنروح ناكل يا قلب المجنون.
أنبجلت بسمة رائعة على ثغرها،  وهي تلفُ ذراعيها حول عنقة وتريح رأسها على كتفة مغمغة بتثاؤب  :
_ وأنا عايزة أنام هنا.
ضحك ياسين بوجهًا مشرق وعينان تلمعان ببهجةً وسرور، وهمس بصوتًا خافت وهو يضعها على المقعد برقة بالغة  :
_ هنيمك في قلبي يا قلبي،  بس هأكلك الأول.
اؤمأت سجى وهي تتكئ برأسها على الطاولة التي تشابكت أناملها عليها.

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن