جحر الشيطان ج3 ح6

1.1K 71 50
                                    

الفصل السادس
جحر الشيطان
ما زال للعشق بقية

قبل القراءة ( جــــــــهـــــــــزوا مـــــنـاديــــل. )

عجبًا لهم يرحلون وتظل فقط ذِاكرهم ، جاثمة هُنالك في خزنةُ الزكريات تبهج أرواحًا ثم تحزنا لفراقهم، يغيبون ولا تغيب بسمتهم من أذهَننا، يموتون وتبقَ فقط صورهم وسيرتهم ذكرةً جميلة تبقى أمد الدهر.

إنتفضت مُحدقة في خوف ما أن أصدرت السيارة صوتًا عال معلنة عن وقوفها ، ثم خرج المجهول من السيارة صافقًا بابها وراءه ودار لجهتها ورمقها بحدة أصابتها برعدة في اطرافها قبل أن يفتح الباب ويجذبها من مرفقها بقسوة غير أبه برأسها التي ارتطمت في حافة العربية ، سحبها خلفه كمن يسحب حيوانًا لا قيمة له، كانت عيناها تراقب الرجال الذين اقتربوا ناظرين إليها في تعجب فالمعروف عن قائدهم أنه لا يمد يده على امرأةً ايًا كانت ، وإذ كان لا بد فهو يجعل احد اخر يفعل ، دلف بها بما يشبة المكتب ومنه إلى غرفة جانبية فتح بابها ثم دفعها للداخل لتسقط ارضًا على اثرها ، ودخل هو مغلقًا الباب خلفه ، ولم يلبث أن أخرج مسدسه من جعبته وطفق يحركه في برود وهو يناظرها بنظرة مخيفة وبسمة مرعبة لا تُبشر بخير قط ، أقترب منها فراحت تزحف تلقائيًا على كفيها للخلف محدقةً فيه بخوفٍ جم ، مال عليها ورفع كفه إلى فمها نازعًا اللاصق بقسوة ، تأمل نظراتها الخائفة البريئة التي لا تحيد عنه ، ثم قبض على فكها بقسوة مغمغمًا وهو يقلب في وجهها بتفحص :
- امممم مدفوع لقتلك كتير أوي ، بس مش خسارة.
جثى على ركبتيه عاقدًا حاجبيه في حيرة وردد :
- بس شمعنا اللي عايزين يقتلوكِ من بلاد برا !
يا ترى عملتِ اي ؟
ازدردت عائشة لعابها في توتر وهي تنكمش على نفسها.، تحرك رأسها ذات اليمين والشمال عله يتركها ، ورددت في تزمر :
- أنا عايزة أشوف زين واسلام و وليد.
رفع حاجبه وهو يبعد كفه ناظرًا لها شزرًا وغمغم :
- دول مين ان شاء الله ؟.... وبعدين بتتكلمي كدا ليه ؟
دقق النظر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها وردد :
- غريبة ! ، في وحدة تطلع من البيت كدا !!؟
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تشد من سترت عثمان حولها كأنها هكذا محمية ؟
رفع سلاحه على رأسها، لترتعش اوصالها وتتسع حدقتيها وتضع كفها على فمها وأسرعت بتخبأت وجهها في الحائط باكية كـ طفلة صغيرة :
- يا بابا...
كتمت شهقاتها في حذر وهي تشد من كتم فمها بكفيها ، فزفر هو صارخًا فيها :
- اسكتِ مش عاوز اسمع صوتك.
دون ان تنظر إليه أومأت برأسها ، فتركت دموعها تسيل دون صوت.
نهض هو هائجًا راكلًا احدى المقاعد بقدمة هاتفًا في حدة :
- أنتِ لازم تموتِ ، لازم تموتي !
أجفل ما ان وجدها تمسح دمعها سريعًا بظاهري كفيها وتركض نحوه ممسكة بذراعه مرددة في بهجة :
- هتوديني لعيالي ؟ كلهم بيقولوا ماتوا يعني سافروا وانا عايزة أسافر ليهم.
دق قلبه في عنف متألمًا لكلماتها ، وصب تركيزه عليها ما أن شردت تاركة ذراعه تنظر للجدار امامها قائلة ببسمة لطيفة، حزينة :
- اصل وليد بيخاف من الضلمة بس كان بيطمن لما اسلام يكون جنبه ومبيخفش ، وزين مكنش بينام غير لما ياخدني في حضنه.
دفعها بكفه للخلف هادرًا بحدة :
- اسكتِ كفياكِ رغي صدعتيني.
لا يدر لما ألمه وجعها ؟! ولماذا أحس أنها فقدت قلبها فباتت خالية من الحياة، من ذا الذي نزع الأحبه من مكمن قلبها وتركها منغمسة في أوجاعها ؟
ظل يطالعها وهي تحادث نفسها في خفوت بألم وإمارات غير مقرؤه ، رن هاتفه منتشلًا إياه من تامله فتنهد تنهيدة ثقيلة وهو يخرج هاتفة ، فما أن نظر في شاشته حتى أتفل مطلقًا لافظًا غير لائق وهو يجيب بكره :
- خير.
جاءه صوت يهتف في حدة :
- عملت اي ؟... قتلتها ؟... أياك تقول لسه انا مش دافعلك فلوس عشان تتسلى......
لم يتركه يتابع كلامه، إذ صرخ فيه قائلًا وهو يتحرك كالمجنون :
- أخرس و أسمع بقا هقولك اي ! اولًا صوتك ميعلاش فوق صوتي ، ثانيًا مش هقتلها وريني هتعمل اي ؟! ثالثًا بقا فلوس اي اللي كل شويه تهدد بيها ؟ انا خسرت اخويا بسببك ولا أنت ناسي انه بعد ما خطف العيال قضوا عليه وانا لا هسامحك ولا هسامحهم، وربني بقا هتعمل ايه ؟
فرغ من كلامه مغلقًا الخط بوجهه دون ان يسمع اي كلمةٌ أخرى ، ورمق عائشة بـنظرة حادة وناداها قائلًا :
- أنتِ .
رفعت بصرها إليه وهي تزم شفتيها بعبوس ، ليشير بذقنه وراءها امرًا :
- اقعدي.
امتثلت عائشة له وجلست على المقعد الذي اشار إليه ، والتفت هو ناويًا الجلوس ولكن طرقًا على الباب جعله يرغي ويذبد وهو يتجه ليفتح ولم يلبث أن خرج صافقًا الباب خلفه.

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهМесто, где живут истории. Откройте их для себя