جحر الشيطان ج3 ح13

1.4K 79 14
                                    

جحر الشيطان
االفصل الثالث عشر....
« إختفاء»
في مصنعٌ خالي من كل شيءٌ، ما عدا شاب مذود بمدفع يروح ويجيء أمام ( آجار، والفتاة) اللذان جالسا في خشوع مقيدان الأيدي خلفهم.
مالت الفتاة قليلًا علي آجار وهمست :
- ماذا سنفعل؟
غمز لها (آجار) قائلًا بعبث :
- ليس الآن يا حلوة، سترين!
لم يمهلها فرصة الحديث مجددًا إذ أشار للراجل الذي يحرسهما في برود وغمغم :
- إنت !
إلتفت له الشاب، فـ أشار لهُ (آجار) برأسه ليقترب، فحدجه في مقت ودنا منه، فتطلع إليه ( آجار) وسئله :
- من مديرك يا هذا أخبرني؟ من أمركم بخطفي!
ألقى عليه الشاب نظرة هازئه وهو يقول بلا اهتمام :
- وما دخلك يا هذا؟
فطن ( آجار) من لهجة الشاب وابتعاده انه لن يحصل منه على اي معلومة، ولن يبوح ابدًا، فـ أطرق مفكرًا مليًا قبل ان يرفع رأسه هامسًا في حزن مصتنع وحسرة للفتاة :
- تدرين؟ أنني اكثر الناس حظًا تعس بسببك، فـ لولاكِ لكنت الآن أتجول وأعبث وليس مكتف هكذا!
صرت الفتاة على أسنانه وهي تجيبه في استنكار :
- أنا ؟ مَن مِن المفترض ان يلوم الآخر؟.. انت السبب في أسري في هذا المكان .. والآن كيف سننجو؟.
ابتسم في مكر وبساطة، سألها :
- ما إسمك؟
- مِنة
تأمل ملامحها قليلاً، وقال في لطف :
- إذن يا منة أنتِ مسؤلة مني وعليَّ أخراجك من هنا وهذا سهلًا ولكن ستفعلي ما أقوله دون اسئلة ، حسنًا؟
اومأت برأسه وهي تسئله في عند :
- وستقبل أن أعمل معك حوار؟
فغر فاه من فرط دهشته، فيمَ تفكر تلك وهو لا يدري هل سِخرجان أحياء ام جثتان، رمش بأهدابه مغمغمًا في حنق :
- يا لكِ من غبية ومعتوهة فيمَ تفكرين أنتِ؟
قالت منفعلة :
- ستوافق ام لا؟
تنهد في غضب بيَّن وقال من بين اسنانة :
- اوافق يا منة أوافق.
ابتسمت في راحة فزم شفتيه حنقًا، تحمحم قبل أن يُنادي للشاب فـ ألتفت إليه، فهتف ( آجار) فيه بوجه محتقن :
- أريد ان أشرب يا بُني، ام ليس لديكم ماء؟
وقف الشاب ساكنًا يحدجه في غضب قبل أن يدمدم وهو يبتعد عنهما.
فحرك ( آجار) بحذر كفيه وجذبَ بأنامله نصلٌ من بين أكمام كفه الأيسر، وفي يسر كان يحركة على الحبال المعقودة حول مرفقية حتى حلّت العقدة، فتهدل منكباه في آون ذلك وصل الشاب وانحنى بفوهة القرورة إلى فم آجار، الذي مال بفمه ولكن قبل ان يلمسها حرر كفه ليضرب الزجاجة في وجه الشاب الذي تقهقر للخلف وكانت الزحاجة تلقائيًا تنسكب ارضًا، وثب آجار وركل الزجاجة بقدمة، وقبل أن يستعب الشاب اندفع آجار نحوه وصوب له لكمه صدره تلاها آخرى في معدته، وانهال عليه ضربًا، فدفعه الشاب بغته للخلف وابتعدا ثُم ألتحما ودارت بينهما معركة شرسة، ومنة تشاهد بأعيُن منبهرة متسعة وفاه فاغر من فرط الزهول، سدد الشاب لكمة في بطن آجار الذي مال متأوهًا لثوانٍ كانت كفيلة ان يخرج الشاب نصلٍ ويغرزة في ذراع آجار مع صيحة منه الفزعة المحذرة، تفادى آجار النصل الذي كاد يُغرز في جنبه إذ مال لجانبه فمر في الهواء وأمسك بذراع الشاب وطفق يضربه جتى انزلق من كفه وثنى ذراعه خلفه ثم دفعه على الجدار وأمسك بمؤخرة رأسه ودفعه على الحائط مرة والآخرى وكان الشاب يفقد وعيه منهارًا ... فتركه وهرول نحو منة وفك قيدها وامسك بكفها وخرج بها من المصنع، كادت تثرثر حين رمقها بنظرة كانت كفيلة أن تبتلع كلماتها وتلزم الصمت، التفت حوله.يفحص الطريق فوجد سيارة بدا له انها تابعه لصاحب المصنع، فنظر من النافذة فوجد المفتاح فيها فامر منه ان تصعد.
دار محركها وقاد في سرعة، بعد فترة وجيزة تنبه لسيارات تتبعه مجددًا فضرب بكفه عجلة القيادة ناظرًا لـ منة بنظرة حارقة فوجودها شاردة ، ويخشى ان يصيبها شيء ويكون بسببه، تنبهت لـ نظراته التي أصابتها بحرج شديد فغضت الطرف وهمست بخجل :
- أسفه.
لم يعيرها انتباهه بل صب جُل تركيزه على الطريق وذاد من سرعة القيادة فجأة كان الرصاص يخترق عجلات السيارة التي راحت تدور حول نفسها قبل أن تقف، فترجل سريعًا وهو يصيح فيها أن تنزل وأمسك بمرفقها في عنف وركض في سرعة تجاه الغابة فلحق به الرجل، وقفا وراء شجرة وأخذ يتابع الرجال، بحدقتين حادتين كـ الصقر قبل ان يزمجر كنمر متوحش ... ألتقط حجرًا وألقاه بعيدًا لجهة اخرى فركض الرجال جميعًا خلف الصوت الذي اصدره الحجر وفلح في تشتيتهم.
نظر لـ ( منة) الساكنة امامه وقال :
- اتعرفين كيف تتسلقي؟
نظرة له دون فهم وهزت رأسها فأعطاها ظهره وهو يغمغم :
- إذن ستعرفين يا فتاة، تشبثي.
تردت قليلًا قبل ان تضع كفيها على منكبيه ولفت ساقيها حول جذعة في سرعة كان يتسلق بها الشجرة في خفة وقد ساعده نحافتها وجسدها الهزيل، تركها متعلقه على جذع نخلة وقفز هو فورًا وراح يسير في حذر خلف الرجال الذين كان يتبعه فسار العكس وبات هو يتبعهم، لمح طيف احدهم فتوارى وتربص به حتى هم ان يمر فوضع ساقاه فتعثر فيها الآخر وقبل ان يصيح كانَ (آجار ) يلتقط سلاحه الذي وقع منه حين تعثره وأطلق على جبهته فسقط صريعًا في الحال، إلتفت حوله والسلاح في يده على وضع الأستعداد تربص بأخر وهوى بمؤخرة السلاح على رأسه ففقد وعيه ودفعه لِنطرح ارضًا، برز امامه إحداهم فـ القى السلاح بعيدًا وتفرس ملامحه وانقضا على بعضهما، كاد ان يركله لكنه صد ركلته وأمسك بقدمه ولواها ودفع الشاب ليسقطا ارضًا وثب و وثب الآخر صوب له لكمة فـ امسك ( آجار ) بقبضته وهو يتراجع برأسه وكال له الضربات بقبضته الآخرى، داره و اطبق ذراعه على عنقة وسئله في حِده :
- من خلفك يا هذا؟
ازرق وجه الشاب وشحب لونه وهو يهمس بانفاس متقطعة بصعوبة :
- الـ ... السفاح.
نطق بأحرف متقطة، فشدد آجار على عنقه حتى خرجت روحه وتركه وهو ينفض كفيه ويعود لـ منة، لينزلها من فوق الشجرة، كانت ساهمة .. مرتعدة الأطراف ترتعش وتنتفض تأملها وهم ان يسألها إذا بخير لكن بدلًا عن ذلك دفعها في هلع للجانب الآخرى وقفز هو لتخترق رصاصة الشجرة، وثب منطلقًا إلى الشاب الذي اطلقها وركل يده ليقع السلاح منه، ودفعه الشاب فسقط فضرب آجار ساقا الشاب فوقع على ظهره فتدحرج ملتقطًا السلاح وقبع بركبته على صدره وأطلق رصاصة في وسط جبهته اعقبها صرخة منة الفزعة فـ أعتدل واستدار لها، فراحت تتراجع في خوف وهي تهز رأسها والدموع تتلالأ في اهدابها، اطبق جفنية لفترة قصيرة وبتروي همس :
- منة ، كان يجب ان افعل هذا وفعلت، كان ام ان نموت أو يموتون.
وقفت ساكنة وسالت دموعها تهوى إلى وجنتيها فـ أضناه التعب وزراعه النازف، تقدم إليها في تريث شديد وقال في تنهيدة :
- منة لو سمحتِ أنا...
هزت رأسها وهي تشهق قائلة بصوت مختنق :
- لن اخبر احد لا تقتلني!
اوجعته كلماتها كانت كالجمر ينقذف لفؤاده دون ذرة رحمة، فقال بصوت مرتجف :
- ماذا تقولين؟
دمدمت قائلة :
- لا تقتلني رجاءًا.
أمسك بكتفيها وهزها في عنف صارخًا لتفوق وكان لا بُد من ذلك :
- منة أنا لن أأوذيكِ ويستحيل ان اجعل احد يأذيكِ بسببي!
طرفت قليلًا وأجفلت من كلماته ونظرت له وفجأة ارتمت بين يديه باكية بقوة، فتخشب قليلًا وهو يربت على ظهرها برفق مغمغمًا :
- لا بأس .. لا بأس لم يحدث شي أنتِ بخير ستعودين إلى أمك.
هُنا وذاد بكاءها أكثر وتشبثت اكثر في ثيابه، فغمغم قائلًا وقد فقه انها فقدت والدتها حين بدات تهمس بذلك فـ أشفق عليها ورحلا من هذا المكان، كان يقود احد سيارات هولاء الرجال الذين كانوا يتبعوه وهو يختلس النظر إليها، إنطفاءها فجأة ارعبه، ضحكتها الغائبة هالته، ألتقى بها منذُ دقائق وكانت كتلة من الحماس والحيوية والحياة، وأنطفئت بسببه ..
كانت ساكنة تسند رأسها للنافذة شاردة، أوقف السيارة بجوار منزله هو ... حتى تستعيد رباطة جأشها...
فدلفت معه وتعرفت على اخته هنا التي اخذتها معها لغرفتها وراحت تهدأها بكلماتها المرحة وغسلت لها وجهها واهداتها ملابس اخرى، وغادرت بعد ان صارتا رفيقتان، اوصلها آجار بنفسه ورَ منزلها ولمح والدها الذي كاد يجن من فرط قلقه عليه وأخذها في عناق طويل ليطمئن قلبه إنها بخير ، لم ينصرف إلا بعد ان توارت وراء الباب وهي ما زالت تتشبث في والدها...

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهDonde viven las historias. Descúbrelo ahora