جحر الشيطان ج3 ح8

1K 77 52
                                    

الفصل الثامن
جحر الشيطان
ما زال للعشق بقية

لا يوجد دواءً لألم الفراق وخاصةً الموت

أنتشرَ رِجال القوات المسلحة في المزرعة الخاصة بـ  "حسن الدسوقي"  يفتشون كل ركن وزاويا، وقفت لمار واضعة كفيها في كلا جانبيها تكاد تموت غيظًا وغضبًا، المزرعة خالية من كل شيء لا وجود لأي أثر فيها لأحد، يبدوا انهم كانوا على دارية بالمداهمة وألا لِمَ فروا هاربين، قاطع شرودها الغاضب قول احدى العساكر يقول بنبرة خاصة  :
- لقينا دول يا فندم!
إلتفتت لمار مكفهرت الوجه فما ان وقع بصرها على الملابس بين يدي العسكري، اتسعت عينيها حتى بدتا كانهما ستخرجان من محجريهما وانتشلتهم من يده في لهفة تقلبهم بين كفيها متسائلة:
- عائشة.. دي هدوم بنتي! لقيتها فين؟
تنحى العسكري جانبًا وهو يشير بكفه لاحدى المكاتب قائلًا بذات النبرة العملية:
- هناك يا فندم.
هرولت بقوة، لا تدري كيف دبت في قدميها، تتلفت بجنون في انحاء الغرفة، تعتقد انها ستجد ابنتها، لماذا خُيل إليها هذا الهاجس؟
تنهدت بيأس مسبلة جفنيها في ثُقل كاد ان يودي بروحها، خرجت باقدام متثاقلة، وسرعان ما اُرتسم على ملامحها الصلابة والحادة مجددًا، و وقفت متنهدة تصلب جسدها، تجمع حولها الرجال وصدح صوت عثمان قائلًا وهو يؤدي التحية:
- تمام يا فندم، ملقناش اي حاجة!
هزت لمار رأسها واشارت لهم ليخلوا المكان ويغادروا.... 

              🌻اللهم اجرنا من النار 🌻

وقف متململًا حائرًا يتنهد في قلق قبل أن يلقي نظرة مختلسة لـ "عائشة" التي تفرق أناملها متذمرة، أقترب منها فجأة ونظر لها قائلًا  :
- عائشة، أنا هنزل لازم أشوف ايه اللي حصل واطمن ان كل حاجة تمام والشرطة معرفتش حاجة أنتِ هتفضلي هنا... تمام؟
لم تجبه بل زلت تُردد في حزن  :
- انا عاوزة أرجع هناك عشان العب، عاوزة أرجع، وديني يلا.
ظل يُحادثها دون جدوي حتى فاض به فصك اسنانه من شدة الغضب وأمسك كتفيها يوقفها وهزها بعنف:
- أسمعيني وبطلي تكلمي نفسك، أنتِ سامعة؟
تطلعت "عائشة" بعيناه وقد حُجبت الدموع الرؤية عنها فشهقت باكية وهي تولول  :
- انت بتزعق فيا ليه؟ انا مخصماك!
كظم غيظه لا يدرِ أيضحك  .. ام يبكي على حالتها وكلماتها؟ ولكن بالاخير تبسم ضاحكًا وقد غلب حزنها الطفولي غضبه فقال برفق  :
- طب متزعليش مش هزعق فيكِ تاني يا عائشتي!
اتسعت مقلتيها وفغر فمها وشهقت واضعة كفيها على فمها فسلبت لُبه وتوهجت عينيه وهز راسه مقهقهًا:
- ايه مالك مصدُمة ليه؟
أشارت له بكفها ان يميل، فمال باذنه على الفور إلي فمها، كانه سيستمع لسرٌ خطير،فوشوشت له في خفوت :
- إنتَ بتقول عائشتي!!
رفع حاجبه ناظرًا لها بدهش:
-وايه الصدمة من الكلمة دي؟
تقهقرت للخلف رافعة كتفيها تُردد في بساطة:
- انا عائشتك؟  لأ أنا عائشة!
خبط جبينه بكفه لقد كاد أن ينسى الرياح العاتية التي ممكن ان تودي بحياته بالخارج فزفر ومد يده لمرفقها يديرها إليه وقال:
- عائشة انا همشي هتفضلِ قاعدة هنا من غير ما تعملي اي مشاكل وهقفل عليكِ الباب من برا تمام؟
بإيماءة خفيفة قالت  :
- طيب.
هم ان يغادر لكنه عاد أدراجه وهو يقول متجهًا إلى التلفاز:
- هشغلك التلفزيون عشان تنشغلي بيه ومتعكيش الدنيا!
قفزت عائشة مصفقة بغبطة وهي تربع قدميها امام التلفاز  :
- هيييه، عاوزه اسمع فتيات القوة!
غابت فرحتها وتلاشت بسمتها وقالت في همس:
- ياريت إسلام و وليد كانوا هنا بيحبوهم اوي!
اعتصر قلبه المًا وردد وهو ينظر لها بشفقه:
- وعد مني هجيبلك حق عيالك يا عائشة.
نظر لأندماجها إلى الكارتون ببسمة.
ثم أنصرف صافعًا الباب خلفه وأجرى مكالمة هاتفية وهو يهبط الدرج في سرعة:
- ايوه يا عماد  .. عملت أي؟
لم يتلقَ ردًا لثوانٍ قبل أن يجيبه عماد في ارتياح:
- ايوة يا حسن كله عدى بخير مفيش مشاكل، انا دلوقتي في المزرعة استنيت الشرطة تمشي ودخلت، قلبوا الدنيا لكن ملقيوش حاجة ومشيوا، هتصل دلوقتي بالرجالة و.......
أُتسعت عينيه و جُمد الخوف جسده عن الحركة و عقله عن التفكير، دنت منه لمار ملوحة بسلاحها في وجهه بتحذير خفي، فـ ازدرد لعابه في خوف وتناهى له صوت حسن مناديًا في قلق: -عماد!  أنت يا بني روحت فين؟  عماد  ..  في حاجة حصلت ...  انا جيلك! 
أشارت له لمار بسبابتها في صمت ان يتابع حديثه معه ويطلب منه الإتيان فورًا ، فتابع "عماد" حديثه متلعثمًا من شدة الخوف الذي قُذف إلى قلبه  : 

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهOnde as histórias ganham vida. Descobre agora