. الفصل الثاني عشر .

544 90 38
                                    


و هما يتقدمان بفرسيهما، سألت الأميرة بابتسامة صغيرة، بعد أن ألقت نظرة سريعة على وجه تاج.
- قبل قليل، لما فعلت ذلك؟

التفت إليها مستفهما،
- فعلت ماذا؟
- سمحت لي بهزيمتك!

تبسم ضاحكا،
- ما الذي تقصدينه؟
- عندما دست على قدمك، كنت تستطيع التحمل. أعلم أنك اصطنعت كل ذلك الألم!

هز رأسه معترفا،
- كنتِ مصرة على التغلب علي، فما كان باليد حيلة!

اكتفت بضحكة صامتة، فاستمر قائلا،
- لكنك حقا.. تجيدين القتال بالسيف. لا بد و أن مرزوان مقاتل محترف و معلم ممتاز أيضا!
- إنه كذلك.

ثم أضافت بعد سكوت،
- بذل كل ما بجهده ليعلمني، رغم أنه كان يعلم جيدا أن السلطان سيعاقبه إذا ما اكتشف الأمر.
- إذا فلقد تعلمتي سرا!

أومأت،
- كان أبي ضد تعلمي لأي نوع من فنون القتال، و كان يقول دائما، أنني أميرة، و يجب أن أتصرف كواحدة.
- أ لهذا كنت تخفين سيفك في الإسطبل؟

أومأت ثم وضحت قائلة،
- السيف في الواقع ليس سيفي. لقد كان ملكاً لوالد مرزوان، رحمة الله عليه. أهداه لي بعد أن بلغت العشرين من عمري، وطلب مني الإعتناء به جيدا.

قال في بعض من التردد،
- لا بد و أنكِ شخص.. عزيز على قلب مرزوان. أقصد.. بما أنه أهداك.. سيف والده.

أطبقت شفتيها المبتسمتين، و عقدت حاجبيها قليلا و هي تحاول استنتاج معنى كلامه ذاك، من التعبير الذي قرأته على صفحة وجهه.
- أ تقصد أنك تظن.. أنه يحمل مشاعر تجاهي؟!

نظف حلقه ثم أجاب دون أن يلتفت إليها،
- ربما. أقصد.. ربما تعتبرينه كأخ لك، لكن هذا لا يعني.. أنه يعتبركِ كأخت.
- لا أظن ذلك! لست سوى أخت مزعجة بالنسبة له.

إلتفت إليها منتظرا منها إتمام حديثها.
- لقد أرضعتنا والدته معا، و ربتنا معا، بما أن أمي آن ذاك كانت مريضة طريحة الفراش و أنا صغيرة. لذلك كنت أمضي وقتي مع مربيتي ميمونة و ابنها مرزوان، لدرجة أننا اعتقدنا أننا حقا أخوان!

افتر ثغرها عن ضحكة هادئة وهي تنظر إلى عيني تاج، فبادلها بمثلها وهو يطوق لسماع بقية حديثها عن حياتها.

استمر الإثنان في تبادل أطراف الحديث لمدة، ثم بعد ذلك قررا أن يسرعا أكثر، ليتمكنا من الوصول إلى النهر قبل الغروب.

.....

وصل الإثنان إلى نهر سلسال مع بداية مغيب الشمس، فأخذ لون السماء الأزرق يختفي، و بدأ الأصفر و البرتقالي يملأن مكانه، و رحّبَ النهر بجمال اللونين و عكس سحرهما على سطح مياهه.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now