. الفصل السادس و العشرون .

472 71 12
                                    


كانت تجلس أمام المرآة تمشط شعرها المسدول على كتفها، عندما سمعت دقا. وضعت المشط على المنضدة، وقفت عن مقعدها، و أسرعت نحو الباب.

فتحته، فوجدت تاج يقف أمامها، مصفف الشعر، باسم الثغر، في زيه الأسود المطرز.

ألقى نظرة سريعة على ثوبها الفضي، على وجهها، ثم شعرها. أخذ نفسا صغيرا و هو يتأمل عينيها، ثم قال بنبرة هائمة،
- تبدين.. فاتنة!

ابتسمت و هي تبادل نظرات الإعجاب على محياه بمثلها،
- تبدوا.. جذابا أيضا!

ثم أذنت له بالدخول، و أشارت له بالجلوس على إحدى الأرائك،
- تفضل. سأنتهي قريبا.

جلس على الأريكة يراقبها و هي تسدل ثوبا خفيفا داكن الزرقة على شعرها، و تلف حول رأسها عمامة بنفس لون الثوب، مطرزة بالفضة. و بعد أن انتهت، أضافت دبوسا فضيا يحمل جوهرة زرقاء داكنة، في مقدمة العمامة، ثم أخرجت بعض خصلاتها من الجانبين و أسدلته على كتفيها.

التفتت إلى تاج متبسمة، فتعانقت نظراتهما للحظة، قبل أن يخفض بصره. و عندما شعر بها تتقدم باتجاهه، رفع عينيه إليها في بعض من الإرتباك.

- هل تحدثت إلى لمار اليوم؟

هز رأسه سلبا،
- لا، لم أراها منذ الصباح.

وقف عن الأريكة، ثم سار نحوها،
- قالت بأنها ستعود لمقابلة المارد الذي ساعد على اخفاء خاتم ملوك الجان.
- لما؟
- تريد أن تتأكد من أن هازار هو ابن ساحر البلور، فاسم أبيه و قصته، تطابق ما سمعته من تاليا. لذلك عادت لمقابلته، لتحصل على المزيد من المعلومات.
- أ تظن هي أيضا أنه ابن ساحر البلور؟

تنهد ثم هز رأسه إيجابا،
- أجل. لكن كما قلتي، لا أعتقد أنه يهدف لإستخدام الخاتم لغرض شرير.

ابتسمت فبادلها بأوسع منها، اقترب منها، ثم أمسك بيدها، و همس لها وهو يتأمل ملامحها،
- لنذهب.

....

كانت الفوانيس تضيء حديقة الخان، و لحن العود الهادئ الممزوج بصوت خرير مياه النافورات اللطيف يملأ المكان بالحياة.

شق الأميران طريقهما نحو الجزء المفروش من الحديقة، حيث يجلس الناس و يُقدم الطعام، لكنهما توقفا في منتصف الطريق عندما لمحا بدر الملوك و هازار، يقفان عند أحد مداخل الحديقة، و يتبادلان أطراف الحديث في انفعال، و تعابير الغضب و الإستياء تسيطر على تعابيرهما.

تساءلت وردة بعد أن راقبتهما طويلا،
- أتظنهما يتشاجران؟

أجاب في شرود و هو يدرسهما من بعيد،
- من يدري!

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now