. الفصل الأربعون . و الأخير .

1.2K 122 147
                                    


بعد شهر من غياب تاج، توصلت وردة برسالة من أبيها، أخبرها فيها بأنه في طريقه إلى الغبراء. لكنها لم تتوصل بشيء من تاج، فبدأت الشك يساورها، و الخوف يعتريها.

و مع كل يوم يمر، توسوس لها الوساويس بأسوء الأفكار و أبشع الظنون. إلى أن مر على غياب الأمير، شهر و ثلاثة أسابيع.

كانت وردة في غرفتها، جالسة على سريرها، تلعب تارة بالخاتم في أصبعها. الخاتم الذي صنعه لها تاج من وردة صفراء حَوّلها إلى حجر كريم. و تارة أخرى تلعب بالحجرة التي حوّله تاج إلى نجمة متوهجة لأجلها في تلك الليلة التي قضياها في بيت العمة مرجانة، في مدينة السنديان.

سالت دموعها فجأة و هي تتذكر ذكرياتهما معا على الطريق. خوفها منه في البداية. قتالهما بالسيف. صيدهما للأرنب حيث علمها إستخدام القوس. تذكرت يوم عض الثعبان كتفه، و كيف قبلته ذلك اليوم، ثم إعترافه لها بإعجابه بها. كانت ذكرياتهما كثيرة، رغم أنهما لم يقضيا معا سوى شهر واحد.

استيقظت الأميرة من شرودها عندما طرق أحدهم باب غرفتها. مسحت الدموع عن وجهها، و إعتدلت في الجلوس، ثم أذنت للطارق بالدخول.

دخلت جارية ثم إنحنت لها،
- لقد وصل مولاي، و هو هنا لمقابلتك، مولاتي.

قامت وردة عن فراشها، تجمدت حركتها لوهلة و هي تحاول إلتقاط أنفاسها. سألت الجارية،
- هل أذن له بالدخول؟

هزت الأميرة رأسها موافقة ثم أسرعت نحو الباب، ابتسامة شوق تعلوا ثغرها و وهي تتمتم لنفسها،
- تاج.. تاج..

و ما أن وقفت عند الباب و لمحت المتقدم بإتجاهها حتى تلاشت إبتسامتها و انهارت باكية، ثم إرتمت في حضنه.
- أبي..

حمل السلطان إبنته بين ذراعيه، ثم مسح على رأسها و قد ترقرقت دمعة من عينيه.
- إشتقت إليك يا أبي.
- إشتقت إليك أيضا يا إبنتي. إشتقت إليك.

استأذنت الجارية ثم خرجت من الغرفة و أغلقت الباب خلفها، تاركة الأب و ابنته لوحدهما.

حاوط ورد شاه وجه ابنته بكفيه و هو يتفحص ملامحها بعينين مطمئنتين،
- آسف على نعتك بالكاذبة يا إبنتي.

وضعت كفيها على يديه ثم مسحت عليهما برفق،
- لا بأس يا أبي. فما حدث لا يصدق أبدا.
- صدقتي!

أمسك بيدها ثم سار برفقتها نحو إحدى الأرائك،
- أخبرني السلطان شمس النهار بكل ما حدث معك و مع حفيديه قمر الزمان و تاج الملك. و لا أزال غير قادر على تصديق كل ذلك!

جلس الأب و ابنته في حضنه.
- لكن كل شيء إنتهى على خير و هذا كل ما يهم.
- لم ينتهي الأمر بعد يا أبي. لم يعد تاج بعد. و يقلقني ذلك كثيرا.

الأميرة و الجنيOnde as histórias ganham vida. Descobre agora