. الفصل الثاني .

1.1K 104 41
                                    


أشارت ميمونة لإبنها بالجلوس بجانبها،
- اجلس يا بني و سنقص عليك كل ما حدث.

أشار مرزوان للحراس بالمغادرة، فخرجوا و أغلقوا الباب خلفهم، فجلس أخيرا، استعدادا للإستماع.

بدأت وردة بسرد ما حدث بينها و بين والدها و أفصحت عن كل ما دار بينهما من كلام، ثم التفتت إليه لحظة انتهت من حديثها لتجده مطأطأ الرأس و كأنه يفكر في شيء ما.

هزت ميمونة كتف ابنها مستفهمة،
- ما الذي بك يا مرزوان؟

رفع بصره عن الأرض إلى أمه، ثم إلى وردة، ليقول بعد سكوت،
- سأذهب لأحدث السلطان.

هزت وردة رأسها نفيا في نوع من خيبة الأمل،
- لا أظن أن الكلام ينفع.

وقف قائد الجنود عن مجلسه، ثم قال متجها نحو الباب،
- مع ذلك، سأحاول. سأجد لك حلا.
- سيغضب عليك أيضا يا مرزوان.

التفت إليها،
- لا أهتم. فغضبه عليك، أسوء عندي من غضبه علي.

ابتسم لها ابتسامة صغيرة، لتبادله بمثلها، ثم لوح لها و لوالدته مودعا،
- سأزورك لاحقا.
- شكرا لك.

أومأ لها ثم غادر، لتقف ميمونة بدورها بعد أن انتهت من طي ملابس الأميرة، ثم استأذنت.
- أنا أيضا سأذهب يا عزيزتي لأحضر لك طعام العشاء.

وقفت وردة ثم قالت،
- لا داعي لذلك يا ميمونة. لا أشعر بالجوع، و لا أظنني أستطيع تناول أي شيء بعد كل الذي حدث.
- لكن لابد من --

قاطعتها الأميرة بابتسامة هادئة،
- إذهبي لترتاحي يا ميمونة. هذا أمر.

ضحكت المربية من كلام صغيرتها ثم أومأت،
- حاضر يا مولاتي. أمرك مطاع.

ثم تبادلتا ضحكة واسعة قبل أن تتجه ميمونة نحو الباب.
ثم ودعت الأميرة مربيتها.
- تصبحين على خير.

التفتت ميمونة و هي تقف عند الباب،
- تصبحين على خير يا صغيرتي.

ثم غادرت.

أطفأت وردة كل المصابيح و تركت واحدا مشتعلا قرب السرير. عادت للجلوس على فراشها، غطت جسدها بغطاء حريري مزركش، ثم استلقت لتجد نفسها وحيدة مع أفكارها المتضاربة، لكن سرعان ما خمدت نيران الأفكار، لحظت غفت و غطت في نوم عميق.

....

بعد منتصف الليل ببضع ثوان قليلة، و الأميرة نائمة، خرج جسد شاب، رشيق القد، طويل القامة، من البئر و كأنه يطفو، ثم انبثقت من ظهره جناحان ضخمان سوداوان يشبهان جناحي غراب، ليرتفع بمساعدتهما أكثر، ثم حط على قدميه. تقدم نحو المخرج المأدي إلى غرفة البئر الى غرفة الأميرة، بعد أن أثار ضوء المصباح المشتعل انتباهه. توقف للحظة يراقب الجسد النائم على السرير، و الذي لا يكاد يرى منه شيئا، ثم استمر في خطواته ليخرج من الظلام إلى المكان الذي يضيئه المصباح. فكشف النور على قدميه الحافيتين، ثم السروال الأبيض الواسع الذي يغطي ساقيه، و فوقه حزام ذهبي اللون حول خصره، ثم قميص أبيض من ثوب قطني خفيف له فتحة عند الصدر تظهر بعضا من جسده المفتول و الموشوم ببعض الرموز السوداء اللون، كما ظهرت يداه، ثم سواران من ذهب طويلان عليهما نقوش غريبة حول معصميه، ثم ذراعاه اللذان تزينهما بعض العروق و التي لا تظهر بوضوح بسبب الوشوم السوداء.

الأميرة و الجنيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora