. الفصل التاسع .

642 82 19
                                    


دخل الإثنان و هما يمسكان بيدي بعض، و يسحبان الحصانين معهما إلى الداخل، فبدأ الشق ينغلق من خلفهما شيئا فشيئا.

تمتمت وردة لنفسها وهي تراقب الأرض تعود إلى سابق عهدها،
- عجيب!

ابتسم تاج وهو يتأمل ملامحها المدهوشة،
- العجيب يقع في نهاية هذه السلالم.

التفتت إليه، فأشار إلى نهاية الدرج، حيث بدى لهما نور خفيف يتسلل من تحت باب ضخم، و من جوانبه.

و ما هي سوى بضع درجات، حتى وقفا أمام مصرعي باب ذهبي، عليه نفس الرموز الغريبة التي كانت محفورة على الأرض.

مد تاج راحة يده إلى نفس الرمز الذي بدأ به قبل قليل، فسطع نورا، ثم استمر في المسح على الرموز بنفس الترتيب الذي اتبعه لفتح النفق، فسطعت كل الرموز ضوءا، و بدأ مصرعا الباب يتحركان، ثم انفتحا و كشفا عن حديقة شاسعة، عجيبة الجمال.

اتسعت عينا الأميرة وهي تحاول استيعاب المنظر الذي أذهب بعقلها. دخلت وهي تتفحص السقف حيث تتدلى شجرة ضخمة، جدعها خارج من السقف، و أغصانها إلى الأسفل تحمل مصابيح و فوانيس تضيئ المكان بأسره. كانت الشجرة أشبه بثريا عظيمة متقنة الصنع.

ثم نظرت حولها و هي تسير على العشب، لترى جميع أنواع النباتات و الأزهار و الورود، التي تعرفها و التي لم يسبق لها أن رأتها، و أشجارا تحمل بين أوراقها مختلف أنواع الفواكه.

وطأت قدمها أرضا رخامية تحيط بها أعمدة طويلة منقوشة، ثم تقدمت نحو نافورة بديعة، تتوسط الحديقة، و تملأ المكان بصوت خرير المياه، و حولها على الأرض وسائدة مطرزة، و أرآئك راقية الصنع مرصعة بلآلئ كأنها الذهب و الفضة، لم ترى عيناها مثلها من قبل.

مرت بجانب النافورة و مدت أصابعها إلى مائها لتتحسسه، فوجدته دافئا. افتر ثغرها عن ضحكة صغيرة، ثم رفعت نظرها إلى الأسرة المفروشة بأبهى الحرير، خلف النافورة.

استيقظت من ذهولها لحظة سمعت صوت تاج يقول،
- خذي قسطا من الراحة.

التفتت إليه لتجده يربط الأحصنة بإحدى الأشجار، فأسرعت نحوه كطفلة صغيرة تملأ التساؤلات رأسها،
- كيف يمكن لحديقة كهذه أن تتوجد تحت الأرض؟!

التفت إليها و على وجهه ضحكة واسعة تسمح لأسنانه المنظمة بالظهور،
- لا فكرة لدي أيضا!

ابتسمت وهي تدور حول نفسها و تتفحص كل شيء من حولها،
- و كأن الحديقة قطعة من الجنة!

عض على شفته السفلى برقة، وهو يتأمل وجهها الذي أشرق فرحا. ثم خفض بصره لوهلة وسمح لشفتيه برسم ابتسامة ظريفة.
اتجه نحو شجرة كانت قريبة من موقفهما، قطف منها تفاحة ثم قدمها لها،
- تفضلي. تناولي بعض الثمار.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now