. الفصل السابع .

650 89 39
                                    


وقفت الأميرة عند مدخل الشرفة، تراقب ظلام الليل الذي خيم على المدينة.

همست لنفسها متسائلة،
- هل أنطلق بحثا عن ذلك الشاب؟ أ هذه حقا فكرة جيدة؟

أسدلت الستارة، ثم عادت إلى الداخل، متجهة نحو سريرها.
جلست،
- أ تُراه سيأتي حقا؟

طأطأت برأسها وهي تلعب بأصابعها في توتر، ثم أخذت نفسا و رفعت رأسها، ثم ضمت يديها إلى بعضهما البعض.
- أين أنت يا تاج؟

ما أن همست باسمه حتى سمعت صوته يقول بنبرة لطيفة،
- مولاتي.

أسرعت في الوقوف كالمتفاجئة، لتجده يقف أمامها، و هذه المرة في ثياب السفر. قميص أبيض مفتوح عند الصدر طويل بعض الشيء، و حزام جلدي أسود حول خصره، و فوقها يرتدي سلهاما أسودا. كما كان يرتدي سروالا أبيضا واسعا قليلا، و حذاء أسود طويل الرقبة.

سألت متعجبة،
- كيف تفعل هذا؟!
- أفعل.. ماذا؟

تقدمت نحوه،
- كيف تدخل و تخرج من المكان دون أن يراك أحد؟!

ابتسم لها وهو يبادلها نظرات هادئة،
- سر.

رفعت حاجبيها في نوع من الدهشة و قد ارتسمت الإبتسامة على محياها،
- سر! حقا؟!

افتر ثغره عن ضحكة واسعة وهو يتأمل عينيها لمدة، لكن سرعان ما خفض بصره، قبل أن يسأل،
- أ لاتزالين.. ترغبين في السفر إلى الغبراء يا مولاتي؟!

أومأت،
- يمكننا أن ننطلق الآن.
- أ حقا.. تريدينني رفيقا، رغم أنكِ لا تعرفين عني شيئا يا مولاتي؟!

اتسعت ضحكتها، فأسرعت و أوقفتها بعضِّها على شفتها السفلى برقة وهي تتفحص عينيه.
قالت،
- لماذا تسأل و قد كنت رفيقي في الغرفة من قبل، و دون علمي؟! أ يهمك رأيي الآن فقط؟!

غضّ نظره في ارتباك، فأضافت،
- لقد تسلّلت هذا الصباح إلى الغرفة، و ها أنت ذا تدخل مجددا بطريقة لا أجد لها تفسيرا! كما أنني واثقة من أنك كنت هنا بالأمس! أولست تعرف ما حدث؟!

سكتت عن الكلام، إلى أن رفع بصره في إليها، فأتممت،
- ربما لا أعرف عنك شيئا، لكنني أعرف شيئا واحدا.

أطالت النظر إلى عينيه قبل أن تقول،
- لو كنت تريد إيذائي، لفعلت ذلك قبل هذا.

اقترب منها خطوة واحدة، ثم فتح شفتيه بحثا عن الكلمات المناسبة.
نطق أخيرا،
- أعتذر.. عن ذلك مولاتي.

ابتسمت وهي تدرس تعابير وجهه و حراكته المتوترة،
- هل أنت جنِّي أو ما شابه؟!

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now