. الفصل الثالث و العشرون .

505 77 24
                                    


يسيران بإتجاه خميتها، يده تعانق يدها، و هما يتبادلان أطراف الحديث.

- سيرافقنا أخي و جنوده إلى الغبراء.

التفتت متبسمة،
- إجتمع شملكما أخيرا.

تنهد كالمنكسر،
- من دون أبينا، لا يكتمل شملنا.

سحبت يده إليها، فجعلت جسده يتحرك نحوها قليلا، فتلامس ذراعه ذراعها،
- سيكتمل. يجب أن تؤمن بذلك.

ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه، ثم أومأ،
- سأفعل.

سألت وردة بعد سكوت،
- و.. متى سننطلق؟
- غدا بعد الظهر.

ثم التفت إليها،
- اقترح علي بدر الملوك أن نكتب رسالة و نرسلها إلى جدي. و نعلمه فيها بقدومنا إلى قصره.
- سيسعد السلطان بسماع ذلك كثيرا.

أومأ ضاحكا،
- و أنا أيضا سأسعد كثيرا بلقائه مجددا. إشتقت إليه كثيرا.

هزت رأسها متفهمة، ثم تنهدت،
- و أنا أيضا.. إشتقت لأبي كثيرا.

توقف الإثنان بعد وصولهما إلى مدخل الخيمة.
أمسك تاج بكلتا يدي وردة.
- ما رأيك أن أرسل للسلطان ورد شاه رسالة عندما نصل إلى مدينة النسيم، أطمئنه فيها عليك، و أدعوه للقدوم إلى قصر السلطان شمس النهار؟
- سيكون ذلك لطيفا!
- إذا..

طبع قبلة على جبينها، ثم همس قائلا،
- تصبحين على خير.
- تصبح على خير.

وقفت على أصابع قدميها، سرقت قبلة من شفتيه، ثم دخلت بسرعة إلى خيمتها. طلت برأسها ثم لوحت له مودعة.
- أراك غدا.

عض على شفته السفلى لبرهة، ثم لوح لها هامسا،
- أراك غدا.

اتسعت ضحكتها، ثم أسدلت الستار و اختفت عن أنظاره.
أخذ نفسا و ابتسامته ترفض مفارقة ثغره، ثم غادر موقفه، متجها نحو خيمته الخاصة.

و في طريقه، لمح أخاه خارج خيمة الإحتفال، و بعيدا عنها، يُحدِّث رجلا في ملابس سوداء، و يرتدي سلهاما أسود، يغطي رأسه بقبه الواسع بحيث لا تظهر عيناه و لا أنفه، و كل ما استطاعت عينا تاج رؤيته بعد أن اقترب، هو شفتان نحيلتان تتحركان، و تعابير وجه بدر الملوك الجادة، تشير إلى أن ما تفصح عنه تلك الشفتان النحيلتان كلام مهم أو سر عظيم.

توقف تاج للحظة، عندما غادر أخوه برفقة الرجل الغريب، متجهين نحو خيمة بدر، ثم لحق بهما بعد أن تردد طويلا.

تبعهما إلى أن دخلا الخيمة، و أسدل الجنود الستار.
وقف لبضع ثوان يدرس الموقف و هو عاقد الحاجبين، ثم تمتم لنفسه مستغربا،
- لما يحرس الجنود مدخل الخيمة؟!

الأميرة و الجنيМесто, где живут истории. Откройте их для себя