. الفصل الثالث و الثلاثون .

474 70 70
                                    


ترك الدخانُ تاج على أرض غرفة مظلة، ثم تَكَوَّم على شكل جسد، فظهرت لمار وسطه، ليتلاشى، تاركا إيها واقفة بجانب الأمير.

لوّحت الجنية بيديها، فاشتعلت شموع و مصابيح الغرفة.
تفحص تاج المكان بعينيه، قبل أن تساعده قدماه على الإقتراب من كل ركن.

تفحص الخزانة، فوجدها فارغة، تفحص المكتب، ثم السرير، و لم يجد لا كتابا و لا ثوبا يخص هازار.

عاد تاج إلى حيث ترك لمار، واقفة، لا تطيق الإنتظار.
قال بنبرة مترددة،
- يبدوا.. و كأنه هرب!

هرعت بإتجاه مسرعة، و هي تهز رأسها رافضة تصديق ما نطق به لسانه.
- يستحيل أن يهرب هازار!

قال في بعض من الإنفعال،
- و ما أدراك؟ لا بد و أنه خدعنا!
- و لماذا يخدعك يا تاج؟!

توقف عن السير، بعثر شعره في انزعاج،
- لا أدري! لا أدري! ربما كان يخفي شيئا ما عنا. ربما كذب علينا! ربما، ربما هو نفسه زعيم طائفة السحرة اؤلائك!

تنهدت، ثم أغلقت عينيها لثانية،
- هل أخذ منك ترتيب الرموز؟
- لم يفعل.
- و لماذا تظنه مخادعا إذا؟
- لا أدري! ربما كان يعلم بأمر ترتيب الرموز!
- و إذا كان يعرف الترتيب، ما الذي سيستفيده من خداعك يا تاج؟

التزم الأمير الصمت، فأمسكت الجنية بكلا معصميه و اقتربت منه قليلا، ثم قالت و نظرات جادة تعلو محياها،
- أ تثق بي يا تاج؟

إكتفى بإيماءة و هو يدرس نظراتها،
- إذا ثق بكلامي هذا. هازار لم يخدعك. لم يهرب، و غايته ليس بغاية سيئة. و لا تسألني كيف أعرف كل هذا، فقط ثق بكلامي.

تأفف في استسلام،
- حسنا. ماذا نفعل الآن؟

ترددت للحظة قبل أن تفصح،
- أشك.. في أن الشيطان في القصر.

عقد حاجبيه،
- تقصدين.. زعيم الطائفة؟!

اومأت، و هي تدرس ردة فعله.
- علي أن أخبر بدر الملوك بالأمر.
- من الأفضل أن نبقي الأمر سرا يا تاج.
- سيعلم بدر بإختفاء هازار عاجلا أم آجلا!
- صحيح. لكن فقط.. لا تخبره بأنك تشك في أن زعيم الطائفة هنا في القصر.
- و لما؟ نحن نحتاج مساعدته!
- سيستعين بدر بجنوده، و إن انتشر الخبر بين الجنود، وصل إلى هدفنا.

أومأ مستوعبا،
- حسنا. و ماذا نفعل إذا؟

تنهدت،
- ننتظر حتى الصباح، ثم نبدأ بالبحث.
- بل علينا التحرك الآن! قد يكون هازار في خطر.
- يستطيع أن يحمي نفسه، على الأقل لمدة يوم واحد.
- لا أظنني أستطيع النوم بعد هذا لكن..

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now