. الفصل الحادي عشر .

564 84 40
                                    


سمع تاج هديل حمامة، فرفع عينيه بحثا عنها.

كانت ترفرف باتجاهه، و ما ان اقتربت منه حتى أفلتت قلادة كانت تحملها بقدميها، فأمسك بها تاج، ثم حطت الحمامة على كتفه.

ألقت وردة نظرة على كفّه ثم همست،
- قلادة مرزوان!

فتح تاج الحقيبة المعلقة بسرج حصانه، و أخرج منها قربة ماء و وعاء للشرب، ثم سكب بعض الماء في الوعاء.

تقدمت الأميرة نحوه بخطا متأنية، و هي تراقبه يستخدم وعاء الماء و القلادة التي توهجت في يده، ليطلع على ما يحدث مع قائد الجنود.

وقف الإثنان يدرسان الصور التي كشفت عنها المياه الممتزجة بالنور الساطع من القلادة. صور مرزوان و جنديان آخران، نيام على أرض شبه قاحلة، و حول نار يتراقص لهيبها.

نطق تاج قائلا،
- إنهم خارج قلب السبعة قصور.
- لكنهم متأخرون عنا بكثير.

أخرج تاج القلادة من الوعاء، و رش ماءها على ما بحوله من نباتات، وهو يقول،
- علينا أن ننطلق قبل الفجر، لنصل إلى نهر سلسال في نهاية اليوم.

أومأت وردة موافقة، فأضاف قائلا،
- أما الآن فلنرتح هنا لبعض الوقت.

.....

كان تاج مستلقيا تحت إحدى الأشجار، نائما، عندما شعر بأصابع تتخلل خصلات شعره، ففتح عينيه ليجد لمار، وهي على هيئتها، تجلس عند رأسه، مبتسمة، تتفحص ملامحه المتفاجئة.
قالت،
- ماذا بك؟! ظننتها فاتنك؟

أغلق تاج عينيه متنهدا، ثم اعتمد على يديه ليجلس وهو يقول بنبرة متعبة بحة،
- كم مرة علي أن أطلب منك التوقف عن مناداتها هكذا؟!

وسّعت عينيها مصطنعة ملامح شبه مذهولة مصطنعة،
- مناداتها ماذا؟! فاتنتك؟!

رمقها بنظرة منزعجة،
- كفي عن هذا يا لمار!

أومأت مرارا وهي تردد،
- حسنا! حسنا!

ثم أضافت،
- هيا انهض و استعد. لقد اقترب وقت طلوع الفجر.

ثم وقفت و ساست ملابسها،
- و لا تنسى أن توقظ فاتنتك.

افتر ثغره عن ضحكة ساخرة وهو يهز رأسه سلبا،
- أ لا تستسلمين؟!

هزت كتفيها و ابتسامة لعوبة على محياها، فتقدم نحوها بضع خطوات، وهو يدرس تعابير وجهها في شك.
قال،
- أصدقيني القول يا لمار.

أومأت له، فسأل،
- أنتِ تريدينني و وردة الجنة أن نقع في حب بعضنا، فقط لتحتفظي بقمر الزمان لنفسك، أ ليس كذلك؟

الأميرة و الجنيDär berättelser lever. Upptäck nu