. الفصل الرابع و العشرون .

513 76 27
                                    


تقدم بدر الملوك جنوده برفقة هازار على الطريق، و تاج و وردة خلفهم، متأخران قليلا.

و هما يمتطيان حصانيهما، و يسيران جنبا إلى جنب.
استفهم تاج و هو يراقب أخاه و رفيقه.
- ما الذي يخفيانه يا ترى؟

التفتت إليه وردة،
- أنت تبالغ يا تاج!
- لا أظنني أبالغ! لقد رأيتهما أمس يدخلان خيمة بدر، و كانت محاطة بالجنود. و عندما اقتربت من المدخل منعني الحرس من الدخول و قالوا بأن ولي العهد مشغول!
- و هل سألت بدر عن الأمر؟
- سألته. لكنه تفادى الإجابة عن السؤال، و قال أن الأمر ليس بمهم.

عقدت حاجبيها قليلا، ثم نقلت عينيها إلى ولي العهد و رفيقه أمامهما.
- و.. ماذا تظنهما يخفيان؟
- لا أدري! لكنني أشك في إمكانية أن يكون هازار، إبن ساحر مدينة البلور.
- إبن ساحر البلور؟!

أومأ، ثم بدأ بسرد القصة التي سمعها من أميرة الجان عن ابن الساحر.

- إذا فالخاتم بحوزة إبن الساحر الآن؟!
- صحيح.

ثم أضاف بعد سكوت،
- أفكر في تفتيش أمتعته.
- و كيف ستفعل ذلك؟
- لا أدري بعد. ربما سأكلف لمار بالمهمة.

أبقت وردة نظرها على ملامحه متبسمة.
التفت إليها عندما شعر بنظراتها، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة استغراب.
- ماذا هناك؟
- لمار. أ هي أميرة الجان؟

ابتلع ريقه، وهو يحاول جاهدا تثبيت ابتسامته على محياه. ثم قال ضاحكا، ليخفي ارتباكه الذي اتضح على تعابير وجهه،
- لمار؟ لا! ما الذي يجعلك تظنين ذلك؟!

استمرت في التحديق به بنفس الإبتسامة الساكنة وهي ترفع كلا حاجبيها،
- أ تعلم أنك لا تجيد الكذب يا تاج؟

نظف حلقه ثم قال رافضا الإعتراف،
- صدقا! ما الذي يجعلك تظنين أن حمامة مثلها جنية؟!
- أولا، تستطيع التواصل معها بشكل لا يصدق! و ثانيا، تقوم بمهام لا يمكن لحمامة عادية أن تقوم بها! مثل يوم أحضرت قلادة مرزوان، و يوم أخرجت الثعبان من الغار، أقصد كيف أمكنها حمله بقدميها الصغيرتين؟!

ثم أضافت و هي تستمتع بمشاهدة ملامحه ترتبك،
- كما عادت يومها بأعشاب مناسبة لحالتك! كيف يمكن لحمامة أن تتعرف على النوع المناسب لإصابة مسمومة كاللتي أصابتك؟! أ تستطيع أن تجيبني؟

سمح لشفتيه برسم ضحكة صغيرة، ثم أغلق عينيه لثانية قبل أن يومئ معترفا.
- كشفتي أمرها إذا!
- بالطبع! لدي عقل أيضا، و أستخدمه أحيانا للتفكير!

انفجرت شفتاه عن ضحكة مكتومة،
- بالطبع.

بادلته بابتسامة بدأت تتقلص و هي تسأله،
- أ يمكنني أن أرى لمار.. على هيئتها الحقيقية؟

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now