. الفصل الرابع .

914 90 30
                                    


فتحت عينيها على نور الشمس الذي تسلل من بين خيوط ثوب الستارة.
استمرت في الإستلقاء على ظهرها لمدة طويلة و هي شاردة بسقف الغرفة، لكن سرعان ما اختفى السكون، و اتسعت عيناها كمن أبصر شبحا، ثم همت بالجلوس، و هي تبحث بنظرها على السرير حيث كان قمر الزمان نائما، ثم رفعت عينيها المصدومتين و جالت بها في أرجاء الغرفة، لكن لا أحد سواها هناك.

تشوش نظرها، و ارتسمت تعابير الحيرة على وجهها.
تمتمت لنفسها،
- مستحيل! لم يكن ذلك حلما.

مدت كلتا يديها إلى الغطاء على جسدها لتزيحه عنها، فانتبهت لخاتم قمر الزمان في يدها. تجمدت لحظة أبصرته، و رفعت يدها أمامها في ذهول.

شحب وجهها و هي تحدق بأصبعها، و اضطربت أنفاسها. فتنهدت و أغلقت عينيها، لعلها تسترجع هدوءها، لكن دون جدوى.
ابتلعت ريقها ثم أسرعت في الوقوف، و هرعت باتجاه الباب.

دقت مرتين بقوة، ثم صاحت طلبا لحضور الحراس، فأسرع إليها أحد الحارسين الواقفين بالخارج.

وقف عند الباب و سألها من خلفه قائلا،
- بماذا أساعدك يا مولاتي؟
- افتح الباب.
- لا أستطيع أن أفتح لك الباب يا مولاتي، من دون إذن مولاي السلطان.

ثارت ثائرتها بعد ما سمعته من الحارس، فصاحت في انفعال،
- قلت افتح الباب!

اخترق صوتها جدران الغرفة و خارجها ثم اختفى، ليعم صمت لمدة ثوان، قبل أن يكسره صوت المفاتيح التي تتحرك بداخل ثقب الباب.

و ما هي سوى بضع ثوان، حتى انفتح الباب، و ظهر الحارسان من خلفه منحنيين.
- مولاتي.

جعلت وردة من يديها قبضتين، بعد أن بدأتا بالإهتزاز توترا، ثم ابتلعت ريقها، قبل أن تقول بنبرة مرتبكة،
- أعتذر.. عن صياحي في وجهك.

طأطأالحارس برأسه،
- أنا من يجب أن يعتذر عن مخالفتي لأمرك يا مولاتي.

تنهدت كمن استعاد بعضا من اطمئنانه الداخلي، لكن سرعان ما بدى فقدانها لما استعادته من سكون على صفحة وجهها المحتارة.

اقترب خطوتين من الحارس ثم سألته في حذر،
- هل.. رأيتم أحدا يدخل البرج.. ليلة أمس؟

أجاب الحارس دون أن يرفع عينيه عن الأرض،
- ما من أحد دخل البرج ليلة أمس، يا مولاتي.

أومأت له في تردد، ثم طلبت منه قائلة،
- أ يمكنك منادات قائد جنود السلطان؟ فلي حاجة عنده.
- حاضر يا مولاتي.

ثم غادر الحارس بعد أن استأذن من الأميرة، و أغلق الباب خلفه.

بقيت واقفة مكانها تستمع لصوت المفتاح يتحرك في ثقب الباب مجددا، ليذكرها بأنها سجينة البرج حتى تخضع لأمر السلطان. و لم تتحرك من مكانها، إلا بعد أن تلاشى صوت خطوات أقدام الحارس.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now