. الفصل الواحد و الثلاثون .

466 70 17
                                    


فتحت جارية باب إحدى الغرف، دخلت، ثم انحنت عند المدخل منتظرة دخول الأميرين.

استقامت الجارية بعد دخول وردة و تاج، ثم قالت دون أن ترفع عينيها عن الأرض،
- هذه هي غرفتك يا مولاتي.

تفحصت الأميرة نقوش المميزة على جدران الغرفة الواسعة، الستائر الراقية الصنع، و الأثاث البديع في كل جزء من المكان بعينان منبهرتان،
- شكرا لك.
- إذا ما احتجتي أي شيء، فسأكون بالخارج يا مولاتي.

أومأت وردة بابتسامة، فانحنت لها الجارية ثم استأذنت و غادرت الغرفة.

وضعت الأميرة حقيبتها قرب بقية أمتعتها على الأرض، ثم أخذت تتجول بنظرها في الغرفة التي يطغى عليها اللونين الأبيض و البني، و مصحوبان بالفضي، وهي تتمشى بخطا متمهلة نحو السرير المفروش بجمل المفروشات الحريرية المطرزة.

وقفت في منتصف الطريق ثم استدارت نحو تاج.
- الغرفة رائعة! بل قصر جدك بأكمله يذهب العقل بجماله!

ابتسم لها وهو لايزال واقفا في مكانه، يتأمل ملامحها المشرقة. عادت تتفحص الغرفة وهي تسير نحوه،
- اذا فجدك شمس النهار، هو والد أمك و خالتيك؟

أومأ متبسما وهو يسير بالتجاهها بنفس سرعة خطواتها.
- صحيح. خالتي "نور القمر" هي زوجة الملك شهرمان، و والدة قمر الزمان.

ثم أضاف بعد أن استقام أمامها،
- و أما خالتي "نجمة النجوم"، فقد توفي زوجها قبل خمس سنوات.
- تبدوا و خالتك نجمة مقربين.
- صحيح. فلقد كانت بمثابة أم لي منذ أن كنت صغيرا، و اعتنت بي بعد وفات أمي.
- رحمة الله عليها.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه همس،
- رحمة الله عليها.

بادلته بنفس الإبتسامة ثم حمت يده بلطف، وهي تتأمل عينيه في صمت لمدة.
- يجب أن تذهب إلى غرفتك أيضا و تأخذ قسطا من الراحة.

مسح على ظهر يدها بإبهامه برقة ثم أومأ،
- سأفعل.

طبع قبلة على جبينها،
- أراك عند العشاء.
- بالطبع.

ثم سرقت قبلة سريعة من شفتيه، فجعت ابتسامته الصغيرة تصبح ضحكة واسعة أضاءت ملامحه اللطيفة.

ترك يدها وهو يعض على شفته السفلى متبسما، ثم أخذ يتراجع إلى الخلف خطوة خطوة، دون أن يبعد نظره عن وجهها المتورد خجلا. لوح لها،
- أراكي لاحقا.

أومأت وهي تلوح له،
- لاحقا.

استدار نحو الباب أخيرا، فتحه ثم غادر بعد أن ألقى عليها نظرة أخيرة من خلف الباب، قبل أن يغلقه.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now