. الفصل السادس عشر .

551 81 36
                                    


وقفت وردة تنتظر كلمة من التاجر الذي أخذ يتفحص قفطانها بعينان متسعتان مبهورتان. ثم أخيرا نطق قائلا،
- إنه غالي الثمن حقا! لا يرتدي مثل هذا سوى الأميرات! بكم تريدين بيعه؟
- يمكنك أن تدفع لي المبلغ الذي يناسبك.
- حقا؟!
- حقا. كما أنني أحتاج قفطانا بسيطا، و سلهاما دافئا.
- حاضر، سأحضر لك طلباتك في الحال.

أخذ التاجر يطوي القفطان، فالتفتت وردة إلى تاج الذي كان يتفحص سلهاما بنيا مطرزا في الجهة الأخرى من الدكان.
تقدمت نحوه فاستدار إليها لحظة شعر بقربها، فقالت،
- إذا فمرزوان وحده في الطريق!
- صحيح. لا بد و أنه و الجنديان، قد افترقوا للبحث عنك.
- لما لا ترسل لمار لتحضر لك شيئا يخص كلا منهما، ليساعدنا على معرفة مكانهما أيضا.
- لا أظن أننا بحاجة لذلك.
- ما الذي تقصده؟!
- عندما نصل الى الصحراء الفضية، سنسلك طريقا لا يعرف عن وجوده أحد.
- و أي طريق هذه؟!

نقل نظراته فجأة إلى قميص بجانبه، ثم نظف حلقه وهو يتفقده،
- طريق سمعت عنها.
- لا يمكننا ان نسلك طريقا لا نعرف عنها شيئا!

التفت إليها ثم بادلها النظرات لمدة قبل أن يقول،
- ثقي بي. إنها طريق آمنة.

حافظت على اتصال عيونهما لمدة طويلة و كأنها تنقب عن شيء ما بداخل بؤبؤتيه العسليتين، لكن صوت التاجر قاطعهما قائلا،
- ها هي ذي قطع الملابس يا آنسة، خذي منها ما شئتي.

عادت وردة إلى المنضدة حيث ترك التاجر ما أخرجه من ثياب لأجلها، ثم وضع كيسا ممتلئا صدر منه صوت قطع نقدية تتضارب في ما بينها.
- و ها هو ذا المبلغ الذي أستطيع دفعه.

فتحت وردة الكيس لتجد قطعا فضية كثيرة، فارتسمت ابتسامة على محياها و هي تعد القطع.
- تكفي و تزيد! شكرا لك.

.....

عاد الإثنان إلى بيت مرجانة و هما يحملان مشترياتهما في قفة استعاراها من مستضيفتهما. و ما أن بدت لهما الدار من بعيد، حتى لمحا بالقرب من بابها رجلا في ثياب جنود المملكة، يحدث العمة.

أمسك تاج بمعصم وردة فأوقفها و جعلها تلتفت إليه، ثم أشار إلى الرجل.
- ذاك الرجل، أ ليس من جنود المملكة؟

اتسعت عينيها صدمة وهي تتفحص ثياب الرجل،
- بلى! إنه زي الجنود! لا بد و أنه أحد مرافقي مرزوان.

شحب لون وجهها، تشتت نظراتها، و احتارت شفتاها بين انتقاء الكلمات،
- لقد.. لقد وجدنا! ماذا نفعل الآن؟!
- سنجد حلا.

ثم أشار إلى يمينه،
- فلنسلك هذه الطريق.

اكتفت الأميرة بإيماءة ثم لحقت به في صمت، إلى أن انتهى بهما المسير في المزرعة الصغيرة خلف بيت مرجانة.

الأميرة و الجنيWhere stories live. Discover now